تواجه إعادة الإعمار في المناطق المنكوبة جرّاء الزلزال في المغرب، تحديا، يكمُنُ في مراعاة التعليمات المُنظِّمِة لعمليات البناء بما يراعي شروط السلامة، واحترام الخصائص المعمارية المتفردة في تلك المناطق، في الوقت نفسه.
ففي ثوان، فقدت أرواح، وطمرت بيوت، فحين ارتجت الأرض في المغرب، لم تكن بيوت الطين، والخشب، المنتشرة في المنطقة، جاهزة لمواجهة أهوال الكارثة، فهوت سريعا بمن فيها.
ذاك واقع يضع مراعاة جميع معايير السلامة، والكود الزلزالي المنظم لعمليات البناء، على رأس أولويات مشروعات إعادة الإعمار، التي فعلت المملكة المغربية خطة بشأنها.
لكن ذلك سيجري وفق السلطات المغربية، بانسجام مع تراث المنطقة، وباحترام كبير لخصائصها المعمارية المتفردة، وهنا يكمن التحدي.
فأهالي القرى المتناثرة عبر جبال وسفوح الأطلس الكبير، لم يعهدوا منذ قرون بيوتا غير هذه، وهم متمسكون بتقنيات البناء التقليدية لقدرتها كما يقولون، على المساعدة في التحكم في الحرارة صيفا، وصقيع أعالي الجبال، شتاء.
وقد أشار مقال لمجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، هذا العام، أن السكان والمهندسين المحليين في هذه المناطق المنكوبة، يفضلون البناء القائم على الطوب الطيني، على اعتبار أنه يخلق هياكل أكثر ملاءمة من الخرسانة، كما أن تكلفة البناء القائم على الطوب الطيني، أقل بكثير.
عدا عن ذلك، فطراز البيوت في المناطق المنكوبة، ومعمارها المتفرد، يستقطب سياحا من مختلف بقاع العالم، وذاك مورد عيش مهم، لا يريد الناجون، فقدانه بعد أن تتعافى مناطقهم من أهوال الكارثة.