تردد أنه قتلها بتسع رصاصات. لحق بها وظلّ يُطلق عليها النار حتى أرداها في منطقة رأس النبع. على اي حال، عدد الرصاصات هنا أيضاً غير مهم. المهم، أنّ ندى قتلت. ندى ضحية جديدة سقطت ، لا لسبب إلا لكونها امرأة. قتلت على يد زوجها، وكان ذلك في (22 كانون الثاني 2018).
ريمي، سيدة تعاني داء الصرع. صوّرها زوجها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن امتنع عن إعطائها الدواء والطعام لمدة أسبوعين. حصل ذلك في (منتصف كانون الثاني 2018).
ظريفة طالب صبية تبلغ من العمر 23 عاماً، ذبحها زوجها ودفنها على شاطئ الرميلة . عثر عليها في(11 كانون الثاني 2018)
ملاك المقداد تبلغ من العمر ايضاً 23 عاماً. قضت طعناً بالسكين ووجدت على جثتها آثار عنف واضحة. أوقف الزوج رهن التحقيق (24 كانون الأول 2017).
قتلت فاطمة أبو حسنة في بلدة مشمش في عكار، وأوقف صهرها بتهمة القتل ( 18 كانون الأول 2017)
الموّظفة في السفارة البريطانية ربيكا دايكس تقتل بعد الاعتداء عليها من قبل سائق سيارة "اوبر" التي كانت قد طلبتها لتقلها إلى منزلها ليل (السبت 16 كانون الأول 2017).
نظيرة الطرطوسي ابنة الـ15 عامًا وجدت في منزلها الزوجي في بلدة وادي الجاموس مصابة بطلق ناري في الرقبة (15 كانون الأول 2017).
يمن درويش (22 عاما) وجدت مضرجة بدمائها أمام منزلها الزوجي في بلدة العريضة. (13 كانون الأول 2017)
8 جرائم في شهر ونصف. الواقع، لا الرقم وحسب، مخيف. 8 جرائم قتل طالت نساء، وإذا ما أضيفت إليها الجرائم الأخرى التي لم تنته بالموت أو تلك المتعلقة بالاغتصاب والتحرش الجنسي...، لأصبح الرقم أكبر والواقع أكثر بؤساً وظلاماً.
"كانونان" دموّيان. منذ منتصف كانون الأول 2017 ولغاية كتابة هذه السطور (في 25 كانون الثاني 2018)، 8 نساء خطفت حياواتهنّ منهن لمجرد كونهن نساء. في الواقع، الفترة أقلّ من شهر ونصف، والخوف، كل الخوف أن يكبر العدد قبل انقضاء الشهر. فللأسف، ما زالت النساء تتعرّض في لبنان لشتّى أنواع العنف على أساس النوع الاجتماعي بغض النظر عن جنسيتهن أو طبقاتهن الاجتماعية، فقط لأنهنّ
نساء. وفقط لأنّ ثمة ثقافة ذكورية مهيمنة على منظومة كاملة تبرر التمييز والعنف ضدّ النساء وتمهد لارتكاب الجرائم بحقهّن.
ورفضاً لهذا الواقع الشاذ، وضمن مسيرة نضال متواصلة، سوف تشهد ساحة النجمة، وبعد فتحها مجدداً أمام اللبنانيين، "وقفة" تضامنية وضاغطة في آن، وهي مبادرة عفوية تقوم بها جمعية كفى، داعية الجميع إلى المشاركة والانضمام الى التحرّك.
تقول ، المسؤولة الاعلامية في "كفى" ديالا حيدر لـ "لبنان24":"نلتقي في 27 كانون الثاني 2018 أمام مجلس النواب لنقول أموراً كثيرة. نلتقي أولاً مع أهالي الضحايا، أي السيدات اللواتي سقطن نتيجة جرائم العنف الجندري، علماً أنه بين نهاية العام وبدايته، شهدنا موجة عنف رهيبة راحت ضحيتها 8 سيدات بطرق فظيعة، فقط لأنهن نساء. نلتقي جميعاً في ساحة النجمة لنقول أننا لا نريد أن نلعب دور العداد. "8 مش عدد"، بل هي 8 حيوات. 8 حكايات. 8 عائلات. 8 جرائم تضاف إلى لائحة طويلة من النساء اللواتي قتلن في الأعوام الماضية".
بحسب كفى، قُتلت 17 سيدة في لبنان في عام 2017 بسبب العنف الجندري. 17 جريمة هي تلك الموّثقة والمعلن عنها والتي وصلت إلى حدّ القتل، أما الجرائم الأخرى أو تلك التي ظلّت قيد الكتمان، فهي أكثر بكثير.
تضيف حيدر:" نلتقي لنقول للوزراء الذين يطالبوننا "بعدم تضخيم الجرائم لأنها تضرّ بالسياحة"، أن يتفضلوا إلى إحالة مشروع تعديل القانون ٢٩٣(العنف الأسري) الى المجلس النيابي بغية إقراره من أجل تشديد الحماية وتفعيلها وتشديد العقوبات على جرائم قتل النساء. وتشرح حيدر في هذا السياق أنّ القانون 293 الذي أقرّ بعد 7 سنوات من النضال في هذه القضية كان خطوة إيجابية، إذ شهد لبنان منذ العام 2014 وحتى اليوم صدور أكثر من 500 قرار حماية قضائي لنساء كنّ يتعرضنّ للعنف من قبل أحد أفراد الأسرة. لكنّ القانون هذا، أقرّ آنذاك مع تعديلات شوّهته، فعادت منظمة كفى وأعدت مشروع تعديل بالتعاون مع وزارة العدل، ووافقت عليه الحكومة. المطلوب اليوم أن يحيل مجلس الوزراء هذا المشروع إلى السلطة التشريعية.
وإذ لفتت حيدر إلى أنّ عدداً من القضاة انتصر للمرأة من خلال اجتهادات ساهمت في سدّ ثغرات القانون بالشكل الذي أقرّ فيه، اشارت إلى انّ الصرخة موّجهة اليوم ايضاً إلى الجسم القضائي للمطالبة بالاسراع في محاكمة قتلة النساء.
لن ينسى المجتمعون (ات) في ساحة النجمة (12 بعد الظهر) تسليط الضوء على وقائع مؤسفة: هذه الجرائم ليست حوادث فردية منفصلة عن بعضها، بل هي نتيجة مباشرة لمنظومة ثقافية وسياسية واقتصادية كارهة للنساء تميّز ضدهن بالقوانين وبالتربية والعادات والتقاليد وتخلق كل التمهيدات المساهمة في تعنيفهن وقتلهن، ومن ثمّ تبرير تلك الأفعال الجرمية بذرائع واهية وصادمة.