'القوات'.. عندما يدرك باسيل أنه لن يخلف عهدا حصل خلاله انهيار

'القوات'.. عندما يدرك باسيل أنه لن يخلف عهدا حصل خلاله انهيار
'القوات'.. عندما يدرك باسيل أنه لن يخلف عهدا حصل خلاله انهيار
قليلة هي المناسبات الرسمية والحزبية التي لا يطلق فيها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل مواقف مثيرة للجدل تخلق استياء في صفوف خصومه من القوى السياسية لا سيما على خط حزبي "القوات اللبنانية" والتقدمي الاشتراكي.

بغض النظر إن كانت ستؤتي ثمارها، لم تمر عند "القوات" مرور الكرام مواقف وزير الخارجية في الساعات الماضية من على منبر الجامعة العربية حيال ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وصولا إلى إعلانه من الحدث أمس في ذكرى 13 تشرين عن استعداده لزيارة دمشق، وما بينهما من انسجام مع وزراء 8 ذار خلال اجتماع الحكومة حول أهمية الانفتاح على سوريا لبحث قضية الصادرات اللبنانية إلى الدول العربية عبر معبر البوكمال.

ثمة من يقول إن رئيس الحكومة لم يعارض خلال اجتماع مجلس الوزراء زيارة بعض أصحاب المعالي الى دمشق، خاصة وأن الكثير منهم يزورون سوريا باستمرار، لاسيما الوزراء يوسف فنيانوس، صالح الغريب، حسن اللقيس، حسن مراد، ومن هذا المنطلق تلمح بعض المصادر إلى تنسيق غير معلن بين باسيل والرئيس الحريري حيال مسألة التعاطي مع سوريا.

ومع ذلك، فان حزب "القوات" لا يوافق على ما يشاع عن تنسيق  الحريري – باسيل، معتبراً ان الرد الدقيق على الوزير العوني أتى من رئيس الحكومة الذي أكد ما معناه أن مواقف وزير الخارجية في الجامعة العربية هي خروج عن البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، وصولا إلى وضع زيارة باسيل الى سوريا في إطار الزيارة الشخصية عندما قان "إذا أراد رئيس "التيار الوطني الحر" زيارة سوريا لمناقشة إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه والمهم النتيجة"، مع إشارة "القوات" الى المزايدة العونية الفاضحة في المسارعة الى تبني التضامن  العربي ضد التوغل التركي في شمال شرق سوريا، مقابل الخروج عن هذا التضامن بالمطالبة بعودة سوريا الى مقعدها في الجامعة العربية.

وبالتالي فان مواقف باسيل تعبر بما لا يقبل الجدل، بحسب مصادر معراب لـ"ـلبنان24"، عن سياسة تياره وحليفه "حزب الله"  ولا تعبر عن موقف لبنان الرسمي، فهو لم يعط أي تفويض من مجلس الوزراء لزيارة دمشق، علما أن كل الاشارات توحي بأنه سوف يزورها كموفد رئاسي، وما ادلى به يأتي بالتنسيق المنظم بين بعبدا وميرنا الشالوحي وحارة حريك وبرغبة من محور الممانعة.

من الخطأ تصوير زيارة باسيل على أنها تهدف لعودة النازحين السوريين، تقول مصادر "القوات" نفسها. فملف النزوح يستخدم كشماعة عند العونيين، بدليل أن "حزب الله" لم يستطع تحقيق عودة النازحين، والمعروف أن أحداً لا يتفوق على السيد حسن نصر الله  على  المستوى الاقليمي في علاقته وصداقته مع الرئيس السوري بشار الاسد، هذا فضلاً عن ان روسيا عجزت عن حل هذا الملف، فمبادرة موسكو لعودة النازحين لم تبصر النور رغم مكانة الرئيس فلاديمير بوتين على المستويين الدولي والاقليمي. ما يعني أن هذا الملف المتشابك مع جملة تحديات وتطورات أكبر من باسيل الذي يحاول تبسيط الازمة، فهو يتصل بتعقيدات خارجية تتصل بالحل السياسي واعادة الاعمار.

وسط ما تقدم، فإن محاولات البعض التهديد بقلب الطاولة، واخذ الامور الى منحى آخر سيكون مصيرها الفشل،  لان الطاولة عندما ستسقط سوف تنقلب على رؤوس الجميع من دون استثناء؛ فما يحصل على مستوى الوضع الاقتصادي ليس مؤامرة على الاطلاق، خاصة وان "التيار الوطني الحر" لطالما تحدث عن وجود أزمة اقتصادية تستدعي ايجاد الحلول لها، ولذلك، كان من الحري بالوزير العوني الدفع نحو إعلان حالة طوارئ اقتصادية وتهدئة المناخات من أجل الانكباب على معالجة الوضع أولا والحفاظ على الاستقرار السياسي والابتعاد عن افتعال الأزمات ، بدل السير عكس التيار وإثارة ملف يشوبه التعقيد في لحظة اقتصادية حرجة للغاية وخلق سجالات جديدة الجميع بغنى عنها.

من هذا المنطلق، فان التهديد بقلب الطاولة مرده  التملص من تحمل المسؤولية أمام الازمة الشعبية؛ وخاصة وان الامور، بحسب معراب، كان يمكن البدء بمعالجتها في العام 2016 لولا افتعال الوزير العوني الخلافات والمشاكل المتنقلة، فباسيل يجهد لإبعاد حزبه عن تحمل مسؤولية انهيار البلد لانه يدرك أنه لا يمكن أن يخلف عهدا حصل انهيار خلاله.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”