الرئيس المكلف في وضع لا يُحسد عليه!

الرئيس المكلف في وضع لا يُحسد عليه!
الرئيس المكلف في وضع لا يُحسد عليه!
تحت عنوان الرئيس المكلف في وضع لا يُحسد عليه، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": لا يبدو في الأفق أن ثمة حكومة جاهزة للاعلان عنها في الأيام القليلة المقبلة، بل الظاهر أن الأمور تتجه الى مزيد من التعقيد بفعل الخلافات القائمة على بعض الحقائب لا سيما الداخلية والخارجية والدفاع والعدل ونائب رئيس الحكومة، وما إستجد على صعيد المنطقة من إغتيال قاسم سليماني الذي قال عنه السيد حسن نصرالله أن ما قبل الاغتيال ليس كما بعده.

اللافت أن السيد نصرالله لم يتطرق في إطلالته الى تشكيل الحكومة، ما يوحي بأنها وُضعت في الثلاجة الى حين إنتهاء مراسم العزاء، وتبيان حزب الله لكيفية مواجهة تداعيات هذا الاغتيال الذي وضع المنطقة على فوهة بركان، قد يحتاج معها لبنان الى حكومة من نوع آخر، أو على الأقل حكومة تكنوسياسية لكي تستطيع مواجهة ما هو آت، الأمر الذي من شأنه أن يعيد الأمور الى المربع الأول.

كان واضحا منذ البداية، أن الوقت هو العدو الأول للرئيس المكلف حسان دياب، حيث أن التأخير في إعلان الحكومة ومحاولة الوزير جبران باسيل فرض بعض الأسماء عليه ورفض أسماء أخرى ما أوحى أن باسيل هو من يشكل الحكومة، أدى للوصول الى هذه النتيجة، حيث تسارعت الأحداث والتطورات التي فرضت نفسها على الواقع اللبناني عموما وعلى تشكيل الحكومة خصوصا.

هذا الواقع يضع الرئيس المكلف حسان دياب في موقف لا يُحسد عليه، خصوصا أنه ما يزال يواجه غطرسة باسيلية في فرض أسماء ورفض بعضها بما يتناقض مع التوجهات التي أعلنها لجهة تشكيل حكومة إختصاصيين مستقلين، ما دفع بعض النواب الى التأكيد بأن "الأسماء المطروحة للتوزير ليست من الاختصاصيين ولا من المستقلين، وأن كل ما إلتزم به الرئيس المكلف حسان دياب أمامهم يعمل بعكسه، في حين أن الوزير باسيل ما يزال يسعى الى حكومة تلبي رغباته وطموحاته ولا تتضمن أي منافس له لرئاسة الجمهورية متجاهلا بشكل كلي ثورة 17 تشرين الأول التي قلبت الطاولة في وجه السلطة الحاكمة".

كذلك فإن ما يقوم به باسيل يضع مصداقية دياب على المحك، لا بل يسيء إليه، ويُظهر حتى الآن أن تسميته جاءت من أجل تشكيل حكومة على قياسات سياسية معينة من شأنها أن تخل بالتوازنات القائمة في البلاد وأن تصادر صلاحيات رئاسة الحكومة، وأن تضرب إتفاق الطائف، وهو أمر لا يمكن لحسان دياب أن يحتمله، خصوصا أنه ما يزال من دون رافعة سياسية، ومن دون غطاء سني ويفتقد الى شرعية دار الفتوى ويواجه غضبا شعبيا غير مسبوق يترجم بالتجمعات اليومية تحت منزله والتي تطالب باعتذاره، وفي حال إرتضى دياب بحكومة من هذا النوع تسمي وزرائها التيارات السياسية وبالأخص جبران باسيل، فإنه بذلك يضع نفسه في موقع ضعف الحلقة الأضعف، الأمر الذي قد ينعكس غضبا في الشارع لن يستطيع أي كان تحمل تداعياته الخطرة.

تشير المعطيات الى أن اليوم الثلاثاء سيكون مفصليا، خصوصا أن كل ما رشح من معلومات يؤكد أن دياب سيزور اليوم قصر بعبدا لتقديم تشكيلته الحكومية، فإما أن يقدمها وينجح في إقناع رئيس الجمهورية بها وتعلن في غضون الساعات القليلة المقبلة وتذهب الى معركة الثقة في المجلس النيابي والى الحكم عليها في الشارع، أو أن العزاء سيكون مشتركا بين قاسم سليماني وحكومة حسان دياب.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”