كلمات تشجيع لمرضى السرطان… “قد تصيبهم بالإحباط”

كلمات تشجيع لمرضى السرطان… “قد تصيبهم بالإحباط”
كلمات تشجيع لمرضى السرطان… “قد تصيبهم بالإحباط”

تستخدم بعض الكلمات لوصف أشخاص مصابين بالسرطان، مثل مقاتل، ومحارب، وبطل، لكن طبقا لدراسة جديد، فإن بعض المصابين بالمرض يرون تلك الكلمات غير مناسبة ولا يرون فيها إلهاما أو تحفيزا لمواجهة المرض.

ولفت استطلاع رأي، أجراه مركز ماكميلان لدعم مرضى السرطان في المملكة المتحدة، إلى أن 2000 شخص من مصابي السرطان أو ممن كانوا مصابين به وجدوا أن أوصافا مثل “مُبتلى بالسرطان” و”ضحية” هي أيضا من الكلمات غير المحببة لمرضى السرطان أو المتعافين منه.

وكشف الاستطلاع كيف يمكن لتوصيفات عابرة لمرض السرطان أن تثير مشاعر مختلفة.

وأجرت شركة “يوغوف” المتخصصة في أبحاث السوق وتحليلات البيانات استطلاع رأي، فإن وصف تشخيص أحد المصابين بالسرطان بأنه “حرب” أو “معركة” والقول إنه “خسر معركته” أو “سقط مهزوما” لدى وفاته، كانت أيضا أوصافا غير محببة لدى المرضى.

وكشف الاستطلاع عن أن المقالات المنشورة على وسائل الإعلام والمنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر أسوأ وسيط تُستخدم فيه تلك الكلمات المؤذية للمرضى.

وتوصل الاستطلاع أيضا إلى أن الأفضلية هي للكلمات الواقعية الحقيقية في وصف مرضى السرطان أو تشخيصهم أو المتوفين بسببه.

ماندي ماهوني، 47 عاما، مصابة بسرطان الثدي النقيلي غير المستجيب للعلاج.

وكانت ماهوني، اللندنية العاملة في مجال الدعم التوعوي، قد شُخصت بأنها مصابة بسرطان الثدي لأول مرة في عام 2011، ثم تكرر الأمر خمس مرات بعد ذلك.

وتقول ماهوني: “أظن أن حديث السرطان يمكن أن يكون مُحمّلا بقدر كبير من السلبية، وأن أوصافا شائعة الاستخدام من قبيل ‘محارب ومقاتل وبطل وناجٍ’ تضع كَمًا كبيرا من الضغط على الُمشخَص حديثا بأنه مصاب بالسرطان”.

وقالت ماهوني إنها ترفض كذلك وصف الناس بأنهم “يخسرون معركتهم” مع السرطان، وأضافت: “هذا يحمل معنى ضمنيا بأنك لم تحارب أو أنك استسلمت”.

في المقابل، تفضل ماهوني كلمات “واضحة واقعية”، وتصف نفسها ببساطة بأنها “تتعايش مع سرطان غير قابل للشفاء”.

وأضافت: “لست شجاعة أو ملهمة، إنما أحاول أن أعيش ما تبقى لي من حياة”.

أما كريج تولي، الذي شُخّص بأنه مصاب بسرطان الغدة الدرقية عام 2016 وهو الآن في مرحلة التعافي، فيرى أن بعض أكثر الكلمات إيجابية يمكن أن تساعد في تمكين المريض من التعافي.

يقول تولي، 31 عاما، وهو يمارس رفع الأثقال في أوقات فراغه: “يمكن لأوصاف من قبيل ‘قتال’ و’نضال’ و’محارب’ و’معركة’ أن تختلف تفسيراتها باختلاف المتلقين لها”.

ويضيف تولي: “أنا شخصيا وجدت أن هذه الكلمات قد ساعدتني كثيرا وجعلتني أرى السرطان بمثابة تحدٍّ أحتاج إلى مجابهته. ما من أحد إلا ويحب قصص الأبطال”.

” تقول كارين روبرتس، وهي كبيرة ممرضات بمركز ماكميلان لدعم مرضى السرطان: “هذه النتائج تُظهر كيف يمكن لكلمات وأوصاف شائعة أن تكون محل خلاف”.

وتوضح روبرتس أن “السرطان يُلقي بكل الأشياء في طريقك، كما أن البحث الشاق عن كلمات مناسبة، والاضطراب في المشاعر جراء فشل الأصدقاء وأفراد العائلة في العثور على تلك الكلمات المناسبة، وهذا يزيد الأمور تعقيدا في وجه مصاب السرطان”.

وتضيف روبرتس: “نحن نسعى عبر تسليط الضوء على ذلك الأمر إلى تشجيع المزيد من الأشخاص على الحديث عن الكلمات التي يفضلون سماعها، وإلى وقف الضرر الذي يمكن أن يلحق بأحوال هؤلاء الأشخاص وبعلاقاتهم”.

تقول ماهوني إنه ليس من الضروري أن يحفظ الناس عن ظهر قلب نصوصًا من الكتب وأن يستظهروا كافة العبارات المفتاحية للتحدث مع شخص مصاب بالسرطان، وليس سيئا دائما ألا يعلم المرء ما يقوله في تلك الأحوال.

وتضيف: “إذا أخبرتني أن الأمر مُربك وأنك لا تدري ماذا تقول، فلسوف أجد طريقا لرفع الحرج عنك، وفي بعض الحالات قد أقول إننا لسنا مضطرين للحديث عن الأمر، لكن فقط كن حقيقيا بلا تكلف”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جوي سريع في طريقه إلى لبنان