ما لا تعرفونه عن أسباب العطش المتواصل

ما لا تعرفونه عن أسباب العطش المتواصل
ما لا تعرفونه عن أسباب العطش المتواصل

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

عندما تشعرون بحاجة مُلحّة لاحتساء زجاجة كبيرة من المياه، فإنّ السبب يرجع عادةً إلى مرور وقت على عدم شرب كمية كافية منها. لكن ماذا إذا تحوّلت هذه الحاجة إلى مشكلة منتظمة لا يمكن إرضاؤها؟

إذا كنتم تمارسون رياضة عالية الكثافة أو تتعرّقون لوقت طويل تحت أشعة الشمس، عليكم تعويض السوائل التي تخسرونها من خلال العرق، وإلّا فقد تنتابكم مجموعة أعراض غير مرغوبة مرتبطة بالجفاف، كالتعب وتشنّج العضلات.

ولمعالجة هذه المشكلة، يجب على معظم الأشخاص ببساطة شرب المياه عندما يشعرون بالعطش. أمّا إذا أصبح من الصعب إرضاء الحاجة للمياه، فيجب عدم تجاهل ذلك لأنه قد يرمز إلى مشكلات صحّية كامنة. واستناداً إلى طبيبة الرعاية الأولية في «Mercy Medical Center» في مدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند، لورا هاهن، فإنّ «أي مشكلة قد تغيّر توازن المياه أو الملح في الجسم تستطيع تحفيز العطش».

ودعت إلى استشارة الطبيب لرصد أي من الأسباب التالية هو مسؤول عن عطشكم المفرط، في حال حرصكم على ترطيب أجسامكم بشكل جيّد ولكنكم تستمرّون في الشعور بالجفاف:

السكري

السكري من النوعين الأول والثاني قد يرفع احتمال الجفاف، خصوصاً في حال عدم العلم به بعد. عندما تكون مستويات السكر في الدم عالية، يضغط الجسم على الكِليتين لإنتاج مزيد من البول بهدف التخلّص من الغلوكوز الإضافي. كثرة التبوّل، والتي تُعتبر أيضاً من بين الأعراض الشائعة، تولّد الشعور بالعطش. ينتج من هذا الأمر شرب مزيد من السوائل، الأمر الذي يضاعف المشكلة. في حال التعرّض لكثير من العطش والتبوّل، جنباً إلى أعراض كخسارة وزن غير مبرّرة، أو تعب، أو عصبيّة، فسيُجري لكم الطبيب اختباراً لنسبة الغلوكوز في الدم لمعرفة إذا كنتم تشكون من السكري.

جفاف الفم

يتمّ غالباً الظنّ بأنّ جفاف الفم يرجع إلى العطش المفرط. لكنه في الواقع يحدث بسبب جفاف غير طبيعي للأغشية المخاطية في الفم نتيجة انخفاض تدفق اللعاب أو تغيّر تركيبته. إذا عجزت الغدد عن إنتاج ما يكفي من اللعاب، فذلك يسبب أعراضاً أخرى مُزعجة كرائحة فم كريهة، وصعوبة في المضغ، ولُعاب سميك. وتشمل الأسباب الشائعة لجفاف الفم تدخين السجائر، أو التوتر، أو القلق، أو التقدم في العمر. من جهة أخرى، قد يحدث جفاف الفم بسبب تناول عقاقير معيّنة كمضادات الكآبة، والأدوية المخصّصة لضغط الدم، والعلاجات الخاصة بالحساسية والدوخة. جنباً إلى وجود أمراض كثيرة مسؤولة عن جفاف الفم كالسكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

الدورة الشهرية

عند الشعور برغبة مُلحّة في شرب جرعة عالية من المياه خلال الطمث، فهذا طبيعي جداً! يمكن لمستويات كل من هورمونَي الإستروجين والبروجستيرون أن تؤثر في حجم السوائل. ناهيك عن أنّ خسارة الدم بسبب الدورة الشهرية بحدّ ذاتها، خصوصاً إذا كانت كثيفة، تُضاعف الشعور بالعطش.

الأطعمة المُدرّة للبول

المأكولات التي تتمتّع بتأثير مُدرّ تجعل الشخص يشعر بالعطش لأنها تدفعه إلى التبوّل أكثر. إنها تشمل الكرفس، والهليون، والشمندر، والحامض، والشمّام، والزنجبيل، والبقدونس. وعلى رغم أنّ هذه الطعمة تملك منافع صحّية عديدة، لكن لا بدّ من أخذ هذا التأثير في الاعتبار والحرص على إدخال مجموعة واسعة من الخضار والفاكهة إلى النظام الغذائي لتغطية الاحتياجات الغذائية والسيطرة على العطش. كذلك يمكن موازنة المقاييس من خلال استهلاك مزيد من الأطعمة المليئة بالسوائل، كالشوفان والأرزّ الأسمر، التي تمتصّ المياه أثناء طبخها.

الحميات المنخفضة الكربوهيدرات

الشعور بالعطش هو من الآثار السلبية الشائعة لحمية «Keto» التي تتطلّب سحق كمية الكربوهيدرات المستهلكة، والمعروفة بقدرتها على امتصاص والاحتفاظ بجرعة مياه أكبر من البروتينات والدهون. ينتج من هذا الأمر الحاجة للتبوّل أكثر، وارتفاع مستويات العطش.

إضطرابات الغدّة الدرقية

الغدّة الدرقية مسؤولة عن ضخّ هورمون الغدّة الذي يساعد على تنظيم الشهيّة، والطاقة، والحرارة الداخلية، وغيرها من وظائف الجسم الحيوية. غير أنّ اضطرابات الغدّة الدرقية شائعة جداً بين النساء. عندما تنتج الغدّة كمية كثيرة أو قليلة من الهورمون، فإنها قد تحفّز مجموعة أعراض بما فيها دورات شهرية قويّة وغير طبيعية، وقلق، وشعور بالحار، وجفاف الفم، وكل هذه العوامل تزيد العطش. اللافت أيضاً أنّ الأشخاص الذين يشكون من قصور الغدّة الدرقية هم أكثر مَيلاً لمعاناة مشكلات صحّية أخرى تحفّز العطش كالسكري من النوع الأول، والأنيميا بسبب نقص الفيتامين B12.

التوتر المُزمن

يؤثر سلبياً في أداء الغدد الكظرية، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم عندما يكون التوتر شديداً، ويتسبّب بالدوخة، والكآبة، والقلق، وعطش شديد يجب أن يحثّ الشخص على إضافة مزيد من المياه لرفع ضغط دمه. غير أنّ الحلّ الوحيد الطويل الأمد لهذه المشكلة يكمن في خفض مستويات التوتر والسطيرة عليها تماماً.

الحمل

هناك إشارات عديدة مرتبطة بالحمل يجب الانتباه إليها، من بينها العطش المُفرط. خلال الثلث الأول من الحمل يرتفع حجم الدم، الأمر الذي يدفع بالكِليتين إلى إنتاج سوائل إضافية في المثانة، وبالتالي زيادة الحاجة للتبوّل. فضلاً عن أنّ الغثيان الذي يرافق الحمل قد يؤدي إلى انخفاض معدل الترطيب.

النزيف الشديد

إنّ خسارة الدم المُفاجئة أو المستمرّة، نتيجة حالات عديدة كالدورة الشهرية الشديدة، قد ترفع مستويات العطش بما أنّ الجسم يعمل على تعويض السوائل المفقودة. وإنّ كثرة النزيف تُعد أيضاً من الأسباب الشائعة للأنيميا، حيث أنّ الجسم يخسر خلايا الدم الحمراء أسرع مما يمكنه تعويضها. لذلك، إنّ الخضوع لفحص جسدي واختبار الدم سيحدّد إذا كانت الأنيميا موجودة فعلاً.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جوي سريع في طريقه إلى لبنان