تتزايد احتمالات التصعيد العسكري، وفق معلومات متداولة عن استعدادات غير مسبوقة ستتخذ شكل تصفية الحسابات عبر ضرب قواعد عسكرية أميركية أو تصاعد حدة الغارات الأميركية على مواقع الحرس الثوري. فإدارة ترامب ولأسباب انتخابية واضحة تسعى إلى تصفية دورالحرس الثوري خارج الحدود الايرانية، وقد اعلنت واشنطن رسميا عن اغتيال قاسم سليماني في مطار بغداد ضمن مخططها إرغام إيران على تغيير سلوكها في المنطقة بالقوة العسكرية اذا لزم الأمر.
من الواضح أن الطرفين ليسا بوارد التنازل عن العراق، كونه نقطة تقاطع استراتيجية ما بين بلاد الشام وعمق الخليج العربي.
في هذا الإطار، حاولت إيران إستغلال الانشغال بتفشي الكورونا فقامت بإستنفار المليشيات الشيعية المنتشرة ما بين العراق وسوريا، وأقدمت على تأسيس تنظيم "عصبة الثائرين" في العراق كإستعادة لتجربة "حزب الله" اللبناني عند الاجتياح الاسرائيلي.
ويشير الخبير المذكور الى نكسات إيرانية متتالية في الوضع العراقي أدت إلى فقدان الوصاية على "العدو الجار"، التي احكمت طهران السيطرة عليه بعد صفقة سياسية مع أميركا، ففي ضوء تصاعد الانتفاضة الشعبية أو تصاعد الخطاب داخل العراق المنادي بعروبة الشيعة العراقيين ومرجعية النجف للشيعة في العالم، يبدو العراق مقبلا على تغييرات جوهرية في المدى المنظور.
في هذا السياق، أتى تكليف زعيم حركة الوفاء عدنان الزرفي تشكيل الحكومة منذ اسبوعين وكأن ذلك يرمز إلى إنطلاقة خروج شيعة العراق من عباءة طهران، ما يعني تلقائيا أن طهران ستذهب نحو خيارات متطرفة تستهدف الدور الأميركي في المنطقة.