في حسابات رئيس الجمهورية ميشال عون، المسألة تحتمل الأخذ والردّ، وعلى أجندته الكثير من الأسماء الممكن الدفع باتجاهها لخلافة الحريري في رئاسة الحكومة، وذلك ربطاً باختلاف الاعتبارات بين بعبدا وعين التينة ومعها الضاحية الجنوبية. وهذا ما يفسّر انقطاع التواصل بين الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لا سيما بعد الحملة التي شنّها بعض النواب العونيين على رئيس الحكومة المستقيلة.
حتى اللحظة، الثنائي الشيعي لا يزال في مربّع الانتظار: الحريري رئيساً للحكومة، أو السكون. وفي أحسن الحالات يصار إلى ملء بعض الفراغ بحكومة تصريف الأعمال. لا يزال مقتنعاً أنّ رئيس "تيار المستقبل" سيقترب عاجلاً أم آجلاً من خطّ التقاء وسطي من شأنه تسهيل ولادة الحكومة. ولذا من الضروري "الصبر". وفي طقوس "حزب الله" الصبر يحتل سلّم المهارات.
في مطالعة الثنائي الشيعي "التبريرية" لهذا الخيار، تبدو الخشية من توتر سني - شيعي، هي المتحكمة بالقرار المفصلي. الجهد مركّز على منع عقارب الساعة من العودة إلى الوراء. ولذا لا بديل عن الحريري.
أما الاعتبار الثاني فهو مالي المنحى حيث يتصرف الثنائي الشيعي وكأنّ الحريري يضع "كود" خزنة الدعم المالي في جيبه، بمعنى أنّ أي محاولة انقاذية، إذا ما كانت ممكنة، لا بدّ أن تمر ببيت الوسط. وهي معادلة مثيرة للشكوك بالنسبة لبعض المعنيين. لسبب بسيط، وهو أنّ القيّمين على أموال "سيدر"، أي الإدارة الفرنسية، لا تبدي أي تمسك استثنائي بأي شخصية سنية، لا بل تحصر اهتمامها بعمل الحكومة العتيدة وبمدى قدرتها على فرض الاصلاحات المطلوبة.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا