في بلد العجائب كل شيء جائز، لذلك ليس من المستغرب ان يستفيق اللبنانيون على تسييس تأشيرات الحج، وحاجتهم الى طرق ابواب "الزعماء" للحصول عليها، من بينها باب "معراب" الذي منح هذه السنة نحو 300 تأشيرة.
في الامس ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيل صوتي لأمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري ارسله إلى أحد شيوخ دار الفتوى، يقول فيه تعليقاً على موضوع التأشيرات "مولانا، كارثة... اتصلوا بنا قائلين لم يعُد لنا تأشيرات مُجاملة، الامر الذي دفعنا الى اعادة جوازات سفر الى اصحابها"... كلام احمد الحريري اكد ان الكوتا التي وعد بها الحريري جاءت منقوصة، ما دفع المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة إلى المسارعة ونفي الأمر، مؤكداً أنه "عار من الصحة" وان "المملكة تكرّمت بتخصيص ثلاثة آلاف تأشيرة لمكتب الحريري، مضافة إلى ألفي تأشيرة مجاملة جرى الإعلان عنها في السفارة".
حاول مكتب الرئيس الحريري الالتفاف على الحقيقة، وهي انه تقدم بطلب 5000 تأشيرة "لا علاقة لها بتأشيرات المجاملة" فحصل على ثلاثة آلاف فقط، ما يعني رفض اعطائه 2000 تأشيرة كان قد طلبها، في حين حصل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على نحو 300 تأشيرة من اصل 400 طلب تقدم به.
وكان القائم بالاعمال السعودي في لبنان وليد البخاري قد أعلن أن سفارة السعودية، منحت هذه السنة "أكثر من 15 ألف تأشيرة، منها 5500 تأشيرة خاصة بحجاج البعثة اللبنانية، و1500 تأشيرة للفلسطينيين، و5500 تأشيرة للسوريين، إضافة إلى تأشيرات تقدم للبعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان، وحتى هذه الساعة، بلغ عدد التأشيرات التي منحت بحدود 15 ألف تأشيرة".
تستغل المملكة السعودية الركن الخامس من الإسلام "الحج" من خلال رشوة أشخاص "سياسيين، رجال دين، إعلاميين ودبلوماسيين" ليكونوا أبواقا لها يدافعون عن مصالحها ولو ببوست عبر "فيسبوك"، ناسية او متناسية ان الحج فرض لمن استطاع اليه سبيلا، وليس لمن استطاع تأمين واسطة لمنحه تأشيرة!.. الامر الذي دفع العديد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى طرح علامات استفهام عدة، منها "ان كان الحج من اركان الاسلام، والاسلام عالمي وديانة سماوية اممية مفتوحة امام جميع الافراد، كيف يحق للمملكة السعودية التحكم بتأشيرات الدخول لاتمام مناسك الحج وبالتالي اركان الاسلام؟ وبالتالي منع المسلم من ان اداء واجباته الدينية"؟
في النهاية اذا كتب الله الحج لمسلم سيؤدي هذه الفريضة ولو منعه كل من في الارض عنها، ولو منعها الله عنه لن يتمكن لا وليد البخاري ولا الملك سلمان بن عبد العزيز ولا كل من في الارض على جعله يتمكن من ادائها، فلنؤمن بالله ونضع حاجتنا عنده لا عند عباده...
المصدر: معا لدعم بيروت