غضب الحريري على جعجع و'القوات' لا يعادله غضب.. ووعود مشروطة مع 'حزب الله'

غضب الحريري على جعجع و'القوات' لا يعادله غضب.. ووعود مشروطة مع 'حزب الله'
غضب الحريري على جعجع و'القوات' لا يعادله غضب.. ووعود مشروطة مع 'حزب الله'
تحت عنوان الحريري وحزب الله: وعود مشروطة، كتبت هيام القصيفي في "الأخبار": لم يحصل الرئيس على ضمانات كاملة، بل على وعود مشروطة. حتى الآن، نفّذ حصته من الاتفاق، لم يحرّك الشارع، وأعطى إشارات إيجابية حول الحكومة والعمل البرلماني، جوهر علاقته مع الرئيس نبيه بري.

كشف الرئيس سعد الحريري، منذ استقالته حتى جلسة الموازنة الأخيرة، كثيراً من النيات المبيتة. وكشف فريقه المقرّب أيضاً بعض ما يقال في اللقاءات الداخلية والتوجهات العامة للمرحلة المقبلة، خلال تولي الرئيس حسان دياب مهام رئاسة الحكومة.

ما تنقله شخصيات سياسية من أجواء الحريري، أن العلاقة بينه وبين حزب الله والرئيس نبيه بري باتت الأكثر وضوحاً (إيجاباً أو سلباً) من بين علاقاته المحلية، وكأنها أحد الثوابت في مساره المستجد.

 

هناك قطبة لم تعد مخفية، تتصل بحوارات جرت مع الطرفين، عن مستقبل العلاقة وعن وضعية الحريري وأدواته في السلطة، بعدما حسم أمر مغادرته موقعه الحكومي. لم يضمن رئيس الحكومة السابق ضماناً كاملاً ونهائياً مستقبلَه السياسي وكلَّ فريقه الموجود في الادارة وفي المؤسسات العامة والقوى الأمنية، في التركيبة الحكومية الجديدة. ما حصل عليه وعود بدرجات متفاوتة، مقابل استمرار تذكيره، كما فعل أخيراً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بجردة حساب مفتوح وبشراكته في المسؤولية عمّا وصل اليه وضع البلد.

 

وإذا كان هو عبّر صراحة عن موقفه من أي تغييرات في قوى الامن، فإن الأمر يتعدى ذلك ليطاول محاولته تخطّي الوعود المشروطة، وفرض أمر واقع حتى لا تتكرر تداعيات خروج الرئيس الراحل رفيق الحريري من الحكم، وهو الذي لم يعد لديه كثير من المخارج والآفاق. لكن للحريري أيضاً واجبات في المقابل، لم يعد له مفر منها، في حال قرر البقاء واحداً من أركان السلطة السياسية في لبنان، داخل الحكم أو خارجه. وقد بدأ يترجم ما يجب عليه، فلا ينزل تياره الى الشارع اعتراضاً على حكومة دياب، كما كانت توقعات خصوم حزب الله (وهو ما جعل قوى سياسية تمتنع عن تحريك الشارع أيضاً)، ولا ينقض على التسوية الثنائية مع الحزب وبري، فيعرقل العمل البرلماني أو الحكومي، أو ينصرف الى المعارضة بالمعنى الكلي للكملة، معيداً الاصطفافات إلى ما كانت عليه سابقاً، بل يستخدم لغة هادئة حيث يريد، ويرفع سقف التحدي أيضاً حيث يريد.

يخرج الطرفان من هذه التسوية مرتاحين، لأن لكل منهما حساباته الواقعية؛ فحزب الله لا يريد توسيع رقعة الاختلاف مع الحريري، بل هو مصرّ على التهدئة معه ومع جمهوره، ولا يرغب بري إلا في تكريس استقرار علاقته مع الحريري التي لا بد منها في مسار العمل البرلماني، كجزء لا يتجزأ من إدارة بري للوضع الداخلي. والحريري هنا يلبّي رغبات حليفه، في جلسة الموازنة وجلسة الثقة، وفي عدم التصعيد الاحتجاجي ميدانياً، خصوصاً أن الحريري يواجه اليوم، محلياً، أكثر من تحد، إذ لم يعد له سند في التركيبة الداخلية إلا بري والحزب، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بحسب ظروف المرحلة. وهو كان واضحاً في إعلان خياراته، كما وفريقه المقرّب والوزيرة السابقة ريا الحسن، التي غيّر استياؤها من خروجها من الداخلية، في أسلوب مواجهتها وإطلاق النار على من يريد الحريري تصفية الحساب معه.

في المقابل، تقول معلومات موثوقة إن الحريري يرفض رفضاً قاطعاً الكلام مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. غضبه عليه وعلى القوات لا يعادله غضب.

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”