كيف يتم التعامل مع وفيات كورونا في لبنان والعالم؟

كيف يتم التعامل مع وفيات كورونا في لبنان والعالم؟
كيف يتم التعامل مع وفيات كورونا في لبنان والعالم؟

نشر موقع "المدن" تقريراً حمل عنوان "كيف يتم التعامل مع وفيات كورونا في لبنان والعالم"؟ وجاء فيه التالي: تجاوز عدد الوفيات بفيروس (covid 19)، "كورونا"، 34 ألف شخص على مستوى العالم، منها 11 وفاة في لبنان (وفق إحصاء يوم الاثنين 30 آذار)، مرشّحة للارتفاع إلى حين إحكام السيطرة على انتشار الفيروس المستجد، وتوصّل الاختبارات العالمية إلى علاج أو لقاح يضع حداً لـ"بطش" covid 19 بكافة دول العالم.

اتخذت دول العالم العديد من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، من بينها ما يتعلّق بتدابير وآليات دفن الأشخاص المتوفّين بالفيروس. وعلى الرغم من تعميم منظمة الصحة العالمية توجيهات وإرشادات، من شأنها ضمان سلامة المحيطين بعمليات دفن وفيات كورونا، مع أخذ الاحتياطات الصحّية اللازمة في السير والنقل والغسل والدفن، عمدت بعض الدول إلى اعتماد أساليب وقائية صارمة، وصلت إلى حد حرق الجثث. فكيف يتعامل لبنان مع وفيات كورونا؟ وهل من إجراءات استثنائية للدفن؟

في لبنان
لا يوجد بين الإرشادات والمعايير التي تنصح بها كل من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، أي إشارة مُلزِمة بحرق جثث المتوفين بفيروس كورونا، كما تعتمد بعض الدول. ففي لبنان يتم اعتماد إجراءات دقيقة وصارمة بشأن جثث الوفيات. لكن تبقى جميعها في خانة الإجراءات الوقائية الضرورية في مطلق الحالات، بمعنى أنه "يتم التعامل مع جثة الشخص المتوفي بالفيروس في لبنان، كالتعامل مع أي شخص أو شيء يحمل الفيروس". هكذا تلخّص رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في وزارة الصحة العامة، الدكتورة عاتكة بري، آلية التعامل مع جثث المتوفين في لبنان بالفيروس المستجد، في حديثها إلى "المدن".

تبدأ الإجراءات الوقائية للتعامل مع الجثة من المستشفى التي توفى فيها المريض. وهو ما يؤكده مدير عام مستشفى الحريري، الدكتور فراس الأبيض، في حديث إلى "المدن". وذلك تحت إشراف ومتابعة وزارة الصحة وبناء على تعليمات منظمة الصحة العالمية WHO. كما يتم التواصل من قبل الوزارة مع أهل المتوفي، لتنسيق كافة الإجراءات ومواكبتهم، إبتداء من إخراج الجثة من المستشفى وإلى حين تنفيذ عملية الدفن.

نقل الجثة
توضح برّي، أن آلية التعامل مع وفيات كورونا وفق وزارة الصحة تتطابق مع توصيات منظمة الصحة العالمية، وتعتمد الإجراءات الوقائية والعزل، بما لا يسمح لأي لمس أو اتصال بالجثة، "ذلك لأن الدراسات لم تحسم بعد المدة الزمنية التي يبقى فيها الفيروس نشطاً بعد وفاة المريض. والمؤكد أن فعالية الفيروس تستمر مع الجثة لفترة زمنية غير محددة بشكل دقيق، وربما تبقى أسبوعاً أو أياماً قليلة. لا شيء مؤكد. لذلك، يجب أن يتم التعامل مع الجثة بوقاية تامة منعاً لأي خطورة".

وتُميّز برّي بين حالتين للوفيات (لدى الطوائف الإسلامية والمسيحية) من حيث طقوس التعامل مع المتوفي وغسل الجثة أو عدم غسلها والدفن، "لجهة غسل الجثة، يجب على الشخص الذي سيقوم بمهمة الغسل أن يكون مغطى تماماً، لاسيما لجهة العينين واليدين أي أن يرتدي الملابس الوقائية كالقفازات والأقنعة، على أن يعمل على تعقيم اليدين بعد غسل الجثة" تشرح برّي، "وفي شتى الأحوال، أي في حال غسل الجثة أو عدم غسلها، يُمنع منعاً باتاً الإقتراب منها أو لمسها كما يُمنع أي احتكاك مباشر مع الجثة. بمعنى أنه يجب التعامل مع الجثة كأي شيء ملوث بالفيروس. ففي حالة الغسل يُتخوف من دخول الماء إلى الأنف وخروجه حينها من الممكن أن يحمل رذاذ الأنف بقايا من الفيروس لذلك يجب اتخاذ الإجراءات الوقائية المشدّدة في حال الغسل".

عملية الدفن
أما في المرحلة الثانية حين توضع الجثة في التابوت ويُحكم الإغلاق فلا يجب أن يُصار إلى فتح التابوت بل يجب أن يُدفن فيه، وفق برّي، أما في حال عدم الرغبة بالدفن مع التابوت وفقاً لاختلاف الديانات والمذاهب في لبنان فيجب أن يتم تغليف الجثة بكيس مخصّص (double bag) على أن يُحكم الإغلاق بشكل تام ويُدفن فيه.

ولجهة إلقاء عائلة الشخص المتوفي النظرة الأخيرة عليه، عليهم اعتماد الإجراءات الوقائية نفسها التي يتم اتخاذها مع أي شخص مريض، بمعنى أن عليهم ارتداء الألبسة الواقية وترك مسافة آمنة مع الجثة، مع التأكيد على منع التجمع خلال مراسم الدفن، ولا حتى بداعي الصلاة على الميت، بل يجب أن يقوم بتلك المهام أقل عدد ممكن من الأشخاص.

وتروي لارا، وهي إبنة أحد المتوفين بفيروس كورونا، جان خوري (56 عاماً)، تجربة عائلتها في حديث إلى "المدن". فالدفن جرى بعد أكثر من 14 يوماً على وفاته، ريثما تم جزم عدم إصابة أي من أولاد المتوفي بالفيروس لاختلاطهم به بعد إصابته، "وقد طلبت وزارة الصحة منا التزام التدابير الخاصة لنقل الجثة وإجراءات الدفن، فالتابوت لم يتم فتحه على الإطلاق. كما لم يتم الإقتراب منه واقتصر عدد المتواجدين في الجنازة على العائلة فقط، وعدد قليل جداً من الأشخاص. كما أن من تولوا عملية الدفن اعتمدوا الإجراءات الوقائية التي طلبتها الوزارة".

تجارب عالمية
تختلف الإجراءات المتبعة بين دول العالم. ففي إيطاليا على سبيل المثال، وتحديداً في مقاطعة بيرغامو، وهي الأكثر تضرراً من فيروس كورونا، ذكرت وسائل إعلامية أن السلطات اعتمدت آلية حرق الجثث، لاسيما أن التوابيت كانت تصل بالعشرات. وتردّد عن عدم السماح لذوي المتوفين برؤيتهم، وقد جرت الكثير من الجنائز بوجود القسيس فقط منعاً لأي تجمعات. وفي مناطق أخرى من إيطاليا تقام مراسم جنازة مصغرة في خمس دقائق فقط، يتلو خلالها كاهن صلاة جنائزية بحضور شخص واحد من الأقارب و2 من عمال دفن الموتى.

وفي الصين، نشرت وسائل إعلامية العديد من التقارير التي تتحدث عن حظر الصين الجنازات ومراسم الدفن وكافة الإجراءات المتعلّقة بجثامين ضحايا فيروس كورونا، إلى جانب إحراق جثث جميع الضحايا الذين قضوا متأثرين بالفيروس في أقرب مرفق، وذلك وفق تعليمات اللجنة الوطنية للصحة في الصين ووزارة الشؤون المدنيّة ووزارة الأمن العام.

أما في مصر فقد عمّمت وزارة الصحة والسكان الإجراءات التي يتم التعامل بها مع حالات الوفاة بفيروس كورونا، التي تفرض استمرار تطبيق الاحتياطات الوقائية اللازمة التي كانت تطبق على المريض قبل وفاته.

ووفق هذه الإرشادات، لا يُسمح لأحد بالإقتراب من الجثة خلال الجناز والدفن. وأوردت بعض التقارير أنه يجري تكفين جثث وفيات الكورونا في مصر بعد غسلها وعزلها تماماً بطبقة من الجلد.

كذلك في إيران، تعتمد دائرة المستشفيات والخدمات الطبية بوزارة الصحة الإيرانية بروتوكولاً صحياً لدفن الوفيات جراء الأمراض المعدية، ومنها فيروس كورونا، مع عدم تسليم الجثث لذويها، بسبب سرعة انتشار الفيروس كما يتم تغطية الجثمان بشكل كامل، ولا يُسمح لأحد بكشفه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”