كتب رولان خاطر في "الجمهورية": الثورات في العالم عادة ما يُنظر اليها كمثال أعلى من الشعوب الرازحة تحت الظلم بوجوهه المختلفة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وعادة ما كانت محط دراسة المؤرخين، لما تحمله من سمات تغييرية لبناء مستقبل مختلف، قائم على العدالة الاجتماعية والتحسّن المعيشي.
هذا النمط من الحالات ينطبق على انتفاضة 17 تشرين، التي انطلقت نتيجة أزمة اقتصادية ومالية صعبة لم يشهدها لبنان قبلاً، فجرّت الشارع في وجه الفساد الكبير. ومع دخول هذه الانتفاضة شهرها الرابع، كيف يمكن وصف سلوكياتها مساراً وعناوين؟ هذا المشهد يفرض الإضاءة على بعض الثورات في العالم وسلوكياتها، لفهم الفارق بينها وبين الذي يحصل في لبنان.
أما "الثورة الهاييتية" أو ما يُعرف بـ"ثورة العبيد"، فتشير التقديرات إلى أنّها خلّفت نحو 100 ألف قتيل من السود، و24 ألفًا من البيض. لكنها انتهت بتحقيق استقلال البلاد عام 1804.
"الثورة الأميركية" التي حققت انتصاراً كبيراً عام 1787، بالاستقلال عن الامبراطورية البريطانية. إضافة الى "الثورة الروسية"، و"الثورة الإسلامية" في ايران وغيرها.
الثورات الحديثة في العالم العربي، انطلقت عام 2010، على إثر اندلاع "الثورة التونسية" و"نجاحها بدعم من الجيش"، بالاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.
بعد الثورة التونسية نجحت الثورة المصرية بإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، ثم الثورة الليبية التي قُتل فيها أكثر من 50 ألف شخص، وانتهت بمقتل معمر القذافي وإسقاط نظامه. الى الثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحّي، ثم الثورة السودانية التي أسقطت عمر البشير. الى الثورة السورية، التي تحوّلت أيضاً ثورة مسلحة، استطاع النظام السوري بتحالفه مع روسيا وايران محاصرتها وقمعها.
وسادت الاحتجاجات السلميَّة، المُطالبة بإنهاء الفساد وتحسين الأوضاع المعيشية، بل وأحياناً إسقاط الأنظمة، بالانتشار سريعاً في أنحاء الوطن العربي، فبلغت الأردن والبحرين والجزائر وعُمان والكويت والمغرب وموريتانيا والعراق وصولاً الى لبنان.