كتب الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي:
بعد إعلان “حماس” خسارة مجموعة من القادة في حرب غزة بالأسماء، مع تراجع قوتها النارية، وسيطرة إسرائيل على نصف مساحة القطاع، بات واضحاً أن الميدان يتجه إلى معادلة جديدة تسمح بإعادة تشكيل السلطة الفلسطينية، وكذلك السلطة الإسرائيلية، لإدخالهما في ترتيبات التسوية.
وإذ ذاك ستجد إيران نفسها مضطرة للقبول بما كانت ترفضه، خصوصاً الحل السلمي، على أساس الدولتين، وكانت الإشارة السبّاقة إلى هذا الاتجاه، قبول طهران بإعلان القمة العربية الإسلامية في الرياض، بمرتكزاتها السلمية الثلاثة.
وليست هدنة تبادل الأسرى بمراحلها المتتابعة سوى “بروڤا” للتفاهمات، حتى لو حصلت انتكاسات ميدانية ممكنة، أو جرى استئناف الحرب.
أمّا “الحزب” فسيُعاد تدويره عسكرياً وسياسياً، برعاية مرجعيته الإيرانية، على طريق الخروج من المأزق اللبناني، لأن ضمور “حماس” سينعكس عليه حتماً، وسيجد نفسه وحيداً ومعزولاً في أي حرب لاحقة أو محتملة.
وليست صدفة أن تتزامن عودة الموفدَين الفرنسي والقطري إلى بيروت مع المفاوضات حول مستقبل غزة، لأن لبنان سيكون إحدى حلقات الترتيبات المنتظرة، وسيتم إنعاش مؤسساته بدءاً من رئاسة الجمهورية.
ومن هنا، كان التوقع بأن تكون هذه الحرب آخر حروب القضية الفلسطينية، وقد أطلقنا عليها توصيف “حرب السلام”.
وقد تبين أن رهان “محور الممانعة” على الحرب المفتوحة حتى زوال إسرائيل عبر “توحيد الساحات”، رهان غير واقعي. وقد اعترف أمين عام “الحزب” حسن نصراللّه بذلك حين قال “لا ننتصر بالضربة القاضية بل بالنقاط”.
فلا الضربة القاضية متاحة ولا النقاط جليّة، وكل ما نتج عن حرب “المشاغلة” في جنوب لبنان، ضحايا بالمجان، وقلق ونزوح وخراب وبوار المواسم.
نعم، تتجه المنطقة إلى تحويل مآسي غزة وغلاف إسرائيل وجنوب لبنان إلى فرصة للتسوية، بل الأرجح إلى سلام مستدام.