وأعلن الرئيس الأميركي أمس الاثنين استعداده للقاء المسؤولين الإيرانيين في أي وقت وبدون شروط، لكن وزير خارجيته مايك بومبيو حدد لاحقا شروطا للتفاوض مع إيران، وهو ما يشير إلى تناقضٍ دفع الإيرانيين إلى التشكيك في الدعوة الأميركية.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن بومبيو لن يلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الذي تستضيفه سنغافورة نهاية هذا الأسبوع.
وأضاف أن إيران ليست عضواً في أي اجتماعات متعددة الأطراف، وأنه لا مخططات لأي ارتباط معها.
توجس إيراني
ومن ضمن الردود الإيرانية على عرض ترامب، قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إن الايرانيين لن يسمحوا لمسؤوليهم باللقاء والتفاوض مع من وصفه الشيطان الأكبر.
وأضاف أن آمال ترامب بالتفاوض لن تتحقق، وستبقى في إطار الأوهام.
وقال جعفري إن إيران تعلم "سيناريوهات ترامب المبتذلة، واختبرتها مرارا وتكرارا".
وأشار إلى أن إيران ليست كوريا الشمالية لتقبل عرض ترامب، وأن الإيرانيون يرفضون التهديد وسيتصدون له.
وفي وقت سابق قال رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية بإيران كمال خرازي إن عقيدة ترمب هي اللقاء بهدف اللقاء فقط.
وأضاف خرازي أن على ترامب تعويض خروجه من الاتفاق النووي أولا وإثبات احترامه للقانون الدولي.
وهذا ما ذهب إليه حميد أبو طالبي مستشار الرئيس الإيراني، الذي أكد أن بلاده تشترط على الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي قبل الجلوس على طاولة الحوار.
وذكر أبو طالبي –في تغريدة على تويتر- أن احترام حقوق الأمة الإيرانية وخفض الأعمال العدائية والعودة إلى الاتفاق من شأنه تمهيد طريق المحادثات.
وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي قال اليوم إن إيران لا تثق في الولايات المتحدة كشريك تفاوض.
ونقلت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية عن الوزير قوله إن "الولايات المتحدة ليست أهلا للثقة. كيف يمكننا أن نثق في هذا البلد بعد أن انسحب بشكل أحادي من الاتفاق النووي؟"
وكان ترامب أعلن في الثامن من مايو/أيار الماضي الانسحاب من الاتفاق الذي يقيد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية مقابل رفع العقوبات الغربية عن طهران.
بدوره، قال علي مطهري نائب رئيس البرلمان إن الوقت غير مناسب لأن تتفاوض إيران مع الولايات المتحدة، مضيفا "لو لم ينسحب ترامب من الاتفاق النووي ويفرض عقوبات على إيران لما كانت هناك أي مشكلة في المفاوضات مع أميركا".
واعتبر أن التفاوض مع الأميركيين "سيكون إذلالا الآن".
لكن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه اقترح إنشاء خط ساخن بين طهران وواشنطن.
وأشار بيشه -في تصريحات لوسائل إعلام محلية- إلى ضرورة عدم تحول المفاوضات بين البلدين إلى محرمات، مبينا أن بلاده تنظر بإيجابية إلى إبداء الرئيس ترامب استعداده لعقد لقاء مع مسؤولين إيرانيين.
وأشار إلى أن دولا ثالثة -لم يسمها- تستفيد من الخلاف بين طهران وواشنطن، محذرا من أن المصالح الوطنية لطهران وواشنطن ستكون لعبة بيد الآخرين إلى أن يتم إنشاء قناة اتصال بين الطرفين، وفق تعبيره.
يشار إلى أن هذه اللغة المهادنة لترامب تأتي بعد أقل من أسبوع من تصعيد حرب كلامية، تبادل فيها الطرفان التهديدات والتحذيرات، حيث وجّه ترامب تحذيرات للرئيس الإيراني حسن روحاني من تهديد الولايات المتحدة، فرد روحاني بتحذير ترامب من نتائج تبني سياسات عدائية ضد طهران.