أخبار عاجلة
حركة الأسواق التجارية خجولة! -

قبل أن يأكل الجياع كل شيء!

قبل أن يأكل الجياع كل شيء!
قبل أن يأكل الجياع كل شيء!
بينما ينشغل المواطن بالتذمر، حتى كاد يأكله اليأس، ثمة مبادرات تحث على الإبتسامة، تلك التي تنبع من القلب وتشيع الفرح في داخله. منذ بتنا سجناء بيوتنا تجنباً للإصابة بفيروس "كورونا"، حتى صرنا نتعامل مع الخارج كأن أخباره تأتي من كواكب أخرى.

هذا ما يحصل منذ فترة، بعد قرار السلطات تشديد القيود على حركة المواطنين وتنقلهم.

الكثيرون يعلمون صوابية هذا القرار وفاعلية التشدد في الحدّ من التجمعات، لتقليص نسب الإصابة بهذا الوباء العالمي. لكن البعض، للأسف، ما زال يتعامل مع المسألة كما لو أنها تسلية تضاف إلى تسالي التحديات اليومية التي يعيشها في بلد يتخبط بالأزمات.

لا يمرّ يوم إلا ونسمع فيه شكوى من القوى الأمنية، وخاصة محاضر الضبط التي تسطر بحق المخالفين سواء محال تجارية أو أفراد (سائقو التاكسي وعمال التوصيلات بشكل عام). هكذا تعلو الصرخات ويستنجد المخالفون بمن يفترض فيهم ردّ الحقوق، الأمر الذي يضع الناس في مواجهة العناصر الأمنية، وهذا غير عادل البتة.


ولعل مقطع الفيديو لثلة من رجال الأمن وهم يؤدون التحية للطاقم الطبي في مسشتفى رفيق الحريري الجامعي، يجعلنا في حاجة ملحة للتعامل بوعي مع الأزمة التي تطال الجميع.

فالكل يعلم أننا لسنا في بلد يحفظ حقوق مواطنيه، واذا كان من بين عناصر القوى الأمنية من يوغل في تشدده وربما مزاجيته، في تسطير محاضر مخالفات، فإن هؤلاء جميعهم، الصالح منهم والطالح، في قلب الخطر.

كلنا نعي لو راجعنا ضمائرنا، أن من يقف في الشارع ويسير الدوريات ويحتك بمن يتحركون، معرض للإصابة بكورونا كما أي طاقم طبي، وبالتالي فإنه تحت وطأة مسؤولية كبرى، تتطلب منا الإنصاف.

صحيح، أن هذا لا يعفي بعضهم من أن نطلب إليهم التحلي بشيم الشفقة والرحمة، إزاء البسطاء والفقراء الساعين خلف الرزق لإطعام عائلاتهم، فإن التشدد هو من ضرورات أي سلطة، والتراخي في المعالجة سيولد مزيداً من الفوضى واللامبالاة التي سندفع ثمنها جميعنا وبكلفة جد باهظة.

ليس من العدل قطعاً أن يوضع الفقراء، أولئك الذي كانوا يتحصلون على قوتهم يوماً بيوم، أمام أفراد القوى الأمنية المعرضة للخطر. الحلّ لا يكون بالتصادم بينهما. وإذا تركت الأمور على غاربها فإننا سنصل إلى ذلك. على السلطة أن ترتب أولياتها.

على الحكومة أن تلتفت إلى مئات آلاف العائلات اللبنانية التي لا تجد ما تأكله، فتؤمن لها ما يكفيها على البقاء حيّة، لا أن تتركها لتدبر أمرها، وتقع في تصادم مع أي عنصر أمني.

ولا تكفي اليوم تلك المبادرات التي يبتكرها أفراد لسدّ عجز وفاقة اقتصادية واجتماعية خانقة، قد تزيد من نسب السطو والجريمة، مع ارتفاع أعداد العائلات "الجائعة".

هذا يتطلب خطة طوارىء وطنية، يشارك فيها الجميع. السلطة بكل أجهزتها، وجمعيات وطنية وأهلية وأفراد قبل أن يأكل الجياع كل شيء.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”