الحكومة مؤجلة الى حين تسوية حادثة الجبل... ارسلان على موقفه وجنبلاط يحرك اتصالاته وصولاَ الى موسكو

الحكومة مؤجلة الى حين تسوية حادثة الجبل... ارسلان على موقفه وجنبلاط يحرك اتصالاته وصولاَ الى موسكو
الحكومة مؤجلة الى حين تسوية حادثة الجبل... ارسلان على موقفه وجنبلاط يحرك اتصالاته وصولاَ الى موسكو
لا تزال حادثة قبرشمون الشغل الشاغل للبنانيين، وفي صدارة اهتمامات السياسيين، طاغية على ما عداها من مواضيع على الساحة الداخلية اللبنانية، خصوصاً لناحية انعكاسها السلبي المباشر على وضعية مجلس الوزراء، لجهة شروط ربط عقد جلسة محتملة باحالة الحادثة إلى المجلس العدلي.

الحل مكانك راوح
وفي وقت يواصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم جولاته المكوكية على طرفي النزاع، في مسعى لايجاد حلّ سياسي قضائي يفكّ الحصار عن الحكومة، يتابع الرئيس اتصالاته للوصول الى مخرج لائق، وكان البارز في هذا السياق الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين الرئيس الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط والوزير أبو فاعور، على هامش جلسة مجلس النواب، للتداول في المعطيات المتوافرة عن مسعى إبراهيم في هذا الصدد. لكن فهم ان الأمور لا تزال تراوح مكانها، بسبب فيتوات متبادلة من الطرفين: الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني.

ووفقا لمعلومات "الديار"، لم تحل عقدة رفض رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان تسليم المطلوبين من حزبه للتحقيق وما يزال يشترط الاستماع اليهم بصفة شهود لا متهمين، وطالبت اوساط "الاشتراكي" بأن يأخذ التحقيق مجراه بعد تسليم المطلوبين من جانبهم وحينما يقول كلمته سنكون في كامل الجهوزية للانصياع الى ما يقرر...

وأكدت مصادر رسمية لـ"الحياة" أن تعثر المحاولة الأخيرة التي قام بها وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي واللواء ابراهيم لتسليم المطلوبين من أنصار النائب طلال أرسلان للمحكمة العسكرية لمواصلة التحقيق بحادثة قبرشمون، ولإحالة القضية على المحكمة العسكرية بدلا من المجلس العدلي أدى إلى استبعاد إمكان انعقاد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل كما كان وعد رئيس الحكومة سعد الحريري أول من أمس.

وعلم ان اللواء عباس ابراهيم زار قصر بعبدا امس في اطار مواصلة مساعيه لمعالجة تداعيات الحادثة. وقالت مصادر مطلعة لـ"اللواء" ان موضوع اللجوء الى التصويت في اعتماد إحالة الحادثة الى المجلس العدلي في مجلس الوزراء المقبل هو موضوع لم يحسم بعد وان كان قائما بفعل الأصرار على الأحالة مشيرة الى انه في حال عدم توفر الأكثرية لهذا الأمر فإن خيار اللجوء الى القضاء العسكري يبقى قائما.

ودعت المصادر الى انتظار جولة مساعي اللواء ابراهيم على ان اي مصالحة متوقعة في قصر بعبدا ينتظر ان تقوم بعد التفاهم على صيغة الحل.

واشارت المصادر الى ان مقترحات اللواء ابراهيم تتضمن إحالة التحقيق القضائي الى المحكمة العسكرية ومن هناك يتقرر بعد التحقيق الدقيق والموضوعي الاتجاه القضائي الاخير هل تبقى ضمن القضاء العسكري ام تُحال الى المجلس العدلي، اذا ما ظهرت معطيات تفيد هذا الاتجاه. برغم ما اشيع عن تحفظ لرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط على بعض هذه الافكار، ومنها الاحالة على القضاء العسكري، لكن البحث في التفاصيل قد يُعالج تحفظات جنبلاط، فيما اعلن رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان ان لا تراجع عن مطلب الاحالة الى المجلس العدلي، حتى لو تم التصويت في مجلس الوزراء وسقط الاقتراح.

تباين حول "التسوية"
وفي ظل اصرار القصر الجمهوري على عقد جلسة حكومية الاسبوع المقبل على ان يكون على رأس جدول اعمالها التصويت على الاحالة على المجلس العدلي، لا يبدو رئيس الحكومة متحمسا لهذه الفكرة مع علمه المسبق ان التصويت سيسقط هذا المطلب بعدما تعادلت الاصوات داخل الحكومة، لكن المشكلة تبقى في المخرج الذي لا يزال "الديموقراطي" يرفضه، ولذلك يفضل الحريري "المستاء" مما وصلت اليه الامور، حصول مصالحة اولا في القصر الجمهوري وبعدها تحل الازمة دون تهديد الحكومة، وهو ما تراه بعبدا طرحا "غير منطقي" وثمة انتظار لعودة وزير الخارجية من واشنطن "ليبنى على الشيء مقتضاه"... 

ومن هنا، اشارت "اللواء" الى انه حتى الساعة لم يتم حسم موعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء.

الوزير جريصاتي والحل القانوني الدستوري
وبتوجيه من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تم تكليف وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي ايجاد صيغة قانونية لحل احداث الجبل، اشار اليها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بقوله: ننتظر دراسة الوزير سليم جريصاتي كمخرج قضائي. حيث سيقوم الوزير سليم جريصاتي بدراسة ايجاد الحل القضائي المحق، بما يجمع العدالة وكل الاحاطة بها بحادث قبرشمون كفرمتى البساتين.

ويعمل جريصاتي على محاولة ايجاد حل قضائي يحقق العدالة على قاعدة قانونية ودراسة دستورية سواء بالنسبة لاحالة احداث البساتين كفرمتى قبرشمون على المجلس العدلي، او عدم الاحالة، وتقديم اقتراحه المبني على قاعدة دستورية قانونية بعيداً عن السياسة، على ان يدرسه محامو جنبلاط وارسلان ويتم وضع الرؤساء عون وبري والحريري بالحل الذي سيكون حلا بصياغة دستورية قانونية كاملة لا يستطيع المجتهد القانوني نقض هذا الحل والاعتراض لانه دستوري قانوني غير سياسي، وهذا الحل كما صاغه الوزير سليم جريصاتي ليس لارضاء جنبلاط او ارسلان بل من مفهوم الدولة للمؤسسات والدستور والقانون.

جنبلاط يبادر باتجاه الشيخ الغريب
وفي سياق متصل، علمت "الديار" بحصول خرق في "جدار" الازمة الدرزية التي نشأت على خلفية احداث قبرشمون-البساتين، ومن شأن تطويره "تنفيس" الاجواء المحتقنة في الجبل، وفي المعلومات، بادر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وبعد "قطيعة" طويلة، الى الاتصال هاتفيا بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب وتباحث معه في كيفية تهدئة "النفوس" في الجبل واعادة الهدوء على الارض بما يسهل التسوية المنشودة... ووفقا للمعلومات بادر جنبلاط الى التواصل مع الشيخ الغريب عبر "وسطاء" تمنوا عليه فتح "قناة اتصال" مع المختارة لمحاولة "لملمة" "ذيول" الحادثة، وقد ابدى الشيخ انفتاحا على اي مبادرات من شانها اعادة "اللحمة" الى "البيت الدرزي"، مؤكدا ان عنوانه معروف، وكذلك "ارقامط هاتفه، "واهلا وسهلا" بكل من يريد الخير للطائفة... وبعد ان وصلت "الرسالة" الى جنبلاط بادر الى الاتصال بالشيخ الغريب حيث تم التباحث بكل الظروف التي احاطت بأحداث الجبل، ولم تخلو المكالمة من "عتاب" وجهته المرجعية الدرزية "للمختارة" ازاء ما وصلت اليه الامور من استسهال لاراقة "الدماء" بين ابناء الموحدين وداخل القرية الواحدة... ووفقا لمصادر مطلعة لم يحقق "الاتصال" الخرق المطلوب في "جدار الازمة" لكنه يأتي في توقيت مهم، ويعد خطوة اولى ايجابية يمكن البناء عليها للمستقبل اذا "صفت النوايا"، خصوصا ان جنبلاط وسع من دائرة اتصالاته مع المرجعيات الروحية الوازنة والتي لا تتوافق عادة مع خياراته السياسية، وتواصل في هذا الاطار مع الشيخ امين الصايغ، والشيخ ابو محمد صالح العنداري، وقد تم الاتفاق على استمرار التشاور... علما ان الشيخ الغريب هو عم الوزير صالح الغريب.

ماذا يريد جنبلاط من موسكو؟
وفي سياق متصل، وسع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من "دائرة" اتصالاته، وكلف الدكتور حليم بو فخر الدين بزيارة موسكو، حيث التقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، الذي أكد ان "العلاقة مع جنبلاط والمختارة والحزب التقدمي الاشتراكي تاريخية كانت وستبقى... وتبلغ الموفد بأن "وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط مرحب بهما دائما في موسكو وبأي وقت..."

ووفقا لاوساط سياسية مطلعة على فحوى الزيارة، بادر جنبلاط الى طلب طلقاء عاجل" من القيادة الروسية لشرح "هواجسه" المرتبطة بوجود قرار سوري بتطويقه "وعزله" لبنانيا، وقد قدم موفده شرحا مفصلا لبوغدانوف حيال سلسلة من الاحداث تعتبرها المختارة مؤشرا على وجود "نوايا مبيتة" ضدها، طالبة تدخل موسكو مع النظام السوري لوقف عمليات التضييق التي تتعرض لها... وعلم في هذا السياق ان الموفد الروسي وعد بمتابعة هذا الملف، وقد تضمن البيان الصادر عن الخارجية الروسية تلميحات واضحة بهذا الشان من خلال تأكيد الجانب الروسي تمسكه بالمنهج المبدئي الداعم لسيادة الجمهورية اللبنانية ووحدة أراضيها واستقرارها ومنع التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”