روسيا ساعدت حزب الله في سوريا بتكنولوجيا إسرائيلية

روسيا ساعدت حزب الله في سوريا بتكنولوجيا إسرائيلية
روسيا ساعدت حزب الله في سوريا بتكنولوجيا إسرائيلية

أخذت العلاقة الخفية الإسرائيلية - الروسية في السنوات الأخيرة حيزاً مهماً في الصحافة العالمية. والمسرح الذي غالباً ما استحوذ على الأضواء، كان الأراضي السورية، حيث توصل الخبراء الروس والإسرائيليين لاتفاقات سرية، قد تفاجئ أي قارئ. ولعل الأمر الأهم الذي تم الكشف عنه مؤخراً هو استخدام الروس لتكنولوجيا إسرائيلية لمساعدة حزب الله في معاركه ضد المعارضة المسلحة.

طائرات من دون طيار إسرائيلية
غالباً ما نسمع عن تقارير تُفيد بسماح الروس بتنفيذ غارات إسرائيلية على مواقع لحزب الله وإيران في سوريا، وعن الصداقة القوية التي تجمع فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو. لكن أكثر هذه الوقائع إثارةً للإنتباه كان نشر موقع "ذا إنترسبت"، الذي يضم مجموعة مشهورة من صحافيي التحريات الأميركيين، تحقيقاً عن استخدام الروس لطائرات مسيرة إسرائيلية لدعم حزب الله وبشار الأسد في الحرب الأهلية السورية.

بحلول عام 2010، أبرمت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية صفقة بقيمة 400 مليون دولار لنقل تكنولوجيا الطائرات من دون طيار إلى روسيا. والسبب كان حرب جورجيا عام 2008 عندما أسقط الجيش الجورجي الطائرات الروسية، ودفع روسيا إلى الاستثمار في هذا النوع من برامج الطائرات المسيّرة المتطورة. وفي عام 2015، توصلت روسيا وإسرائيل إلى صفقة مهمة أخرى، بعد تدخل موسكو في عملية بيع محتملة للطائرات الإسرائيلية إلى أوكرانيا. ومن بين الطائرات من دون طيار التي استوردتها روسيا، فإن "فوربوست" هي الأكثر استخداماً في سوريا ولها أطول مدى. وعلى عكس نظيراتها الأميركية، مثل "بريداتور" و"إم كيو-9 ريبر"، فإن "فوربوست" ليست طائرة هجومية. بل دورها الرئيسي هو جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع.

وعلى الرغم من الأصول الإسرائيلية للطائرة، كان الجيش الروسي، حسب ما يكشف الموقع، حريصاً على عرض لقطات عن قرب لـ"فوربوست" خلال مقطع تم تصويره في قاعدة حميميم الجوية في سوريا، وكانت روسيا تفاخر بشكل مدهش بالدور المهم الذي لعبته الطائرة في الصراع السوري، وكيف ساعدت حلفاء النظام على الأرض كحزب الله عبر تقديم المعلومات لهم.

تواطؤ إسرائيلي
وجود طائرات روسية من دون طيار مرخصة من قبل إسرائيل في ساحة المعركة، يشكّل مثالاً لتعقيدات علاقة روسيا بإسرائيل في سوريا، والتي تمتد أيضاً إلى العلاقات الدبلوماسية بين الحكومتين. ودائماً ما كان الموقف الإسرائيلي من تدخل روسيا في سوريا، بعيد عن العدائية. ففي الواقع، تم الإبلاغ عن التنسيق الضمني بين روسيا وإسرائيل على نطاق واسع في وسائل الإعلام. وعندما بدأ الجيش الروسي تدخله السوري في عام 2015، تجاهل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، موشيه يعلون، المخاوف من أن تحد روسيا من أهداف إسرائيل العسكرية. وقال خلال مقابلة إذاعية: "لا نتدخل بهم ولا يتدخلون بنا". إلا أن تواطؤ إسرائيل، حسب الوقع، في استخدام روسيا لتكنولوجيتها العسكرية لمساعدة الأسد - وبالتالي حزب الله وإيران- يبقى أمراً مستغرباً ومذهلاً.  

كما أن سماح الحكومة الإسرائيلية باستخدام هذه التكنولوجيا، يعني، حسب الموقع، أنها كانت موافقة ومنذ بداية التدخل الروسي على هدف روسيا المتمثل في إبقاء الأسد في السلطة. وكانت منفتحة علناً لاستعادة النظام السوري للأراضي الواقعة على مرتفعات الجولان؛ مبررةً هذا الأمر بأنها تعرف الأسد جيداً. وعلى الرغم من أن إسرائيل قدمت مساعدة محدودة للمتمردين في جنوب سوريا، فقد ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغط بقوة لمنع حلفائه من إعطاء أسلحة مضادة للطائرات للمعارضة السورية. مؤكداً أن إسرائيل تركز على إيران وحزب الله بدلاً من الإطاحة بالأسد.

نصرالله والمهندس
من ناحية ثانية، سارعت إسرائيل بعد كلام نصر الله الأخير الذي ركز فيه على قدرات الحزب الصاروخية، للرد عبر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، بالتحذير من توجيه ضربة ساحقة للبنان فور حدوث أي هجوم. وبعد سنوات من الحديث عن مصانع صواريخ حزب الله في لبنان، كشف المراسل العسكري لقناة "i24news" الإسرائيلية ماتياس عنبار، لأول مرة، عن هوية مهندس الحرس الثوري الإيراني، ماجد نابد، المسؤول عن مشروع صواريخ حزب الله الدقيقة في لبنان.

قدم نصرالله، يوم الجمعة الماضي، بمناسبة الذكرى الـ13 لحرب تموز2006، خريطة شارحاً إن الحزب قد طوّر قدرته على ضرب المواقع الاستراتيجية في إسرائيل، وأضاف أن "الخط الساحلي في إسرائيل من نتانيا إلى أشدود وكل مراكز الدولة الأساسية، وزارة الحرب، ومطار بن غوريون، ومطارات داخلية، وتجمعات صناعية وتجارية، وبورصة إسرائيل، ومحطات إنتاج وتحويل رئيسية للكهرباء، ومحطات للمياه والنفط، وغيرها من المراكز، تحت التهديد.

دفع هذا الخطاب، حسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قيادة "الجبهة الداخلية" في الجيش الإسرائيلي، للتخطيط لتحصين 20 موقعاً رئيسياً قد يستهدفها الحزب، ويأتي هذا القرار في أعقاب تقديرات استخباراتية، تُفيد بأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد يأمر بشن ضربات على مواقع استراتيجية في إسرائيل، من أجل إضعاف قدرة إسرائيل القتالية وتسجيل انتصار معنوي.

المزيد من التحصينات
بسبب هذه التقديرات، قامت قيادة الجبهة الداخلية بتحديد المواقع الاستراتيجية التي قد تكون أهدافاً للهجمات. وقررت تحصين عدد من المواقع بما في ذلك بناء جدران خرسانية، وتعزيز الأسقف والبنايات وتثبيت أبواب مقاومة للأضرار لمنع إصابتها بشظايا صاروخية، بما في ذلك دفن بعد المواقع بحيث تكون تحت مستوى الأرض. ومن بين المواقع التي سيتم تحصينها، منشآت تابعة لشركة الكهرباء وشركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية، بالإضافة إلى مواقع حساسة وإستراتيجية أخرى.

لا يمتلك حزب الله حالياً، حسب الصحيفة، نظاماً صاروخياً يمكن استخدامه لاستهداف مواقع استراتيجية، لكن المجموعة تمكنت، بمساعدة إيران، من تحسين قدرات الاستهداف الدقيقة لصواريخها. ومع ذلك فإن مسؤولي الدفاع في الدولة العبرية يعتقدون أن الحزب ربما لديه بالفعل عدد صغير من الصواريخ الدقيقة التي يمكن أن تهدد المواقع الاستراتيجية.

المصدر: المدن

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”