تصبّ جهود الحملة الانتخابية الخاصة بلائحة "نحنا التغيير" في دائرة كسروان جبيل إلى القنص على اللوائح المعارضة بدل أن تقوم بمواجهة أحزاب السلطة السياسية والزعامات التقليدية في الدائرة. "نحنا التغيير"، ثمرة من ثمار "نحو الوطن" التي تديرها الأمينة العامة السابقة لحزب القوات اللبنانية شانتال سركيس، المنصة التي وعدت الكثير قبل أشهر وعندما وصل الاستحقاق الانتخابي اختفى تنفيذ الوعود وبقي فقط العمل على إسقاط المعارضين وشنّ الحملات عليهم في المقابلات الصحافية والمنشورات الإلكترونية لينفضح وجه هذا التجمّع الذي يعمل بشكل أو بآخر لصالح السلطة السياسية.
أشرفت شانتال سركيس شخصياً على تشكيل لائحة "نحنا التغيير" وقد عمدت إلى تضمنها ما يلزم من أسماء وشخصيات مستفزة يمكن لها أن تلعب دور تدجين خطاب ١٧ تشرين.
"نحنا التغيير" لائحة مغمورة الهدف الأساسي منها تشتيت الأصوات في كسروان وجبيل وتسهيل المهمّة على لوائح السلطة السياسية، من دون أن يكون لها أي من المقوّمات الفعلية لخوض الانتخابات النيابية ولا حتى الحظوظ للفوز بحاصل أو حتى ٥٠٠ صوت انتخابي.
على متن "نحنا التغيير" مرشّحين عنصريين جاهروا حتى في طائفيتهم، ويستهدفون مرشحو ١٧ تشرين من خلال التصويب على مطالبهم بالدولة المدنية والعلمانية، فيسوقون حملة طائفية ومذهبية على لائحة المعارضة الفعلية مستخدمين نفس السلاح الذي تستخدمه السلطة السياسية وهو تخويف اللبنانيين من بعضهم البعض على شكل: الإسلام بده يأكلونا، المسيحيون بدّهم سلاحنا، وسواها من الشعارات التي تتبناها هذه اللائحة بطريقة غير معلنة.
ووصل الحد بأحد المرشّحين على لائحة "نحنا التغيير" في جبيل، غسان جرمانوس إلى القول إنّ لائحته "هي الوحيدة التي تمثّل ١٧ تشرين على مستوى الدائرة وحتى لبنان"، كأنّ المرشّح يعيش في عالم خيالي إلا من الحرتقات والتصويب على المعارضة و١٧ تشرين.