وسط أجواء من البهجة والسرور باحتفالات أعياد الميلاد لهذا العام، ازدانت مدينة بيت لحم في الضفة الغربية بالأضواء والنجوم، وقرعت الأجراس. واكتست غالبية الجدران بحبال الزينة والمصابيح المنيرة، فيما انتشرت الأشجار المزينة والدمى في شوارع المدينة المسماة «مهد السيد المسيح». وتوافد الزوار إلى بيت لحم، خصوصاً معالمها الدينية، مثل طريق عبور الحجاج، وصولاً إلى كنيسة المهد التي تتوسط ساحتها شجرة الميلاد العملاقة.
وانطلقت احتفالات أعياد الميلاد في المدينة وفق التقويم الغربي، التي سيتخللها مراسم قداس منتصف الليل في كنيسة المهد التي يعتقد أنها أقدم الكنائس الموجودة في العالم.
وشاركت 22 فرقة كشفية في استعراض بحدود 3500 كاشف، بمشاركة 6 قادة كشفيين، بينهم واحد فقط من قطاع غزة.
ومع ساعات ظهر الاثنين، وصل إلى بيت لحم قادماً من مدينة القدس موكب الأب فرانشيسكو باتون، ليترأس قداس منتصف الليل الذي من المقرر أن يحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واستقبل الموكب في ساحة المهد استقبالاً رسمياً، بحضور مسؤولين فلسطينيين ورؤساء المؤسسات الدينية والاجتماعية وكهنة الفرنسيسكان.
وصرحت وزيرة السياحة في السلطة الفلسطينية، رولا معايعة، للصحافيين في بيت لحم، بأن عدد السياح والحجاج الأجانب خلال العام إلى المدينة بلغ نحو 3 ملايين شخص، وهذا الرقم يعد الأعلى على مدار السنوات الماضية.
وقالت معايعة: «ما يوجد في فلسطين هو أخوّة حقيقية، إسلامية ومسيحية، ولا يوجد فرق بين أي ديانة، كلنا كفلسطينيين نحتفل بعيد الميلاد، مسيحيون ومسلمون».
من جهته، أكد رئيس بلدية بيت لحم، أنطون سلمان، أن الاحتفال بعيد الميلاد «موضوع وطني بامتياز، وهو يضيء على القضية الفلسطينية والواقع المسيحي».
وقال سلمان: «رسالتنا اليوم أننا باقون على هذه الأرض المقدسة، وسنحافظ عليها، وسنقاوم الاحتلال، وصولاً إلى تحقيق الأهداف الوطنية، وفي مقدمتها الاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس»، وأضاف أن رسالة الميلاد بالنسبة للشعب الفلسطيني هي رسالة المحبة والوحدة، وهي رسالة اللوحة الفسيفسائية الفلسطينية القوية.
وأكد سلمان أن أبواب بيت لحم مفتوحة للجميع على مدار العام، وأهلها يرحّبون بالزوّار والسياح القاصدين كنيسة المهد ومرافق المدينة المختلفة، خصوصاً في موسم الأعياد الميلادية المجيدة. وكان الثوب الفلسطيني حاضراً بقوة في احتفالات عيد الميلاد في ساحة المهد، حيث ارتدت كثير من الفتيات الأثواب لمختلف المدن الفلسطينية، حسب وكالة الأنباء الألمانية.