أخبار عاجلة
أسعار النفط ترتفع -

لماذا يصرّ عون على توزير باسيل و'حزب الله'؟

لماذا يصرّ عون على توزير باسيل و'حزب الله'؟
لماذا يصرّ عون على توزير باسيل و'حزب الله'؟

إلى أن يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة القصر الجمهوري، تكليفًا وتأليفًا مسبقًا، وكأن لا وجود لإتفاق الطائف، الذي حدّد بوضوح صلاحيات المؤسسات الدستورية وصلاحيات الرئاسات الثلاث، بحيث لا تتداخل هذه الصلاحيات في شكل يؤثرّ على علاقة الرؤساء الثلاثة، الذي يمثّل كل منهم شريحة واسعة من الطوائف الثلاث الرئيسية، في إطار دقيق وحسّاس من التوازنات التي يقوم عليها الحكم في لبنان، خصوصًا أن هذا الإتفاق حدّد في شكل لا لبس فيه صلاحيات كل من رئيس الجمهورية، على رغم الحديث بأنه قلصّها إلى حدودها الدنيا، وكذلك حدّد صلاحيات رئيس مجلس النواب كرئيس السلطة التشريعية القائمة بذاتها، وبالتالي فإن صلاحيات رئيس الحكومة واضحة بوصفه رئيس السلطة التنفيذية، وهي على تماس بين الرئاستين الأولى والثانية، على رغم أن الدستور أعطى رئيس الجمهورية حق ترؤسه جلسات مجلس الوزراء، حين يحضرها، وحق الإطلاع على جدول أعمالها من رئيس الحكومة، مع صلاحيات طرح أي موضوع من خارج جدول الأعمال.

 

وإلى حين تذليل العقبات من أمام التكليف والتأليف المشروطين بمدى ملاءمتهما مع الواقع السياسي من جهة (حكومة تكنو سياسية)، ومع مطالب الشعب من جهة أخرى (حكومة تكنوقراط لا تضمّ أي ممثل للأحزاب)، يبدو القاسم المشترك بين الطرحين غير متوافر، اقله بالنسبة إلى الرئيس ، الذي يصرّ على قبوله بالتكليف، وهو يعرف مكانته في المعادلة السياسية الداخلية والخارجية، شرط أن يكون مطلق اليد في عملية التشكيل وفق ما يراه مناسبًا في الظروف الحالية، مقابل إصرار كل من رئيس الجمهورية و"حزب الله" على إعادة توزير جبران باسيل، وهذا يعني وجودًا حتميًّا لـ"حزب الله" داخل الحكومة التكنو سياسية.

 

أما لماذا يصرّ الرئيس عون على عودة "مظفرّة" للوزير باسيل، فإن له أسبابه ودوافعه، وهو قال في مقابلته أمس: إن "باسيل هو الذي يقرر اذا كان يريد المشاركة في الحكومة، هو لم يكن يريد المشاركة في هذه الحكومة ولكن هناك ظروفاً أجبرته على أن يكون وزيرا للخارجية، لا أحد يمكن أن يمنعه من حقه أو يفرض عليه "فيتو" بنظام ديمقراطي وهو رئيس أكبر كتلة مسيحية".

 

بالنسبة إلى الرئيس عون، ومعه "التيار الوطني الحر"، فإن عدم توزير باسيل يعني أفول نجمه السياسي، ولو إلى حين، وهذا يقود إلى خفض مستوى حظوظه الرئاسية بعد ثلاث سنوات.

 

أما ما يُخشى منه فهو أن باسيل يصبح في حال عدم توزيره هدفًا سهلًا للعقوبات الأميركية بوصفه الحليف الأقوى لـ"حزب الله"، وهو يقدّم له غطاء مسيحيًا منذ حرب تموز.

 

من جهة أخرى يسأل السائلون: لماذا يريد "حزب الله" توزير باسيل؟ الجواب يكمن في الأسباب التي لم تعد خافية، وهو يتوازى مع إصراره على عودة الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة، مما يعني أن سيبة التسوية الرئاسية لا تزال قائمة، فضلًا عمّا يمكن أن يشكّله وجود باسيل في الحكومة من غطاء شرعي لمشروعية الحزب في وجه واشنطن. من هنا يُلاحظ تخصيص السيد حسن نصرالله، في يوم الشهيد، قسمًا كبيرًا من كلامه لشنّ هجوم صاعق على السياسة الأميركية في لبنان، التي تمنع قيام حكومة تضمّ في صفوفها "حزب الله".

 

وبالتوازي يقول الرئيس عون وجود "حزب الله" في الحكومة إنه قابل للحل، ومن غير المنطقي ألاّ يتمثل من يمثل ثلث الشعب اللبناني.

 

وفي إعتقاد البعض أن وجود "حزب الله" في الحكومة يؤّمن لرئيس الجمهورية هامشًا واسعًا من المناورة السياسية في وجه واشنطن، وذلك إستتباعًا لما قاله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”