للمرة الأولى منذ سنوات باسيل من دون لقب 'معالي'!

للمرة الأولى منذ سنوات باسيل من دون لقب 'معالي'!
للمرة الأولى منذ سنوات باسيل من دون لقب 'معالي'!

للمرة الأولى منذ العام 2009 يكون الوزير جبران باسيل خارج الإصطفاف الحكومي، وهو الذي إعتاد على لقب "المعالي" أكثر من لقب "السعادة"، بل لم يعتد على أن يناديه أحد بإسمه "الحاف" من دون أن يزيد عليه الألقاب.

بدا جبران (معاليه) بالأمس زاهدًا بالمناصب والألقاب، وفضّل قيام الحكومة، التي طرّزها بحنكة فائقة، على أن يكون هو فيها، لأن المهم ما ستحرزه هذه الحكومة وما ستحققه من إنجازات، وهو كلام كان يُقال عن كل حكومة كان لتكتل "لبنان القوي" حاليًا، وتكتل "التغيير والإصلاح" سابقًا، فيها حصّة الأسد، وكانت تُسند إليه أهمّ الحقائب السيادية منها والخدماتية.
أما لماذا قرر الوزير باسيل أن يتخّلى هذه المرّة عن الكرسي الوزاري، فإن لذلك أكثر من سبب، وفق قراءات سياسية أولية، ومن بين هذه الأسباب:
أولًا: ضمان إخراج الرئيس من المعادلة الصعبة، على رغم أن "حزب الله" كان مصرًّا على أن يترأس هو الحكومة العتيدة وليس أحدًا آخر، بإعتبار أن عليه تحمّل المسؤولية المشتركة مع سائر المكونات السياسية.

إلاّ أن التسوية التي تمّ التوصل إليها قضت بأن يكون تنازل باسيل مقابل تنازل الحريري، وقد يكون العكس صحيحًا أيضَا، بمعنى أنه لو قبل الحريري بترؤس الحكومة وفق شروط مقبولة فإن الوزير باسيل كان سينضم إلى هذه الصيغة، وهذا ما يمكن إعتباره إستفزازًا للشارع، الذي وجه إلى رئيس "التيار الوطني الحر" إنتقادات لم توجّه إلى غير بهذا القدر.

ثانيًا: صحيح أن باسيل سيكون خارج التركيبة الجديدة، ولكن "ملائكته" ستكون حاضرة، وبقوة، من خلال من سيتولى حقائب من تياره أو أولئك الذين سيكونون من حصّة رئيس الجمهورية، أو من خلال وزراء "حزب الله"، بمعنى أنه سيكون خارج الحكومة أقوى مما هو فيها، وستكون له حرية الحركة أكثر من الماضي، بإعتباره عراب حكومة الخطيب. وهذا الأمر سيسمح له بأن تكون له صلة بكل الوزارات المحسوبة على تياره أو مؤيديه أو حلفائه.

ثالثًا: إنطلاقًا من مبدأ أن من يملك الكل لا يعود يهتمّ بالجزء، كان التنازل الباسيلي، من خلال إظهار نفسه بأنه زاهد بالسلطة من جهة، وبأن كل ما يُقال في حقه هو كلام باطل ولا صحّة له، وبذلك يكون قد جمّل صورته أمام الرأي العام، بعدما عمل كثيرون على تشويهها. والمفارقة أنه للمرة الأولى التي يتحدث فيها "معاليه" من دون أن يقابل بالنزول إلى الشوارع وقطع الطرقات.

وفي المعلومات المتداولة أن باسيل راجع كلمته أكثر من مرّة ودقّق في كل حرف فيها  حتى لا تستفز أحدًا، وهو حتى لم يقبل أن يردّ على اي سؤال، وذلك خشية قول ما لا يجب قوله.

رابعًا: أن عمر هذه الحكومة سيكون، كما هو الإتفاق، لفترة محدودة لا تتجاوز الستة اشهر، وهي ستكون فرصة لباسيل لتكريس وقته للإهتمام بالشؤون الداخلية لتياره، وإعادة تصويب بعض الأمور.
خامسًا: أراد من خلال إنسحابه هذا أن يثبت لمن يتهمونه بـ"الهيمنة" بأنه مسهّل لقيام الحكومة بسرعة، وبأنه غير معرقل لقيامها بالصيغة التي تمّ التوافق عليها مع المهندس سمير الخطيب، لأنه يعتبر أن إستمرار الوضع على ما هو عليه من مراوحة سيقود حتمًا إلى إنهيار شامل.

وعليه، فإن إسم الوزير باسيل سيبقى حاضرًا في المنتديات السياسية، سواء مع لقب "المعالي" أو من دونه، لأنه يرأس أكبر تكتل نيابي، الأمر الذي سيسمح له بأن تكون لديه قدرة أكبر على المناورة حينًا، وعلى والمواجهة أحيانًا أخرى.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”