كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
إذا كنتم تمتنعون عن تناول الفطور لفقدان شهيّتكم صباحاً، أو لم تتمكنوا من الحصول على الغداء بسبب ضغوط العمل، أو فضّلتم النوم فور وصولكم إلى المنزل بدل استهلاك وجبة مسائية خفيفة، إعلموا إذاً أنّ مثل هذه الحالات لها انعكاسات عدة على الجسم.
في حين أنّ ردّة فعل الجسم على حذف وجبة طعام معيّنة تعتمد على العمر، والصحّة، والنظام الغذائي، ومستوى النشاط البدني، إلّا أنّ تفادي الأكل صباحاً، أو ظهراً، أو مساءً يملك انعكاسات قد تكون إمّا إيجابية أو سلبية.
وفي ما يلي الشرح الذي قدّمه الخبراء أخيراً عن الأمور التي تحدث في الجسم عند غضّ النظر عن إحدى الوجبات الغذائية الأساسية:
خسارة الوزن… ولكن!
لا شكّ في أنّ خسارة الوزن تُعتبر من بين الآثار الواضحة لحذف الوجبات بانتظام. وإستناداً إلى خبيرة التغذية، بروك ألبرت، من نيويورك، فإنّ «الامتناع عن وجبة غذائية بطريقة صحيحة، والتي تُعرف أيضاً بالصوم المتقطّع، قد يملك فوائد صحّية مذهلة مثل خسارة الوزن».
ولكنها أوضحت أنّ «هناك طريقة صحيحة وأخرى خاطئة للقيام بذلك. فإذا كنتم تمتنعون عن الأكل بهدف التقييد أو العقاب، فهذا خيار غير صحّي إطلاقاً. الأشخاص الذين لا يحصلون على وجباتهم الأساسية بهدف الانغماس لاحقاً في المأكولات التي يحبونها، أو الذين يشعرون بجوع شديد سينتهي بهم الأمر إلى الإفراط في الأكل وبالتالي لن يحققوا النتائج المرجوّة».
بحسب دراسة نُشرت في «The Journal of Nutrition» عام 2017، فإنّ الطريقة المُثلى لإتمام ذلك تكمن بالحصول على فطور صحّي كبير، وغداء متوسط الحجم بعد مرور 5 إلى 6 ساعات، ثمّ الصوم طوال الليل.
المبالغة في الأكل
وجد بحث نُشر في «International Journal of Obesity» عام 2018 أنّ التوتر يرفع مستويات الجوع، الأمر الذي قد يسبّب في المقابل المبالغة في الأكل أو ما يُعرف بشراهة الأكل. إذا كان هذا ما يحصل معكم، تأكدوا من أنكم لن تتوصلوا إلى منافع الصوم المتقطّع.
التعرّض لنفخة أقلّ
قالت إختصاصية التغذية والصحّة، فرانسس لارجمن – روث، من نيويورك إنّ «التأثير الإيجابي لحذف الوجبات يتمثل بالشعور بنفخة أقلّ. فالصوم المتقطّع يمنح الجهاز الهضمي الوقت لمعالجة الطعام المُستهلك».
توصّلت الدراسات إلى أنه خلال فترات الصوم، يتعرّض الأشخاص لالتهاب أقلّ، الأمر الذي قد يساعد على مكافحة المرض على المدى البعيد. يؤدي حذف الوجبات إلى خفض وزن الجسم وفقدان دهون البطن الحشوية التي تسبّب الالتهاب.
بدء الشعور بالتعب
أوضحت لارجمن – روث أنّ ذلك يرجع إلى انخفاض الغلوكوز في الدم. فعندما لا تتم تغذية الدماغ، يعتقد الجسم أنّ الوقت قد حان للتوقف. لذلك إذا أردتم حذف الوجبات أو الانخراط في الصوم المتقطّع، إحرصوا على تطبيقه بشكل صحيح وفي جدول زمني محدّد، وعند الأكل ركّزوا على المأكولات التي تضمن الشبع طوال ساعات الصوم.
تعكُّر المزاج
حذف الوجبات بانتظام يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم، وبالتالي تغيير المزاج بشكل ملحوظ. «يُعتبر الغلوكوز بمثابة الوقود رقم واحد للدماغ، وعدم الحصول عليه يؤدي إلى مزاج سيّئ جداً»، علّقت لارجمن – روث.
لذلك إذا خطّطتم لحذف وجبة غذائية معيّنة وشعرتم بالعصبية نتيجة الجوع، لا تستهلكوا أوّل سناك تجدونه باستثناء إذا كان صحّيّاً. فهذا هو الوضع الذي يدفع الأشخاص إلى الإفراط في الأكل والتركيز على السكر لأنّ الجسم يشتهيه.
تعزيز الدماغ
خلُص باحثو جامعة فرجينيا إلى أنّ الحمية التي يتخلّلها الصوم المتقطّع قد تحسّن قدرات الذاكرة بفضل زيادة مستويات خلايا الدماغ والأنسجة العصبية. ووفق عالِم الأعصاب، مارك ماتسون، من جونز هوبكنز فإنّ «تحسّن المعرفة يرجع إلى قدرة حذف الوجبات الغذائية على خفض الالتهاب في الدماغ».
إطالة العيش
إستناداً إلى دراسة صدرت في مجلّة «Cell Metabolism» عام 2018، وجد العلماء أنّ الفئران الذكور التي خضعت لزيادة في الصوم تمتّعت بصحّة أفضل وعاشت لمدة أطول مقارنةً بتلك التي أكلت أكثر خلال فترات قصيرة. ناهيك عن أنّ الفئران التي استهلكت مأكولات أقلّ انخفض لديها خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل مشكلات الكبد أو اضطرابات الأيض.