وتفيد المعلومات عن اشتعال الاتصالات ما بين المقار الامنية والمراكز الحزبية كما القوى السياسية لتطويق ذيول حادثة الجاهلية من منتصف الليل حتى خيوط الفجر الاولى. وافادت مصادر متابعة لـ "لبنان 24" عن الوصول الى اتفاق مبدئي بين مختلف الاطراف على تمرير تشييع مرافق وهاب اليوم ومن ثم الانصراف لمعالجة أي ذيول محتملة وتدارك صعوبة الموقف الذي يتطلب حنكة وحكمة و روية منعا لفتنة ستشعل الارض وما عليها في قرى الجبل.
في المقابل، ووفق المصادر ذاتها فإن الخلاصة الاولية لمجمل المداولات مع الوزير وئام وهاب ليلا افضت الى افساح المجال امام "سعاة الخير" للدخول على خط المعالجة، على رغم تصعيد وهاب موقفه ورفع السقف في وجه تيار "المستقبل" لناحية مطالبته الملحة بإقالة رئيس شعبة المعلومات والمدير العام للأمن الداخلي واحالتهما على التحقيق، والتي لن يقبل بها رئيس الحكومة سعد الحريري على اعتبارأن الاجهزة الامنية كانت تقوم بواجباتها وتنفذ استنابة قضائية في حق وهاب الذي حاول التهرب منها والتحايل عليها لضرب هيبة الدولة .
الطرف الدرزي الآخر المتمثل في الحزب التقدمي الاشتراكي دخل طرفاً الى جانب تيار"المستقبل" فسارع وليد جنبلاط الى "بيت الوسط" مسقطاً عن وهاب صفة تمثيله " كرامة الدروز"، و تحدثت اوساط الحزب عن أن تدهور الوضع في الجبل يتحمل مسؤوليته وئام وهاب جراء تهوره في المواقف والتعرض للكرامات كما فتح "دكاناً على حسابه"، حيث يرى نفسه اكبر من الدولة و مؤسساتها واجهزتها الامنية.
يبقى تشكيل الحكومة في ظل "الاشتراكات السياسية " كالمرض العضال الذي لا أمل بالشفاء منه عبر المسكناتالذي يتطلب عملية جراحية، والتي قد لا تخلو من المخاطر. ففي هذا الشأن هناك من قال بأن حادثة الجاهلية قد تفسح المجال أمام تشكيل الحكومة "على الحامي"، بحيث تضع جميع القوى السياسية امام مسؤولياتها ودفعها نحو التواضع و الذهاب لتشكيل حكومة انقاذ على غرار ما حصل في مؤتمر الدوحة بعد احداث "7 ايار" الشهيرة.