إستضاف لقاء الثلاثاء في إجتماعه الأسبوعي المنعقد اليوم في دارة الراحل الدكتور عبد المجيد الرافعي وبرعاية من السيدة المناضلة ليلى بقسماطي الرافعي الصحافي الأستاذ غسان ريفي بحضور مميز لشخصيات مهتمة من المجتمع المدني والجمعيات وذلك في حديث شامل عن الأوضاع اللبنانية والتطورات الدراماتيكية التي يعيشها لبنان في هذا الوقت.
بداية رحبت راعية اللقاء السيدة ليلى بالضيف مثنية على نشاطه ومهنيته وموضوعيته التي اتسم بها منذ إنطلاق عمله في ميدان الصحافة وهو المعروف بحبه لمدينته وأهلها ويعتبر، إضافة لذلك؛ أنها تستحق إهتمام الدولة وتعويضها الحرمان الذي عانت منه كثيرا. ثم توجهت للضيف بجملة تساؤلات مصيرية حول ما يدور في هذه الفترة من أحداث وتطورات وكيف يرى الصورة الاتية من موقعه كصحافي ومتابع.
بدأ الأستاذ ريفي حديثه بطرح الموضوع من خلال ثلاثة نقاط أولها عدم اكتراث السلطة الجدي بما يحدث وهذا ما عبرت عنه طريقة تأليف الحكومة. وثانيها عدم توصل الحراك الشعبي في الشارع إلى قواسم مشتركة تمكنه من الإتفاق على نوع من القيادة تتولى التحدث باسمه والمشاركة ربما في الحكومة بأسماء تطرحها بدل البقاء في دائرة المجهولين اما ثالثها فهي ولادة حكومة لا تعكس مطالب الشعب ولا تتمتع بأي دعم شعبي وحتى طائفي باعتبار رئيسها لم يحظ بنيل موافقة مرجعيته الدينية أمام هذه المشهدية فإن تأليف الحكومة زاد من الغضب الشعبي لأنها لم تعكس رغبات الناس فهي ليست حكومة اختصاص وليست مستقلة على اعتبار انها عكست تقاسما للحصص بين القوى السياسية التي ساهمت في تاليفها. فضلا عن غياب رؤية إنقاذية حقيقية فاذا كانت عناوين المحاسبة واستقلال القضاء واستعادة الأموال المنهوبة الخ هي مطالب الثورة التي رفعتها في وجه السلطة فليس من المعقول أن تقوم هذه القوى بمحاسبة نفسها إضافة إلى أن رئيس الحكومة لم يستطع أن يأتي بوزراء يريدهم هو ولم يستطع حتى أن يسميهم في الوزارات التي اختارها لهم . وسط هذه الصورة لا يمكن أن يكون هناك أي إمكانية للإصلاح والانتقال إلى واقع أفضل وأضاف السيد ريفي ان ذلك سيفاقم الأوضاع وسيزيد من الغضب الشعبي مما يهدد بانفجار إجتماعي لأن الكثيرين من المواطنين لن يكونوا قادرين على تأمين لقمة عيش أبنائهم عداك عن أكلاف الطبابة والتعليم وهنا مكمن خطر هذا الإنفجار الذي لو حصل سيلحق به إنفجار أمني داخلي خاصة نحن في طرابلس المدينة التي تحوي أكبر نسبة من البطالة والذي يعيش فيها مواطنون تحت خط الفقر ورأى أنه على الصعيد الإقليمي كان هناك ضغط من حزب الله وأراد تسريع التأليف بسبب ما يجري في المنطقة خاصة بعد مقتل قاسم سليماني وهذا فعلا ما حدث فبعد ظهور تعقيدات ومشاكل تعرقل التأليف فجأة تم زيادة عدد الوزراء إلى عشرين وتنازل جبران باسيل عن الثلث المعطل وقبل سليمان فرنجية وبدأ جنبلاط المسايرة كل ذلك تم بضغط من حزب الله وبالتالي إيران. أعقب هذه المداخلة نقاشات مستفيضة وتم طرح العديد من الأسئلة والتساؤلات خاصة حول تأثير الحراك على طرابلس التي تفتقد قيادة جدية له تضع خطة تشارك فيها قوى المجتمع المدني والنقابات وأهل المدينة الغيورين ومهمتها إدارة الشأن الاجتماعي والإنساني فيها.
