ورد في صحيفة "الحياة": يبدأ اليوم رئيس الحكومة سعد الحريري زيارة إلى المملكة العربية السعودية بدعوة رسمية من قيادتها للقاء كبار المسؤولين فيها، وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعدما شكلت لقاءات موفد الملك السعودي إلى بيروت المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا إشارة قوية إلى نية الرياض إعادة الحرارة إلى العلاقات اللبنانية- السعودية، وفق ما أكدت مصادر كبار المسؤولين الذين التقاهم على مدى اليومين الماضيين لـ "الحياة".
وفيما أنهى المستشار العلولا اجتماعاته في بيروت، يرافقه السفير لدى لبنان وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي القائم بالأعمال السابق في بيروت وليد بخاري، مع عدد من قيادات الصف الأول، وغادر ليلاً إلى الرياض "للتحضير لزيارة الحريري"، كما قال لأقطاب التقاهم، ينتظر أن يرافق الحريري وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي لديه جدول لقاءات مع عدد من المسؤولين السعوديين تتعلق بالتنسيق بين وزارته وبين نظيرتها في المملكة.
واجتمع الوفد السعودي بعد ظهر أمس مع رئيس البرلمان نبيه بري، الذي وصف اللقاء بـ"الودي على أمل لقاءات أخرى"، فيما قال العلولا إن "بري قامة وطنية تبعث الأمل والتفاؤل".
وقال مرجع لبناني ممن التقاهم الموفد الملكي السعودي لـ"الحياة"، إن زيارته هدفت إلى ثلاثة عناوين رئيسة هي، إعطاء نفحة روح جديدة للبلد بعودة المملكة إلى الاهتمام بأوضاعه، تأييد الشرعية اللبنانية والحرص على دعم الدولة ومؤسساتها، ودعم الحريري وتأييده في ظل المشهد السياسي اللبناني الداخلي المقبل على الانتخابات النيابية، واستكشاف سبل مساندة لبنان المقبل على سلسلة مؤتمرات دولية لدعم جيشه واقتصاده في مواجهة أزمته نتيجة التراكمات وعبء النازحين على أرضه. ورأى أن المملكة مهتمة لتعاون أصدقائها وحلفائها اللبنانيين وتوحيد صفوفهم. وأكد المرجع أن العلولا "واسع الاطلاع على الوضع اللبناني في شكل جيد جداً، ولديه الكثير من المعطيات".
وأوضح مصدر رسمي لـ"الحياة" أن الجانب السعودي "بدد من خلال زيارته الانطباعات التي نشأت بعد استقالة الحريري من الرياض في 4 تشرين الثاني الماضي عن تباعد بينه وبين المملكة، وأن الأخيرة عائدة إلى لبنان، خصوصاً أن بدء المستشار العلولا اجتماعاته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والكلام الذي سمعه الأخير منه عن الحرص على أفضل العلاقات له رمزية إيجابية جداً". كما سمع الوفد السعودي من بعض من التقاهم، بحسب قول المرجع السياسي "أهمية وحدة الصف السني في هذه المرحلة بخلاف ما يحصل من البعض لمحاولة شقه بالتزامن مع الانتخابات النيابية، على رغم أحقية أي فريق سياسي في أن تكون له استقلاليته وطموحه المستقل". وشدد المرجع أمام الجانب السعودي على "الحاجة إلى الوقوف إلى جانب الحريري الذي يخوض مغامرة محفوفة بالصعوبات من أجل إنهاض الوضع الاقتصادي وتفعيل المؤسسات في البلد".
وقال أكثر من مصدر لـ"الحياة" إن الجانب السعودي أكد استعداد الرياض لإعادة دعم البرامج الإنمائية المخصصة للبنان.
(الحياة)