أبو سليمان: لطرق باب صندوق النقد سريعاً

أبو سليمان: لطرق باب صندوق النقد سريعاً
أبو سليمان: لطرق باب صندوق النقد سريعاً
"لبنان يواجه ازمة نقدية ومالية واقتصادية ومعيشية واجتماعية، وهذه الازمة لا يمكن ان تُعالج من تلقاء نفسها، بل ان الأمر يتطلب حلاً شاملاً، ولو كان هذا الحل صعباً ، فأزمة السيولة التي نشهدها، لا حلّ سريعاً لها الا عبر اللجوء الى صندوق النقد الدولي، ولا أرى اي حلّ آخر، وكل من كان لديه اي طرح آخر، فليتفضّل وليتقدّم به".
بهذه العبارات، اختصر وزير العمل السابق كميل ابو سليمان طرق المعالجة، بعدما وضع الاصبع على الجرح مباشرة وبلا مواربة، وحثّ المعنيين على أن يبدأوا سريعاً التحدث مع صندوق النقد الدولي، الجهة المولجة من بين المؤسسات الدولية بمساعدة الدول المتعثّرة.

وفي حديث مع "نداء الوطن" نبّه ابو سليمان الى انه "كلما تأخّرنا وطال الانتظار، كلما ستزداد الأزمة عمقاً، والوضع سيزداد سوءاً، فشركات عدّة ستُسرّح مزيداً من الموظفين، ومعدّل البطالة سيرتفع اكثر، وسيقفل ما تبقّى من معامل ومصانع ومؤسسات ولبنان سيخسر مزيداً من قدراته الصناعية والتصديرية، وبالتالي الانتظار لا يفيد بشيء بل على العكس سيضرّ اكثر، ولا مجال للخروج بمفردنا من الازمة".

واقترح ابو سليمان تشكيل فريق عمل للتحدث مع المسؤولين في الصندوق، مُذكّراً بالاتصال الهاتفي الذي كان اجراه الحريري منذ فترة برئيس البنك الدولي والمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي والبحث معهما في المساعدة التقنية التي يمكن لكل من البنك وصندوق النقد الدوليين تقديمها في اطار اعداد خطة انقاذية عاجلة لمعالجة الأزمة.

وقال: "المهم ان نبدأ من مكان"، وذكّر بأن لبنان "أعدّ بعد حرب تموز في سنة 2007 برنامجاً صغيراً مع صندوق النقد، وكان الاساس لكي يمدّنا بالتمويل بعد الاتفاق على عدة شروط، وقد نفّذ لبنان قسماً منها والمتعلق بالموازنة، ولم ينفّذ القسم الآخر المتعلق بوزارة الطاقة ولا سيما المتعلقة بتعيين مجلس ادارة للكهرباء وهيئة ناظمة لقطاع الطاقة، لكن المساعدة في حينه لم تكن مشروطة. وأساساً اللجوء الى صندوق النقد يومها كان مقبولاً من كل الاطراف، ولم تكن هناك معارضة مبدئية له، فقبل ان يتسرّعوا ويتخذوا موقفاً مبدئياً ضد الحديث مع الصندوق، لننتظر شروطه اولاً".

وجدّد ابو سليمان تساؤله: "ما هو الحل البديل"؟ وأكد "ان الحلول الداخلية كانت ربما معقولة منذ فترة، لكن اليوم مع كل الأزمات لا أرى أي حل داخلي، نحن نحتاج الى سيولة مستعجلة. ولو اجرينا اصلاحات ضرورية، فإن تنفيذها سيتطلّب وقتاً، لكننا اليوم تأخّرنا كثيراً" .

ورداً على سؤال قال ابو سليمان: "إن النهج المعتمد حالياً من قبل المصارف لا يمكن الاستمرار فيه، فهناك قيود كثيرة تُفرض على المودعين والامر يتطلب استعادة الثقة اولاً، فقد مرّت بلدان عدّة بأزمات وتمكّنت من تجاوزها، والمشكلة في لبنان تكمن في اثنتين: الاولى، في حالة الانكار الكبيرة للمسؤولين بشأن الوضع الذي وصلنا اليه وهم متعلقون بحبال الهواء ولا يقدمون على اتخاذ قرارات جريئة. والثانية، في تقاذف المسؤوليات بينهم ، فكل طرف يحاول إبعاد المسؤولية عنه حتى لو انعكس ذلك ضررا على الشعب، واستفاقة متأخرة في قضية تنظيم التحويلات المالية الى الخارج، فلو نُظّمت في السابق لما تضرّر صغار المودعين".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”