هاتف الرئيس التركي طيب رجب أردوغان الفتاة الفلسطينية عهد التميمي وهنأها على شجاعتها وصمودها في سجون الاحتلال.
وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن أردوغان اتصل بالتميمي إثر الإفراج عنها من سجون الاحتلال اليوم، وأكد لها أن إطلاق سراحها يبعث على السعادة، مشددا على أن تركيا ستواصل دعمها لنضال الفلسطينيين المشروع.
وأوردت وكالة الأناضول أن الفتاة التميمي شكرت الرئيس أردوغان والشعب التركي، وقالت إنه وقف دوما مع "شعبنا الفلسطيني".
وكانت سلطات الاحتلال أفرجت عن الفتاة الفلسطينية عهد التميمي ووالدتها ناريمان بعد انقضاء محكوميتهما بالسجن الفعلي مدة ثمانية أشهر.
وتعمدت إسرائيل منذ فجر اليوم الإعلان عن مواقع عدة للإفراج عن عهد ووالدتها، وفي النهاية أفرجت عنهما عند مدخل قريتهما النبي صالح غرب رام الله.
وأكدت عهد التميمي (17 عاما) في أول تصريح لها عقب الإفراج عنها أن المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال، كما شددت على صمود الأسيرات في سجون المحتل.
رسائل السجينات
وتحدثت التميمي بمؤتمر صحفي في قريتها عن أوضاع 29 أسيرة فلسطينية كن معها بسجن دامون، وأوضحت أن السجينات حملنها ثلاث رسائل، هي مطالبة بالوحدة الوطنية، ودعم وتعزيز الصمود الشعبي، ودعم الأسيرات في نضالهن من أجل الحرية.
وأصبحت عهد بطلة ورمزا في أعين الفلسطينيين بعد أن ركلت جنديا إسرائيليا وصفعته في 15 ديسمبر/كانون الأول 2017 خارج منزلها في قرية النبي صالح التي تشهد حملة منذ سنوات ضد استيلاء إسرائيل على الأراضي، مما يؤدي إلى مواجهات مع جنود الاحتلال ومستوطنين.
التحدي بالدراسة
وقالت عهد التميمي في مؤتمر صحفي إن الشيء الوحيد الذي كان يسبب لها ضغطا وهي في السجن هو تخوفها من فقدان دراستها، ولكن العكس هو ما وقع، إذ أتمت هي والأسيرات مستوى التوجيهي، وقررن تسمية أنفسهن "فوج التحدي" رغم محاولات إدارة السجن منعهن من التعليم.
وأشارت الفتاة الفلسطينية إلى أنها وزميلاتها السجينات تحدين سلطات السجن، وحولن السجن إلى مدرسة واجتزن دورة تدريبية في القانون الدولي، وأخرى في القانون الإنساني.
وحيت عهد التميمي في مؤتمر صحفي بقريتها سكان قطاع غزة المحاصر ومسيرات العودة التي ينظمونها منذ أشهر، وقالت إن مدينة القدس كانت ولا تزال عاصمة لدولة فلسطين.
تشويش الاحتلال
وقالت مراسلة الجزيرة في قرية النبي صالح نجوان سمري إنه رغم محاولات الاحتلال التشويش على فرحة الفلسطينيين بالإفراج عن عهد ووالدتها فإن أجواء البهجة تعم قرية عهد التميمي، حيث توجه أهالي القرية إلى ساحة الشهداء لحضور مؤتمر صحفي للفتاة المفرج عنها.
وقد توجهت عهد ووالدتها فور وصولهما إلى القرية إلى منزل الشهيد الفتى عز الدين التميمي الذي استشهد برصاص الاحتلال قبل نحو شهرين، ثم توجهتا إلى ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة برام الله.
وعقب ذلك التقت عهد ووالدتها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي احتضن الفتاة، وقال إنها نموذج للمقاومة الشعبية السلمية، وتمثل النضال الفلسطيني من أجل نيل الحرية والاستقلال.
وفي سياق متصل، أوقفت سلطات الاحتلال أمس السبت رسامين إيطاليين اثنين وفلسطينيا كان معهما بعد أن رسما لوحة جدارية لعهد على الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.