تسالي النواب وفكاهاتهم على هامش مناقشات الموازنة

تسالي النواب وفكاهاتهم على هامش مناقشات الموازنة
تسالي النواب وفكاهاتهم على هامش مناقشات الموازنة

من يتابع عن بعد مناقشات النواب للموازنة في لبنان على مدى ثلاثة أيام - تحدث فيها 52 نائباً في 20 ساعة - قد يتكون لديه انطباع بأن مشروع الموازنة المطروح للمناقشة هبط من كوكب المريخ، أو أعدته أشباح على ما قال أحدهم.

وربما ليس جديداً على النواب أو بعضهم، الغوص في المعاجم اللغوية والدواوين الشعرية ونهج البلاغة للاستعانة بها أكثر من النصوص الدستورية والقانونية ليستخدموها في هذه المناسبة السنوية لمخاطبة جمهورهم وناخبيهم، غير عابئين بمشروع الموازنة، لاسيما أن هذا النوع من الجلسات تنقله مباشرة شاشات التلفزة.

تويتر وواتس آب
ملّ الناس الخطابات والمزايدات والسجالات السياسية، فلم تتجاوز نسبة متابعي وقائع نقل الجلسات ثلاثة في المئة، حسب الإحصاءات الرسمية التي أعلن عنها رئيس الحكومة . لكن النواب استعانوا بأجهزتهم الخليوية التي انشغلت بها غالبيتهم داخل القاعة أكثر من الإستماع إلى الخطيب على المنبر. فهناك من غرد على تويتر للرد على مداخلات الآخرين.

وشوهد أكثر من نائب ووزير يرسلون ويستقبلون الردود عبر واتس آب. ورُصد وزيرا شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والسياحة أفيديس كيدانيان، يرسلان من داخل القاعة تسجيلات صوتية بواسطة هذا التطبيق.

فكاهة وتشبيهات
بموازاة المبارزات الكلامية والهاتفية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي نصاً وصوراً، تبقى المبارزة اللغوية سمة الجلسات، وفي مقدمها سرعة البديهة وروح النكتة التي يتميز بها رئيس مجلس النواب نبيه بري. فعندما سأل النائب عاصم عراجي عما سيحل بمن يصل دوره في الكلام من النواب من دون أن يكون موجوداً في القاعة، قال له بري: "بدنا نحبسوا عنا هاليومين".


ومثل هذه الفكاهة كسرت رتابة وقائع الجلسات. والبعض استخدم توصيفات خارجة عن مألوف المناقشات. فهناك من تحدث عن "كرسي إعتراف"، وموازنة "هبوط إضطراري". ووصف آخر الفساد بأنه "إحتلال"، وشبه ثالث  البلد بـ "الهيكل العظمي". وتحدث رابع عن "حالة نكران كمن يتعالج من السرطان بالأسبرين".

لكن التوصيف المميز كان للنائب سليم سعادة الذي قال إن واقع لبنان كسفينة التايتانيك، فهي تغرق والناس يرقصون ويغنون. وترحّم سعادة على حمورابي وقانونه الذي قسّم الناس ثلاث فئات.

مصطلحات وأمثال
وأكثر النواب من استعمال الكلمات والعبارات الآتية: رداءة، وقاحة في السلب والنهب، الشواذ أصبح القاعدة، والسرقة شطارة، والرياء سياسة، والتعصب حماية، والارتهان وطنية، والمشكلة في فائض اللصوص لا في قلة الفلوس. ومن الصفات التي أطلقوها على الموازنة: الهجينة، العرجاء...

وإذا كان ليس مستغرباً على شاعر المجلس وأديبه النائب الدكتور إيهاب حمادة، أن يكتب في المناسبة: "شعب يئن، حكومة لا تسمع، عين تقر، وألف عين تدمع"، فإن زملاء له أجادوا في توصيف الحكومة والموازنة: "ابتلاء لا بد منه"، "الكحل أفضل من العمى"، "من يسرق بيضة يسرق جمل".

وربما فهم البعض موقف النائب أسامة سعد المعارض للحكومة منذ تشكيلها عندما وصف مؤتمر "سيدر" بأنه ناظر فرنسي وكاوبوي أميركي. لكن غير المفهوم استحضار الآيات القرآنية وأقوال الإمام علي في أكثر من موقعة، ومنها على لسان نواب من مواقع وفئات مختلفة، كنائب "القوات اللبنانية" أنطوان حبشي الذي استشهد بواقعة حصلت مع الإمام علي.

أكرم حمدان - المدن

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”