كشفت حادثة الحمّودية التي نفذها الجيش اللبناني، وانتهت بمقتل علي زيد إسماعيل، أحد أبرز المطلوبين بالاتجار بالمخدرات، اضافة الى 7 اخرين وتوقيف 41 مطلوباً، مدى التحوّل الدراماتيكي في بيئة "حزب الله" الحاضنة، التي انتفضت موجهة اصبع الاتهام اليه لاسيما الى النائب حسين الحاج حسن، حيث قال احد الشبان " 11 شهيداً في معركة فجر الحمودية وليس معركة فجر الجرود، وها هو الحاج حسن يحتفل بإعادة إعمار سوريا".
شتم أهالي بلدة بريتال أمين عام "حزب الله" و احرقوا علمه في معقله، وسط صمت رسمي من قبل الحزب، حيث اقتصر الرد من قبل بعض المواقع الالكترونية المؤيدة له بذكر من يقف خلف احراق العلم على الشكل التالي: الاسم احمد اسماعيل، اخوه الاكبر صهر صبحي الطفيلي، العمل: تشويه صوره حزب الله، الأسباب : بعد ان قام الجيش اللبناني بمداهمه أوكار المخدرات و اللصوص و قطاع الطرق الذين يعيثون في البقاع فسادا ، قام المذكور بحرق علم امام بعض الكاميرات لإظهار منطقه البقاع على انها ضد المقاومه.
يرى البعض ان للحزب حساباته الخاصة للبقاء على الحياد فيما يتعلق ببلدة بريتال، على رأسها تجنب الإصطدام بعشائر المطلوبين الملاحقين، وتجنب وقوع إشكال مع الطفيلي، و ضبط الوضع الأمني المتفلّت في بعلبك-الهرمل من خلال الجيش اللبناني، على ان يبقى هو بعيداً عن الصورة، الا انه لم يفلح في ذلك وما انتفاضة اهالي بريتال ضده الا دليل على اعتبارهم ان الجيش ليس الا الذراع العسكري للحزب، يتحرّك بطلبه وبناء لتعليماته فيما يتعلق بحجم العملية والقوة المصرح له في استخدامها.
النار تغلي من تحت الرماد في بريتال، واذا كان الجيش اللبناني قد تمكن من اعادة فتح الطرقات الدولية والرئيسية للبلدة، بعدما قطعت بالإطارات المشتعلة من قبل شبّان غاضبين من العملية الأمنية، فإن الطريق التي توصل مسؤولي "حزب الله" ومعهم " حركة امل" الى البلدة ستبقى مغلقه في وجههم الى أجل غير مسمى، وما محاولة نشر بيان تم نسبه الى عائلة اسماعيل تعلن خلاله كما ادعى الناشرون "استنكارها كل التهم والشتائم والاستفزاز والتحريض على المقاومة وسيدها الذي وضعت العائله الكريمه ثقتها به وأئتمنته على الدماء" سوى مجرد اكاذيب والحقيقة ان" عائلة إسماعيل في الحمودية - بريتال استنكرت وبشدة ما يحصل من عملية طمس الحقائق و تحوير الواقع و تقويل العائلة باقاويل لم تصدر عنها او عن اي فرد منها، فبعد المصاب الاليم الذي حصل قامت بعض الاطراف بنشر بيان منسوب زوراً إلى العائلة "، وانها تصر على كشف الحقيقة، و اي تعرض للشبان الذين ظهروا في فيديوهات تتناول شخصيات سياسية هو تعرض للعائلة".
ما حصل في بريتال من توجيه الشتائم لـ" حزب الله" يذكّر بانتفاضة المواطنين وشتم نصر الله في حي السلم، وان اجبر ابن حي السلم على الاعتذار من "صباط السيّد" فإن الحال مع ابن بريتال مختلف تماماً، فهو ابن عشيرة لا تخشى التهديد والوعيد والفيديو الذي نشره اليوم خير دليل، حيث قال رداً على ما تداوله البعض من انه سيعتذر من امين عام الحزب" فشرتوا ان اعتذر من تاجر دم، ولاننا قلنا لا في الانتخابات لا، ردّها وفيق صفا بهذه الجريمة"...