لا بوادر لقدوم المغتربين إلى لبنان، إلّا بنسب قليلة سبق أن حجزت قبل بدء انتفاضة 17 تشرين الأول، أما من كانوا يعمدون الى القدوم الى لبنان فعدلت غالبيتهم عن هذا الأمر بسبب عدم استقامة الأجواء السياسية لا سيما تشكيل حكومة تحظى برضى "الثوّار".
هذا الأمر وبسبب شبه انعدام نسب الحجوزات في فنادق بيروت، فضلاً عن قلة الحجوزات لدى المطاعم لعيد رأس السنة... وجمود عملية استئجار السيارات والشقق المفروشىة...، دفع الجسم السياحي الذي يئنّ من شلل الحركة منذ أكثر من شهرين الى القيام بخطوة الإقتراحات بالتكافل والتضامن علّ وعسى هذه المبادرة تثمر حَركة.
المغتربون والسيّاح
وفي هذا السياق يعتبر رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر أن "الورقة تضمّنت سلّة حسومات تصل الى نسبة 70% وتستهدف اللبنانيين المغتربين وعدداً من السيّاح في الدول المجاورة".
فبالنسبة الى الجاليات اللبنانية في الخارج التي تستهدفها الحسومات يشير الأشقر الى أننا "نسعى إلى جذب تلك المتواجدة في الدول المجاورة لنا لا سيما العربية والأوروبية (فرنسا، ألمانيا، ايطاليا...)".
أما في ما يتعلق بالسيّاح فيوضح أن "لبنان يستهدف 3 أسواق أساسية حالياً وهي: العراق - باعتبار أن المشاكل والأحداث التي تستجد فيه كبيرة والوضع أسوأ من لبنان - الأردن ومصر".
الحسومات "مطلوبة"
وحول نسب الحسومات التي ستلتزم بها المؤسسات السياحية في السلّة المطروحة، يؤكد الأشقر أنها "تتغيّر بين مؤسسة وأخرى إذ أن كل صاحب مؤسسة لديه الحرّية في تحديد نسبة الحسومات كما تلائمه وتتراوح من 20 في المئة الى 70% على أن يكون المعدّل عموماً بنسبة 50% من التسعيرة الإعتيادية التي يتمّ تحديدها عادة في مثل هذا الوقت. أما الحجوزات الفندقية لغاية اليوم فتتراوح بين 8 و 11% وهي نسبة قليلة جداً".
ويضيف: "إن نجاح ورقة المقترحات تلك المقدّمة من العائلة السياحية هي وقف على تعاون شركة طيران الشرق الأوسط MEA في تقديم حسومات بدورها".
وهذا الموضوع يؤكّده أيضاً رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم فؤاد زمكحل، إذ بدوره يطالب بأن تبلغ الحسومات على بطاقات الـMEA نسبة 50% بغية تشجيع اللبنانيين "المتردّدين" على القدوم الى لبنان وقضاء العيد في كنف العائلة كما اعتادوا ما سينقذ الموسم.
ويشدّد على أنه "إذا كان لبنان في الأيام العادية مستهدفاً من قبل مليون سائح، وكل واحد ينفق نحو 3000 دولار في البلاد، فهذا الأمر سينشلنا في الوقت الراهن اذا قدم المغتربون وبعض السيّاح". ويلفت الى "الجهود التي يقوم بها التجمّع في الخارج بدءاً من الدعم الذي طلبه من فرنسا الى الدعم من الجاليات اللبنانية في كندا لحثّ الذين لديهم ودائع في لبنان على استخدام نسبة 50% منها لاستثمارها في الشركات التي لم يعد أمامها سوى فتح رأسمالها".
بطاقات السفر
وبالعودة الى مطلب الخفض على بطاقات السفر، يرى رئيس مجلس إدارة ومدير عام شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، في اتصال أن "أسعار بطاقات السفر التي تقدّمها الشركة هي متدنية أصلاً"، ويسأل: "هل من الممكن القيام بالمزيد من التخفيضات؟".