اليوم الـ29 لاندلاع الإنتفاضة، والذي دوّن في سجلّه الوداع الأخير للشهيد علاء أبي فخر، لم يكن هادئاً إذ بقيت حال الطرقات في مختلف المناطق تتأرجح بين الإقفال وإعادة فتحها، وسط جهود تبذلها وحدات الجيش في هذا الإطار، مع تسجيل بعض الخروقات في عدد من المناطق.
ففي وسط بيروت، واصل المحتجون اعتصامهم في ساحتي رياض الصلح والشهداء، حيث أقاموا وقفة تضامنية مع الشهيد علاء أبي فخر، وقد وضعت له صورة وأضيئت حولها الشموع لراحة نفسه.
أمّا في مدينة طرابلس، فقد توافد المعتصمون إلى ساحة النور للمشاركة في الفعاليات المسائية للحراك في يومه الـ29. وشددت كلمات المعتصمين على "المطالبة بحكومة إختصاصيين مستقلين عن كافة القوى السياسية والحزبية"، مؤكّدين "وجوب إسراع القضاء في الإقتصاص من الفاسدين وإسترجاع الأموال المنهوبة من خزينة الدولة".
كما حضر إلى الساحة وفد من عائلة حسين العطار، ووفد من عائلة علاء أبو فخر لشكر أهالي طرابلس الذين شارك وفد منهم في وداع أبو فخر إلى مثواه الأخير. وتواصلت النقاشات والحوارات بين الفاعليات المحلية والبحث في خطوات التحرك ليوم غد الجمعة.
وفي الكورة أقام عدد من المعتصمين وقفة احتجاجية على اوتوستراد رشدبين، حيث نصبت الخيم في المكان كما وضعت شاشة كبيرة لمتابعة الاحداث في المناطق اللبنانية. وعمل المحتجون على إقفال جزء من الطريق مجددا مع ترك مسرب صغير للسيارات.
في صيدا، شهدت ساحة تقاطع ايليا تجمّعاً لعدد من الشباب والشابات من الخريجين الذين أتوا حاملين شهاداتهم، في رسالة إلى أنّهم لم يتوظفوا بهذه الشهادات، نتيجة التوظيف الطائفي والمحاصصات. وأطلقوا صرخة أشاروا فيها إلى أنّ "البطالة زادت نسبتها بشكل كبير نتيجة هذه السياسات"، مطالبين بحقهم في العمل. كما نظمّ حراك طلاب صيدا "سهرة نار" في رسالة مفادها أنّ "وهج الحراك لن ينطفىء وستبقى الشعلة لتنير درب الأجيال القادمة في مستقبل أفضل".
كما انطلقت من تقاطع ساحة ايليا مسيرة شعبية باتجاه احياء صيدا القديمة، وذلك تضامناً مع سكان وأهالي هذه المنطقة وللمطالبة بدعمهم على كافة الصعد.
وفي مدينة بعلبك، اعتصم المشاركون في "حراك أبناء بعلبك" في ساحة الشاعر خليل مطران، وحملوا الأعلام اللبنانية ورددوا الشعارات المطلبية، على أصداء الأغاني والأناشيد الوطنية، ثم تحلقوا حول الموقد في جلسة حوارية.
كذلك شهدت مستديرة زحلة، التي اعيد اقفالها بعد ظهر اليوم من قبل محتجين، اعتصامات شعبية، فيما نظمت وقفات تضامنية تخللها مسيرات وإضاءة شموع، تحية لروح علاء ابي فخر، في بلدات كامد اللوز وعند نقطة المصنع لاهالي بلدة مجدل عنجر وفي الصويري وعند مثلث جب جنين غزة، وعند مثلث ضهر الاحمر - راشيا. وكانت كلمات طالبت بإنزال أشدّ العقوبات بحقّ كلّ من يظهره التحقيق متورطاً.
ونظم أبناء حاصبيا والمنطقة مسيرة انطلقت من ساحة السرايا الشهابية في حاصبيا نحو سوق حاصبيا، رافعين الأعلام اللبنانية مطالبين بالتغيير واسترداد المال المنهوب ومحاسبة الفاسدين، منددين بالاوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي وصلت اليها البلاد ومستنكرين مقتل علاء ابي فخر.
منظمة العفو الدولية
من جهتها، أشارت "منظمة العفو الدولية" إلى أنّ "مقتل علاء أبو فخر هو انتهاك لحقوق الإنسان يجب إحالة التحقيق به إلى محكمة مدنية وليس إلى محكمة عسكرية". وقد دعت هبة مرايف، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة السلطات اللبنانية إلى "إحالة التحقيق إلى القضاء المدني فوراً"، معتبرةً أنّ "محكمة مستقلة تماماً هي وحدها كفيلة بتحقيق العدالة لعلاء وعائلته، وبمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلاً في سياق الإحتجاجات المستمرة".