فدوى عبدالله - الجزيرة.نت
دقائق معدودة وسكون، ويفارق المنتحر الحياة، ظالم لنفسه والصبر لذويه.. ناقوس الموت التكنولوجي، خطر يداهم العنصر البشري، تكنولوجيا تسارع الجيل الجديد لتقر وتجدد اختصاصاتها، فالتطور التكنولوجي والموت المرسوم عبر شبكاتها الانتحارية، فكيف لتكنولوجيا وجدت لتسهيل حياتك، تساعدك لتنهيها؟ أم أصبح تأثيرها على الأشخاص أقوى من البيت، الأم، الأب؟ هل أمست التكنولوجيا من تدير منزلك؟ احذر ناقوسها سيلحق عائلتك المدرسة. البيت، الشارع.. بيئة البشر وهوه من يحتمل غدرها بكل روح قوية فكيف للفشل أن يشعرك بالانهيار، وأنت لك عقيدة وفكر ديني إلهى؟
الانتحار كموضة سياسية تابعتها وسائل الإعلام العربي
تأثير محتوى الاتصال الذي تقدمة وسائل الإعلام عبر تقنيات الاتصال المختلفة، يولد مجموعة من التأثيرات على الإنسان، سواء كانت سلبية أو إيجابية في وقع الإنسان فوسائل الإعلام والدراما والإنترنت المدعم بوسائل التواصل الاجتماعي، جميعها توقع تأثر قوي على البشر، حيث أكدت الدراسات، إن عمليات البحث على الإنترنت للحصول على معلومات حول الانتحار تجلب صفحات ويب تشجع في 10-30 بالمئة منها على محاولات الانتحار أو تعمل على تسهيلها، وهل يصل الباحثين على شبكة الإنترنت إلى مرحلة التنفيذ؟
ففي الأعوام القليلة الماضية تنقل المسلسل الانتحاري للخريف العربي ضمن حلقات القتل المسمى دفاعا عن الكرامة نمت، كأولى حلقات البوعزيزي في تونس الذي أشعل النيران بجسده أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، في تونس، أنتج ذلك على الأقل 50 حالة انتحاري عربي، أشعلوا النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة تقليدا للبوعزيزي، حتى كان لغزة النصيب في تلك الحادثة التي أودت بروح يونس البريم من مدينة خانيونس جنوب القطاع، وكان البريم واحد من عشرات حلات الانتحار خلال الفترة الأخيرة ضمن رواياتها المتعددة، متبعة انتحاري مدينة دير البلح.
انتحار يتبع إعلانات تسابقه
الحملات الإعلامية التي دعمت منتحري الربيع العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الاتصال الأخرى جميعها ساهمت في زيادة واضحة في الشاب المحاكين لتلك البطولات الانتحارية من وجهة نظرهم، فتقديم المنتحر بقالب بطولي أو التعاطف معه دون توضيح الجرم الديني الذي قام به كان بوابة جديدة تتفتح أمام الكثيرين للانتحار، على نفس الخلفية، وحصول بعض الأشخاص على كثير من الميزات بعد إخفاقات الانتحار أدت لتصاعد أزمة الانتحار على مسمع الوسائل الإعلامية الاتصالية التي زادت من نسبة المنتحرين غافية عن أهدافها السامية.
تأثيرات الدراما الانتحارية وغزوها الفكري
فالخلفية الشخصية للمنتحر، قد تحاكي الدراما بدقة قوية، والدراما كوسيلة اتصالية مؤثرة تقدم الانتحار بلونه العاطفي عبر وسائل التلفزة من أكبر العوامل المساعدة على الانتحار، فالدراما تدخل البيوت بكل سهولة وتتناول قضية الانتحار بقالب عاطفي، تقود الأشخاص للاقتناع بما تحتويه من أفكار، وعلى أن الانتحار نهاية الضغوط الذي يعيشها البشر، فما تأثيرها على المراهقين وغيرهم.
وهذا ما حدث مع المدام (د.ب)، تزوجت في عمر صغير، ولم أمتلك القدرة على احتمال أعباء الزواج من رجل يتعاطى المواد المخدرة، ولا حتى الظروف المحيطة به، جميعها دفعتني للانتحار، فلم أجد امامي شيء يشعرني بجمال ما يعيشه الناس، حتى أغشى السواد حياتي، فوجدت نفسي أقدم على قتل نفسي بكل هدوء تطايرت في لحظة جميع ألوان الحياة، فالشيء الجيد الذي أعلمه هو أن الانتحار حلا يعرض في المسلسلات التي أدمنتها حتى قبل الزواج. كان لي انتحار فاشل أيضا لأقف حدة الخلاف بين والدي كي يلتهوا بي، وكان بمثابة محاكاة لبعض المسلسلات التي شاهدت به الانتحار هوه حل لمشكلتي، ولكن تعقدت في هذه المرة أكثر لأنني أخذت جرعة أكبر من الدواء مما أدى لتعاظم حالتي الصحية والتي أعاني منها حتى الآن، فلم أكن سعيدة بما حدث عندما رأيت خوف أمي، رغم ذلك انتهت القصة بطلاقي ليخرجني المجتمع أنني المخطئة، كوني امرأة أقدمت على الانتحار دون السؤال ما هو الذي قادني للانتحار، متناسين طليقي المدمن، ووسط عائلته السقاية في غرفتي المنزوية ككنة في تلك البيت الأشبه بالجحيم.
ورغم حرمة ذلك العمل، أوقع التواصل الشائك بالكثير من الضحايا ليكون الانتحار موضة سياسية، مختفية المقاصد في كثير من الأحيان، راح ضحيتها الكثير ولعل غياب الوازع الديني هو أكثر سبب إلى جانب تكنولوجيا الاتصال وأسلوبها المقلوب، فبدلا من التوجيه الصحيح، تسيطر على العقول ليرتكبوا بحق أنفسهم أبشع الجرائم.