كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
من بوابة وادي الحجير جاء الحدث الأمني الأبرز، حيث شهد توغلاً غير مسبوق للجيش الإسرائيلي، مع عمليات تجريف وتدمير للغطاء النباتي والطرقات، وتغيير لهوية هذا الوادي الشاهد على مجزرة الدبابات في حرب 2006.
الأخطر في هذه الخطوة أنها حرّكت موجة جديدة من النزوح وتحديداً في بلدة القنطرة التي كان داخلها ما يقرب من 35 عائلة، نزحوا باتجاه قرى أكثر أمناً، والأكثر استفزازاً كان لبلدة قبريخا، حسبما يشير رئيس بلديتها عبد الأمير فحص، إذ عمد الإسرائيلي إلى نزع يافطة البلدة وأخذها، وهذا اعتبره فحص «مستفزاً للبلدية وللأهالي».
لم يكتف الإسرائيلي بالتوغل داخل وادي الحجير وصولاً حتى وادي السلوقي-قبريخا بل قام بتجريف كروم الزيتون وأشجار السنديان المعمرة، حتى الخيم الزراعية والتي تقدر مساحتها بحوالى 4500 م² تمّ تجريفها، كما يشير فحص، والذي يقول إن «العدو تجاوز كل الخطوط الحمر، بتوغله داخل وادي الحجير الذي كان حلمه أن يصل إليه»، ولفت إلى أنه «جرى إبلاغ الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية لمعالجة الأمر والقيام بدورهم لوضع حد لهذه الخروقات المستفزة».
لعلّ ما حصل اليوم يطرح تساؤلاً جديداً، وبعد مرور شهر واحد فقط على وقف إطلاق النار، هل نحن أمام تجديد للحرب، وهل ما يقوم به الإسرائيلي هو استفزاز ينتهي بخرق الهدنة؟
المؤكد ما قاله رئيس بلدية تولين مالك عوالي: « نترك الأمر للجيش اللبناني الذي هو ثقتنا للدفاع عن القرى الجنوبية». وحول التوغل في عمق الحجير قال: «يسعى العدو لقطع الطريق عن قرى الحجير نهائياً، وعمد إلى حرق كروم الزيتون الكبيرة المنتشرة في الوادي الغني بهذه الشجرة، ناهيك عن تخريب الطريق كلياً».
بالطبع الخروقات اليومية لاتفاق الهدنة خطيرة، فهي تهدف لإبعاد الأهالي عن قراهم، ولا أحد يستبعد أن تتعاظم هذه الخروقات.. فهل تنتهي الهدنة على خير أم تتجدد الحرب في أي لحظة؟ كل الأمور مرهونة بوقف التمادي الإسرائيلي في القرى الجنوبية.