تطورات مالية واقتصادية مرعبة متوقعة في حال فشل المبادرة الفرنسية وعدم الشروع بالاصلاحات المطلوبة للَجم الانهيار على المستويين المالي والاقتصادي، في ظلّ عجز مطّرد في المالية العامة للدولة يتم تمويله حصراً من قبل مصرف لبنان عبر طبع العملة، وبالتالي ارتفاع التضخم وتدهور سعر صرف الليرة.
فهل يستطيع مصرف لبنان شراء المزيد من الوقت وتفادي الانفجار الاجتماعي الكبير الى حين التوصّل الى اتفاق سياسي واستعادة ثقة المجتمع الدولي؟
في هذا الاطار، أكد نائب حاكم مصرف لبنان سليم شاهين لـ"الجمهورية" انه يجب خلال هذه الفترة تفعيل التعاون بين البنك المركزي والقطاع المصرفي والسلطات التشريعية على أمل لجم التدهور الاقتصادي بأكبر نسبة ممكنة في انتظار تشكيل حكومة جديدة، موضحاً انّ ترشيد الإنفاق هو العامل الاساس في المرحلة الراهنة ومتابعة الوضع المالي في القطاع المصرفي لحماية الليرة الى أقصى درجة ممكنة.
وشدّد شاهين على انّ لبنان يعتمد في صموده على عامل الثقة، وأي نظرية اقتصادية غير مبنية على هذا العامل هي نظرية ساذجة، "وبالتالي نحن بحاجة الى إصلاحات تعيد الثقة بالبلاد من اجل استرجاع التدفقات المالية". امّا في حال عدم تشكيل حكومة جديدة، قال: سنحاول قدر المستطاع، كبنك مركزي، كسب المزيد من الوقت بانتظار أن تَعي الاطراف السياسية مدى خطورة الوضع وتتعاون فيما بينها من اجل إنقاذ لبنان.
اضاف: العملية ليست مستحلية ولكنها تتطلب الاصلاحات والتفهّم من قبل القوى السياسية.
واكد انّ مصرف لبنان يحاول إيجاد الحلول وشراء المزيد من الوقت لحماية البلاد من الأزمات الاجتماعية، موضحاً انّ السياسة المالية التي يتّبعها البنك المركزي هدفها الصمود وشراء بضعة أشهر ستكون ثمينة، من اجل ان تتوصّل الطبقة السياسية في لبنان الى توافق سواء كانت قراراتها متعلّقة بالانتخابات الاميركية او غيرها من العوامل.
وجزم شاهين انه "ما زلنا نملك الوقت رغم انه يضيع أمامنا يومياً"، وأكد ردّاً على سؤال انه يمكننا الصمود الى ما بعد الانتخابات الاميركية والى نهاية العام الحالي على أمل ان تتحرك الطبقة السياسية بشكل سريع "لأنّ هدف السياسة المالية ليس إعطاء مهلة 3 اشهر او اكثر، بل إفساح المجال امام الطبقة السياسية للشروع بالاصلاحات".
وختم شاهين قائلاً: لدينا كلّ الامل بإنقاذ لبنان. لبنان هو عبارة عن مؤسسة صغيرة تمرّ بأزمة صعبة. وكونها مؤسسة صغيرة، فإنّ الحلول للخروج من أزمتها سهلة ومتاحة شرط تطبيق الاصلاحات. الترشيد سيسمح لنا بكسب المزيد من الوقت، أمّا الاصلاح فسيسمح لنا ببناء الدولة.