ووفقا للمعلومات، وفي خضم النقاشات مع السفيرة الاميركية حول "هزالة" العرض الاميركي المالي غير المقنع لاحد، اشارت ريتشارد الى ان حصة لبنان الاولية هي ستة مليارات دولار ستنفق على مشاريع لها علاقة بتحسين وتحفيز بيئة العمل والنشاط التجاري والاقتصادي اللبناني وليس فقط في البئية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين.
وقالت: صحيح لا يبدو المبلغ مغرياً، ولا يعالج مشكلات الاقتصاد اللبناني، ولكن لا علاقة له بـالمساعدة على خفض الدين العام الذي يلامس المئة مليار دولار..لكنها تساءلت هل تعتقدون ان من يدير الأمور في "البيت الأبيض" "جاهل" كي يعرض فقط هذا المبلغ "الهزيل" الذي لا يكفي لحل ازمة "النفايات" في لبنان...؟
وبصراحة غير معهودة، قالت السفيرة ان تلك المبالغ المالية ليست الا "دفعة اولى" على الحساب، واضافت: نحن نعرف ان ما هو معروض الان مبلغ "بائس" ليس بالحجم الذي يدفع لبنان للتفكير بحضور المؤتمر او الموافقة على تحمل عبء الوجود الفلسطيني... لكن كان يجب الحضور لعرض وجهة نظر لبنان حيث يوجد الفلسطينيون على ارضه دون مقابل، فما الضير في الحصول على المساعدة المالية المناسبة؟ وايهما افضل البقاء هنا دون اموال ام تلقي مساعدة لرفع العبء عن الاقتصاد اللبناني؟
وفي هذا السياق، حرصت السفيرة الاميركية في بيروت على توجيه ملاحظة شديدة الاهمية توحي بأن مبلغ ال6 مليار دولار الذي تحدث عنه كوشنر مجرد "رعبون" وليس كل شيء، ولفتت الى ان ثمة "تعويضات لاحقة" ستدفع للاجئين الفلسطينيين مباشرة بدلاً من حق العودة، وأموال تنفق على المخيمات عبر الحكومات بدلاً من "وكالة الأونروا"، وبعض المليارات ستصرف عبر مشاريع في لبنان بعنوان "تحفيز البيئة الاقتصادية"...
وتعليقا على هذا النهج الاميركي "المسطح" في مقاربة الامور، اكد المصدر الوزاري، ان ما تعرضه واشنطن على لبنان والدول العربية "وصفة انتحار" مدفوعة بثمن زهيد، والاجماع اللبناني والفلسطيني على رفض المقترح الاميركي الذي تجسد في الاجتماع بالسراي الحكومي بالامس هو افضل رد على "تخريفات" السفيرة الاميركية التي تؤكد حقيقة "جهل" من يدير الأمور في واشنطن وخصوصا من يتولى ملف القضية الفلسطينية...