خرجت سجون "حزب الله" ومعتقلاته للمرة الاولى من العتمة إلى الضوء، بعد أن خرج أحد المعتقلين السابقين لديه عن صمته ليكشف للعالم حقيقة هذا الحزب... "الدولة " التي تمردت على دولة لبنان وسيادته وقوانينه ودستوره وأعرافه، هنا يسقط قناع آخر عن "حزب الله" وسياسته القمعية التي تطال مؤيديه قبل معارضيه، ومن هنا أيضا سيرى العالم وجها آخراً لهذا الحزب، وجه مظلم كظلمة زنازينه الإنفرادية وغياهب سجونه البعيدة عن أضواء الماكينة الإعلامية.
وبعيداً عن حجم الدعاية الاعلامية التي يمارسها "حزب الله" في تلميع صورته واستخدام تضحيات عناصره ودماء مقاتليه كرافعة له في بيئته بشكل خاص، فإن الوجه الآخر للحزب الذي لا يعرفه كثيرون، شرحه السجين السابق علي مظلوم نجل أحد القيادات المؤسسة لحزب الله، حيث قال" سجنت لدى حزب الله لمدة سنة تقريبا تعرضت خلالها لأبشع أنواع التعذيب والإذلال، حتى أنني بقيت حين أدخلوني السجن لما يزيد عن ٢٤ ساعة مكبلا ملفوفا بغطاء سميك بينما كنت أتعرض للضرب بشكل متواصل"، مشيراً إلى أن حزب الله" يملك عددا من السجون التي تديرها وحدتا الأمن الوقائي وتضم هذه السجون بعضا من المخالفين المنضمين إلى صفوف الحزب، وآخرين من لبنانيين وأجانب يعتقلهم الحزب بتهم مختلفة أو بختطفهم".
وتتوزع سجون "حزب الله" التي نشر مظلو صوراً لمداخلها بحسب قوله على هذا الشكل:
- السجن المركزي في حارة حريك : وهو يقع خلف مستشفى بهمن في الملجأ التابع لمؤسسة بيضون لبيع الكراسي و لمحلات Rima.
- سجن بئر العبد : يقع في مبنى خلف مركز التعاون الإسلامي مقابل عيادة الدكتور حسن عز الدين، وهو يضم سجناً ومركز تحقيق.
- مركز التحقيق قرب مجمع القائم في الطابق السابع
- سجن في بئر العبد قرب مجمع السيدة زينب
- سجن مجمع المجتبى خلف قناة المنار وفي المبنى سلسلة زنازين انفرادية وغير انفرادية تم إزالة بعضها بعد أن تم كشفها على خلفية خطف فتاتين من آل شمص وسجنهما هناك في وقت سابق.
يعيش السجناء في سجون "الحزب" معاناة لا تطاق وصفها المظلوم" الضرب والشتم والتعذيب والإذلال وإمتهان كرامة الإنسان ليس أولها ولا آخرها، ففي هذه السجون يمنع السجين من رؤية الشمس، حيث يقبعون في زنازين إنفرادية لايتجاوز طولها المتر ونصف المتر وعرضها متر واحد فقط، يحجب السجين عن العالم الخارجي تماما، فلا أخبار ولا تلفاز ولا أي وسيلة لمعرفة ماذا يحدث خارج هذه الزنازين".
كما تمارس ضد السجناء ضغوطا نفسية وجسدية ينتهجها سجانو "حزب الله" منها" منع السجناء من الإتصال بأهلهم وذويهم عبر الهاتف، ويسمح للزيارة مرة واحدة كل شهر أو شهرين لمدة نصف ساعة، يمنع خلالها الحديث حول معاملة الحزب للسجناء ومن يتجرأ على الحديث في هذا الخصوص يتم حرمانه من الزيارة لمدة 4 شهور يتم خللها ضرب وتعنيف السجين حتى يكون عبرة لغيره".
سيرفع المظلوم دعوة قضائية في النيابة العامة وان كان يعلم انه من الممكن ان يسجن مرة أخرى بسبب تصريحاته هذه بتلفيق أي تهمة له لكن " لم يعد لديه ما أخسره " بحسب تعبيره.
الأسلوب المافيوي الذي ينتهجه "حزب الله في لبنان" من إستحداث سجون سرية لمعارضيه ومثلها للذين يختطفهم لإعتبارات شخصية وسياسية وأمنية، تضع اللبنانيين تحت هيمنة الميليشيا الحزبية لن يكون "علي مظلوم" أولهم ولا آخرهم... إمارة "حزب الله" لا تختلف كثيرا عن خلافة "داعش" وان كان الفرق بينهما أن "داعش" كان تحت مجهر الإعلام بينما يمارس "حزب الله" أعماله في غياهب الظلمات بعيدا عن اضواء الكاميرات.