صحيفة النهار:
واقع جديد" في علاقات لبنان والسعودية
اذا كان ابداء رئيس الوزراء سعد الحريري استعداده لتلبية الدعوة السعودية الرسمية التي تلقاها أمس لزيارة المملكة العربية السعودية سريعاً شكل العنوان الكبير الرئيسي لما بدا فتحاً لصفحة جديدة في مسار تصويب العلاقات اللبنانية - السعودية، فان مؤشرات الايجابيات التي تسربت بسرعة لهذا المسار لم تقف عند حدود السرايا الحكومية بل تمددت الى قصر بعبدا بما يعكس دلالات بارزة ومهمة حيال الرؤية السعودية لواقع لبنان عشية استحقاقه الانتخابي. وربما شكلت اجندة الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا خلال الايام الاربعة على الارجح التي سيمضيها في بيروت مع وفد يضم السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد البخاري، الدليل البارز على اتساع الاهتمامات السعودية مرة أخرى لمتابعة الوضع اللبناني والتصرف في ظل مهمة العلولا ان بالنسبة الى شؤون الدولة التي تتصل راهناً بمؤتمرات الدعم الدولية الثلاثة المقبلة للبنان خلال شهري آذار ونيسان، وان بالنسبة الى استكشاف آفاق المشهد السياسي الذي ستحمله صناديق الاستحقاق الانتخابي النيابي في 6 أيار. وفي كلا الحالين فان اهمية زيارة الموفد السعودي التي بدأت أمس تتصل أيضاً بنقطة مركزية هي انها شكلت اللقاء الرسمي الاول لمسؤول سعودي والرئيس الحريري منذ ازمة استقالة رئيس الوزراء من الرياض في 4 تشرين الثاني 2017، الامر الذي اكتسبت معه الدعوة الرسمية التي نقلها العلولا الى الحريري بعداً مهماً للغاية.
وقالت مصادر مطلعة على اللقاء الذي استهل به الموفد السعودي زيارته لبيروت مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، إنه صحيح ان مدة اللقاء كانت في بعبدا عشر دقائق، لكنها حملت الكثير من الرسائل الايجابية من العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان من شأنها ان تفتح صفحة جديدة بين لبنان والمملكة بعد الازمة الاخيرة التي رافقت استقالة الرئيس الحريري من الرياض. ولاحظت المصادر ان ثمة قراءة سعودية جديدة للعلاقة مع لبنان وأن الجوّ السعودي بدا مختلفاً عنه في المرحلة السابقة. فالموفد الملكي حرص على ان يبدأ زيارته للبنان من قصر بعبدا، بحيث أبلغه أنه يأتي لتوجيه دعوة رسمية الى رئيس الحكومة لزيارة المملكة، وانه سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ويقوم بجولة على بعض القيادات السياسية. وقال الموفد السعودي للرئيس عون إنه يحمل له رسالة من الملك وولي العهد "تؤكد الحرص على أفضل وأمتن وأصدق العلاقات بين البلدين، مشيراً الى أننا مقبلون على تطورات ايجابية ستزرع فرحاً لدى اللبنانيين والسعوديين،وسيكون هناك واقع جديد". وأوضحت المصادر أن الرئيس عون أكد للوفد "ان اللبنانيين والسعوديين شعبان تربطهما محبة ومودة خاصة،والوضع الامني في لبنان مستتب والسفير السعودي الموجود معنا يشهد بتنقلاته في كل المناطق اللبنانية على هذا الامن الذي ننعم به. صحيح ان هناك بعض الخلافات السياسية، لكنها شيء والرغبة في التعامل الايجابي وبالتعاون شيء آخر". وأمل الموفد السعودي في عودة قريبة للسعوديين الى لبنان، مشيراً الى مؤشرات ايجابية قريبة في هذا الاتجاه. وقالت المصادر إن الموفد العلولا أشاد بالقيادة الحكيمة للرئيس عون والتي انقذت لبنان في الايام الصعبة.
أما الرئيس الحريري، فأكد أن المحادثات مع الموفد السعودي "كانت ممتازة" وأنه تلقى دعوة منه لزيارة المملكة "وسيلبيها في أقرب وقت ممكن". وقال في دردشة مع الصحافيين عقب اللقاء: "السعودية هدفها الأساسي أن يكون لبنان سيد نفسه، وهي حريصة على استقلال لبنان الكامل، وسنرى كيف سنتعاون معها في شأن المؤتمرات الدولية المقبلة".
وفي ما يخص اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع قانون موازنة 2018، قال الرئيس الحريري: "لا نستطيع أن نكمل بهذا الصرف، فالبلد في حاجة إلى إصلاحات"، مضيفاً أنه "يجب خفض موازنات الوزارات، وعلينا إرسال اشارات ايجابية بالفعل وليس بالقول فقط للدول المشاركة في المؤتمرات الدولية المقبلة". وأفاد أن "هناك تقدماً في دراسة الموازنة، وسنعقد جلسات متتالية للانتهاء منها قبل التاريخ الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري في الخامس من آذار المقبل نظراً لانشغال الجميع بعد هذا التاريخ بالتحضيرات للانتخابات النيابية". وشدّد على أن خفض نسبة 20% من موازنات الوزارات لن يشمل الخدمات الأساسية لهذه الوزارات بل سيطال الهدر فيها والنفقات غير الضرورية".
في معراب
واتسمت زيارة العلولا ليلاً لمعراب بحرارة لافتة عبر عنها الموفد السعودي بقوله لرئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع لدى ترحيب الاخير به: "أنا في منزلي في معراب " وقال للصحافيين: "إن الدكتور جعجع هو ضيفي في معراب". وحضر لقاء جعجع والعلولا والوفد السعودي الوزير ملحم الرياشي والنائبة ستريدا جعجع. ووصف رئيس "القوات" المواضيع التي تناولتها المحادثات بانها " كانت مباشرة وطالت المشاكل الرئيسية التي يعانيها لبنان والسعودية تقف دائما الى جانب لبنان ". وقال: "طرحنا موضوع الحدود البحرية ورأينا أن طرح رئيس الجمهورية (اللجوء الى التحكيم الدولي) في مكانه، ونحن نبحث عن حل يحفظ حقوقنا الوطنية، واذا كان لأحد طرح آخر مختلف عن طرح الرئيس عون فليطرحه.تطرقنا أيضًا الى وضع الإستقرار اللبناني وكما دائماً السعودية مستعدة لمد يد العون الى لبنان ولكن في الفترة الآخيرة السعودية رأت مبادرات عدائية تجاهها".
واعتبر ان "ما قيل في ظل استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري مرفوض جملة وتفصيلاً، وهناك عدد من العناوين المطروحة بيننا وبين "المستقبل" وأرسلت هذه العناوين مع الوزير ملحم الرياشي، ومنها التصرف داخل الحكومة والاستحقاق النيابي، والعلاقة أبعد من الإنتخابات النيابية وهذا ما يؤكد مرة جديدة أنها فرصة لممارسة الديموقراطية الحقيقية".
وتمنى جعجع " أن نتمسك مع "المستقبل" بالتفاهم على الحد الأدنى من مسلمات وثوابت 14 آذار". وخلص الى أن "دعوة الرئيس الحريري الى السعودية مبادرة جديدة وبادرة فتح العلاقات من جديد وترميم العلاقات السعودية - اللبنانية وهناك نية واضحة لذلك ".
وفيما يلتقي الموفد السعودي الرئيس بري بعد ظهر اليوم من المتوقع ان تشمل لقاءاته الرؤساء ميشال سليمان وامين الجميل وفؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والوزير السابق اللواء أشرف ريفي والنائب السابق فارس سعيد.
صحيفة المستقبل:
جولة أممية على الرؤساء الثلاثة: «اليونيفيل» لتعزيز الاستقرار و«الثلاثية» لمعالجة الجدار
السعودية تنوّه بقيادة عون «الحكيمة».. والحريري يلبّي دعوتها
مُكرّساً حرص المملكة الدائم على العلاقات الراسخة مع لبنان وموقفها الداعم لكيانه السيّد المستقل المستقر، استهل موفد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا زيارته الرسمية إلى بيروت أمس بسلسلة مشاورات رئاسية وسياسية تحت سقف «الأخوة والصداقة» الجامع بين الشعبين والبلدين انطلاقاً من أرضية سعودية راسخة في «الوقوف إلى جانب لبنان ودعم سيادته واستقلاله»، وفق ما عبّرت رسالة الملك سلمان إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي نوّه الموفد السعودي بقيادته «الحكيمة» في إدارة شؤون الدولة اللبنانية معرباً له عن تطلّع المملكة إلى «مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة». بينما كان تأكيد من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إثر استقباله العلولا على كون «السعودية هدفها الأساس أن يكون لبنان سيّد نفسه»، واصفاً المحادثات التي أجراها مع ضيفه السعودي بـ«الممتازة» ومؤكداً عزمه تلبية الدعوة التي نقلها إليه لزيارة المملكة «في أقرب وقت ممكن»، مع إشارته إلى أنّ البحث سيتناول آفاق التعاون السعودي إزاء مؤتمرات الدعم الدولية للبنان.
وإذ يستكمل الموفد السعودي اليوم مشاوراته الرئاسية في عين التينة حيث من المُقرر أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري، كان العلولا قد زار مساءً معراب حيث التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي لفت إلى أنّ النقاش تناول «الوضع اللبناني وعامل الاستقرار الداخلي وأهميته»، نافياً «كل ما سيق بحق «القوات» من تخوين عقب استقالة الرئيس الحريري»، ليشدد في المقابل على أنّ العلاقة مع رئيس الحكومة «طيّبة على الصعيد الشخصي وما يتم بحثه اليوم هو البرنامج السياسي الذي سيجمعنا»، وأردف جعجع رداً على سؤال: «لو لم تكن هناك نية سعودية كبيرة واضحة من أجل إعادة ترميم العلاقة اللبنانية - السعودية لما كنا لنرى الموفد السعودي في لبنان».
اليونيفيل.. واللجنة الثلاثية
في الغضون، استرعت الانتباه أمس الجولة التي قام بها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا على الرؤساء الثلاثة فضلاً عن قائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم للتداول في سبل تكريس «الهدوء والاستقرار في الجنوب».
وفي هذا الإطار كان تأكيد أممي – لبناني على محورية الدور الذي تلعبه قوات «اليونيفيل» بالتعاون مع الجيش اللبناني من أجل تعزيز الاستقرار و«تفادي التصعيد» جنوب الليطاني، حسبما نوّه الموفد الأممي، مشدداً في الوقت عينه على أهمية آلية اللجنة الثلاثية العسكرية في سبيل معالجة مسألة الجدار الإسرائيلي عند جنوب الخط الأزرق.
وتوازياً، كانت قد برزت صباحاً زيارة رئيس الجمهورية لقيادة الجيش في اليرزة حيث اجتمع بحضور العماد عون ورئيس الأركان حاتم ملاك وأعضاء المجلس العسكري بعدد من كبار ضباط القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة، مؤكداً لهم «وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان في حدوده البرية والبحرية واستثمار كامل موارده النفطية والاقتصادية، وذلك جنباً إلى جنب مع الحفاظ على استقرار هذه المنطقة بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701».
صحيفة اللواء:
محادثات العلولا: قرار المشاركة الخليجية بالمؤتمرات بعد زيارة الحريري إلى السعودية حزب الله يرفض اقتراح عون التحكيم النفطي.. والمستقبل مُحرَج بين "الحُرّ"، و"القوات"
في اليوم الأوّل من محادثات موفد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا، مع كل من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وعدد من القيادات السياسية ورؤساء الأحزاب، وفي مقدمهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، الذي أقام مأدبة عشاء تكريمية للموفد الملكي والوفد الذي يرافقه، عاد الدفء بقوة إلى العلاقات اللبنانية - السعودية، من زاوية الحرص على أفضل العلاقات الذي تبديه المملكة مع لبنان "على حدّ تعبير الدبلوماسي السعودي العلولا، الذي نقل رسالة شفهية من الملك السعودي إلى الرئيس عون ضمنها تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد محمّد بن سلمان بن عبد العزيز، وتأكيداً على لسان الموفد الملكي من ان بلاده تقف إلى جانب لبنان وتدعم سيادته واستقلاله وتتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وكشف مصدر لبناني ان المستشار العلولا اعلم الرئيس عون انه سيزور الرئيس نبيه برّي غداً، وسيوجه دعوة للرئيس الحريري لزيارة المملكة.
على ان الأهم في اليوم الأوّل من محادثات الموفد الملكي السعودي يتصل بحدثين: الأوّل تسلم الرئيس الحريري دعوة لزيارة السعودية، هي الأولى منذ أربعة أشهر بعد الاستقالة، والتراجع عنها في بيروت، والثاني مأدبة العشاء التي أقامها د. جعجع على شرف السفير العلولا والوفد المرافق، والتي تخللتها أحاديث تناولت مجمل المواضيع التي تشغل لبنان والمنطقة، من النفط اللبناني والخلاف الداخلي حوله، إلى المجازر في الغوطة الشرقية، فضلاً عن تطبيع العلاقات اللبنانية - السعودية وتنقيتها من الشوائب التي عرفتها في الآونة الأخيرة، إلى جانب الانتخابات النيابية، وما يمكن ان تسفر عنه من تحالفات وبرامج.
الموفد السعودي
وفيما أكّد الرئيس الحريري ان محادثاته مع الموفد السعودي كانت "ممتازة"، وانه "سيلبي الدعوة التي تلقاها منه لزيارة المملكة في أقرب وقت ممكن"، ذكرت مصادر القصر الجمهوري ان جو اللقاء بين الرئيس عون والموفد السعودي كان ودياً وايجابياً ولو انه استمر 12 دقيقة بحكم طبيعة الزيارة.
ورحب الرئيس عون بدعوة الرئيس الحريري منوهاً بحرص المملكة على حفظ الاستقرار في لبنان.
غير ان جعجع الذي استضاف الموفد السعودي إلى مأدبة عشاء في معراب، وشارك فيها السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد بخاري، ووزير الإعلام ملحم رياشي والنائب ستريدا جعجع، لفت إلى ان المحادثات طالت بشكل أساسي المشاكل الرئيسية التي يُعاني منها لبنان في الوقت الحاضر، كما تمّ التطرق إلى الأزمة في سوريا وسائر منطقة الشرق الأوسط، وأعلن ان المملكة العربية السعودية مستعدة دائماً لمد يد العون للبنان، الا انهم يعتبرون انه في العامين المنصرمين قام بعض القيادات اللبنانية بمبادرات عدائية تجاه المملكة، ولكن لا يمكن لأحد العمل في هذا الجو.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الموفد السعودي سيضغط على الرئيس الحريري من أجل التحالف مع "القوات اللبنانية" أوضح انه تمّ التطرق إلى ملف الانتخابات النيابية وان المملكة لا تتدخل في التفاصيل الصغيرة، وشدّد على ان هناك نية سعودية كبيرة وواضحة من أجل إعادة ترميم العلاقة اللبنانية - السعودية، واكبر دليل على ذلك الدعوة الرسمية التي وجهت للرئيس الحريري والذي سيلبيها بأسرع وقت ممكن، آملاً ان تكون هذه الزيارة بداية لعهد جديد بين لبنان والسعودية وعودة العلاقة إلى سابق عهدها.
وحول مشاركة السعودية في المؤتمرات الدولية لدعم لبنان، قال: إذا ما تمّ إعادة ترميم العلاقات فمن المؤكد ان السعودية ودول الخليج سيعودون إلى معاملة لبنان مجدداً كما كانوا يعاملونه سابقاً، ولن يتأخروا بمد يد العون له بالرغم من ظروفهم الصعبة والحروب التي يواجهونها.
نزاع النفط
وعلى الرغم من الانشغال الرسمي والسياسي والشعبي بزيارة الموفد السعودي، بقي النزاع النفطي والحدودي بين لبنان وإسرائيل في صدارة المشهد الداخلي، وهو حضر في الجولة التي أجراها أمس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا وشملت الرؤساء الثلاثة، وجولة له على الحدود الجنوبية مع قائد "اليونيفل" في الجنوب الجنرال مايكل بيري، بعد لقاءين منفصلين مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وأبلغ الرئيس عون ضيفه الأممي ان "لبنان حريص على استمرار الهدوء والاستقرار في الجنوب، لكنه في المقابل مستعد للدفاع عن نفسه إذا ما أقدمت إسرائيل على الاعتداء عليه"، لافتاً إلى "استمرار الخروقات الإسرائيلية لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 وانتهاك الأجواء اللبنانية لقصف الأراضي السورية"، معتبراً "محاولة إسرائيل بناء جدار اسمنتي على الحدود الجنوبية لا سيما في النقاط الـ13 من الخط الأزرق المتحفظ عليها هي اعتداء إضافي على السيادة اللبنانية يرفضه لبنان مطلقاً".
وسبقت هذه المواقف لرئيس الجمهورية زيارة لافتة قام بها صباحاً إلى قيادة الجيش في اليرزة، التقى خلالها قائد الجيش العماد جوزاف عون وكبار ضباط القيادة، حيث نوّه الرئيس عون "بجهود الجيش للحفاظ على استقرار البلاد والدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي والارهاب"، مؤكداً "على وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان في حدوده البرية والبحرية واستثمار كامل موارده النفطية والاقتصادية، جنباً إلى جنب مع الحفاظ على استقرار هذه المنطقة بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701.
وكانت مصادر دبلوماسية كشفت لـ"اللواء" ان لاكروا أكّد خلال لقائه الرئيس عون ان "القوات الدولية في الجنوب مستمرة في لعب دور وقائي، وان كل المهمات التي نفذتها في الجنوب نجحت بها لضبط ردود الفعل عند حصول أي طارئ أو مشكلة ما. وان المسؤول الدولي أكّد أيضاً على التعاون الوثيق والمنظم بين "اليونيفل" والقوات المسلحة اللبنانية، مركزاً على العلاقات التي تجمع اليونيفل مع الجنوبيين".
على ان اقتراح الرئيس عون باللجوء إلى التحكيم الدولي في ملف النزاع البحري مع إسرائيل، هو موضع تحفظ يصل إلى درجة الرفض من قبل حزب الله الذي انضم إلى تحفظ الرئيس برّي.
وقالت مصادر مقربة منه إلى "اللواء" ان هذا الطرح مرفوض بشكل تام، فالاحتكام إلى طرف ثالث تحت رعاية الأمم المتحدة لن يمنح لبنان حقه… "هذا الطرف لن يكون حياديا وسوف يتعرّض لضغوطات دولية أميركية - إسرائيلية لمنح العدو حصة من ثروتنا النفطية". .
موازنة الـ2018
في غضون ذلك، انعقدت في السراي أمس، جولة ثالثة من المناقشات حول مشروع قانون موازنة العام 2018، من دون التوصّل إلى اتفاق نهائي على المشروع، وتقرر ان تتابع اجتماعات اللجنة الوزارية المكلفة درس المشروع، برئاسة الرئيس الحريري اليوم، وغداً، وقد تمتد إلى أكثر إذا لم يتم التوصّل إلى توافق لعرضه على مجلس الوزراء، لكن اللافت هو ما أبلغه وزيرالمال علي حسن خليل للوزراء المجتمعين بالنسبة لمخاطر الإبقاء على نفس الأرقام التي وضعت بأنها خطيرة إذا لم تخفض موازنة الوزارات، فأبدى الوزراء تعجبهم مما أعلنه وزير المال، وأكّد هؤلاء استحالة تخفيض موازنة وزاراتهم، بحسب مصادر خاصة لـ "اللواء" التي اعتبرت ان التحدي الماثل امام اللجنة هو عدم تكريس عجز كبير في الموازنة، فيما رأت مصادر أخرى ان هناك تعقيدات في المشروع واستحالة إمكانية تخفيض موازنات وزارات خصوصا الأساسية والحياتية منها، كالصحة والشؤون الاجتماعية والاشغال.
انتخابات 2018
انتخابياً، رست بورصة الترشيحات في وزارة الداخلية على 161 مرشحاً، بعدما قدم أمس 28 مرشحاً اوراقهم الرسمية، بينهم نواب حاليون وسابقون وطامحون للوصول إلى الندوة البرلمانية، فيما لا تزال الاتصالات واللقاءات والمشاورات جارية لتشكيل اللوائح الانتخابية والتي يفرضها القانون الجديد، ويمنع على الناخبين الاقتراع للمرشحين المنفردين.
ولفت الانتباه في هذا السياق، أمس، تأكيد الرئيس الحريري ان لا أحد يملك بعد صورة التحالفات، مشيرا إلى ان المفاوضات جارية، والأمور ستتوضح تباعاً.
وقال ان ميزة هذا القانون انه يظهر حجم كل شخص، كاشفاً انه سيتم الإعلان عن أسماء مرشحي تيّار "المستقبل" قريباً، من دون ان يُحدّد موعداً لذلك، رغم ان معلومات كانت ذكرت ان إعلان الترشيحات من قبل "المستقبل" قد أرجئ مساء الخميس إلى الاثنين المقبل.
وتأكد أمس ما أشارت إليه "اللواء" عن اكتمال لائحة العميد المتقاعد شامل روكز أو لائحة "التيار الوطني الحر" في كسروان وانها باتت جاهزة، وهي تضمُّه إلى كل من النائب السابق منصور البون وروجيه عازار ونعمة افرام والوزير السابق زياد بارود، غير ان مصادر استبعدت بارود على اعتبار انه لم يحسم أمره نهائياً، وقالت ان الإعلامي جورج قرداحي جهز أوراقه لتقديمها إلى الداخلية في حال كان جواب بارود سلبياً.
ومن ناحية ثانية، ذكرت مصادر متابعة ان التحالف في دائرة بعبدا أصبح شبه محسوم بين "التيار الحر" و"المستقبل" والنائب طلال أرسلان الذي التقى أمس على انفراد الرئيس الحريري، وان هذا التحالف قد ينسحب على دائرة الشوف - عاليه، بينما يذهب النائب وليد جنبلاط الى تحالف مع حركة "أمل" وحزب الله والقوى الحليفة له.
صحيفة الشرق:
الحريري يلبي الدعوة قريبا:"صفحة جديدة" مع السعودية
صفحة جديدة وأجواء جديدة سيلمسها المسؤولون اللبنانيون حول العلاقات اللبنانية - السعودية.
هذه الكلمات نقلها الموفد السعودي نزار العلولا الذي يزور لبنان لأيام ثلاث الى كل من التقاهم أمس حيث، نقلت مصادر ديبلوماسية عربية مواكبة لزيارته، ان جواً سعودياً مختلفاً سيبدأ ظهوره خلال الأشهر المقبلة يترجم بالمشاركة السعودية في المؤتمرات الدولية المقبلة لاسيما مؤتمر روما لدعم الجيش ومؤتمر باريس Cedre في نيسان المقبل. وقالت المصادر ان الموفد السعودي حرص ان يبدأ لقاءاته في لبنان من قصر بعبدا حيث نقل رسالة شفوية الى الرئيس ميشال عون تؤكد استقرار ودعم المملكة للبنان، وقد أكد للرئيس أنه سينقل دعوة رسمية الى رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة المملكة العربية السعودية.
الموفد السعودي أكد خلال محادثاته في قصر بعبدا، إن المسؤولين السعوديين لن ينسوا الزيارة الاولى التي قمت بها الى المملكة بعد انتخابك رئيساً للجمهورية، منوهاً بحكمة عون وقيادته خلال المرحلة التي مرت.
وأشارت المصادر ان رئيس الجمهورية حمّل الموفد السعودي رسالة محبة وتقدير الى الملك وولي والعهد، وأكد ان العلاقات اللبنانية السعودية هي انعكاس للصداقة وللأخوة التي تجمع ما بين البلدين.
وأشار الرئيس أمام زائره السعودي الى ان الظروف التي تمر بها الدول العربية اليوم هي ظروف استثنائية وغير طبيعية. وقال عندما كنت في الاردن السنة الماضية، ناشدت الدول العربية آنذاك الى ضرورة الحوار والمصالحة والاتفاق في ما بينها كي لا يفرض عليهم خيارات لا يريدونها، لكن للأسف لم تكن هناك من آذان صاغية لذلك. لليوم الفرصة مازالت مواتية لتوحيد الصفوف العربية والموقف العربي من كل الازمات.وأكدت المصادر ان الموفد السعودي أشار الى ان المملكة وقيادتها على ثقة كبيرة بحكمة الرئيس، ونتمنى عودة العلاقات بين البلدين الى زهوها. فللبنان دور وقيمة كبيرة لدى السعوديين، وان هذا الجبل الذي اسمه لبنان لن يهتز مهما حصل.
الرئيس عون دعا أمام المسؤولين السعوديين جميع الرعايا السعوديين الى المجيء الى لبنان، فلا شيء يمنع من مجيئنهم. فالكل يتنقل في البلد كما يشاء، ولم يحصل أي اعتداء على أي سائح او زائر او أجنبي، بصرف النظر عن "هبات" سياسية داخلية في البلد.
فرد الموفد السعودي بالقول: ستظهر أمور ايجابية ومهمة قريباً جداً، وان لقاءاتي في لبنان هي للخير العام وللتأكيد على متانة العلاقات اللبنانية - السعودية.
إلا ان المصادر لن تعر أهمية لمكوث الموفد السعودي عشر دقائق في قصر بعبدا، وقالت الرسالة السعودية وصلت عبر الكلام الايجابي والمشجع الذي سمعه الرئيس عون من العلولا والذي لاقاه فيه عبر دعوته السعوديين للمجيء الى لبنان.
زيارة الضريح
وزار الموفد السعودي ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري يرافقه الوزير المفوض في وزارة الخارجية السعودية وليد البخاري، في حضور النائب محمد الحجار ومدير مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عدنان فاكهاني. وقرأ الفاتحة على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
وبعدما تلا الفاتحة عن روح الرئيس الشهيد ورفاقه الشهداء، دوّن الموفد السعودي كلمة في السجل الذهبي جاء فيها: "سيبقى الشهيد رفيق الحريري رمزاً وطنياً وعروبيا وسيعود لبنان كما أراده الشهيد حراً ومنارة للعالم".
وبعدما دون العلولا الكلمة تسلم من الفاكهاني درعا تذكارية قبل ان يغادر المكان.
مع الحريري
وعند الخامسة عصرا استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي العلولا يرافقه السفير السعودي لدى لبنان وليد اليعقوب والوزير البخاري.
وأكد الحريري ان "المحادثات مع الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا كانت ممتازة"، مشيراً الى أنه "تلقى دعوة منه لزيارة المملكة وسيلبيها في أقرب وقت ممكن".
وقال في دردشة مع الصحافيين عقب اللقاء: "السعودية هدفها الأساسي أن يكون لبنان سيد نفسه، وهي حريصة على استقلال لبنان الكامل، وسنرى كيف سنتعاون معها في شأن المؤتمرات الدولية المقبلة".
وفي ما يخص اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع قانون موازنة العام 2018، قال الحريري: "لا نستطيع أن نكمل بهذا الصرف، فالبلد بحاجة الى إصلاحات"، مشيرا الى أنه "يجب تخفيض موازنات الوزارات، وعلينا إرسال اشارات ايجابية بالفعل وليس بالقول فقط للدول المشاركة في المؤتمرات الدولية المقبلة".وأضاف: "هناك تقدم في دراسة الموازنة، وسنعقد جلسات متتالية للانتهاء منها قبل التاريخ الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري في الخامس من آذار المقبل نظرا لانشغال الجميع بعد هذا التاريخ بالتحضيرات للانتخابات النيابية"، موضحاً أن "تخفيض نسبة 20 في المئة من موازنات الوزارات لن يشمل الخدمات الأساسية لهذه الوزارات بل سيطاول الهدر فيها والنفقات غير الضرورية".
وأكد الحريري أنه "يدعم خيار تأمين الكهرباء للمواطن 24 على 24 ساعة"، مشيرا الى "جلسة قريبة لمجلس الوزراء تخصص لهذا الملف".
أما في شأن قانون الانتخاب، فقال: "برأيي لا أحد يملك بعد صورة التحالفات، فالمفاوضات جارية والأمور ستتضح تباعاً. وميزة هذا القانون أنه يظهر حجم كل شخص"، كاشفا أنه "سيتم الاعلان عن أسماء مرشحي "تيار المستقبل" قريبا".
معراب
كما زار الموفد السعودي معراب والتقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
صحيفة الجمهورية:
زيارة العلولا: رسائل في كل الإتجاهات.. والموازنة تدور في حلقة الأرقام
إنضبط المشهد الداخلي في الساعات الماضية على وقع الحضور السعودي، ومروحة المشاورات التي بدأها الموفد نزار العلولا، حيث توجّهت كل المراصد في اتجاه ما يحمله في جعبته، سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، او على مستوى العلاقات مع القيادات اللبنانية على اختلافها. يأتي ذلك في وقت ظلّت عجلة التحضيرات للاستحقاق الانتخابي على دورانها السريع، خصوصاً على صعيد الترشيحات والتحالفات التي فرضت حالاً من الاستنفار على مختلف القوى السياسية، ولكن من دون ان تتوضّح صورتها حتى الآن.
وُضعت زيارة العلولا على موائد التشريح السياسي الداخلي، خصوصاً انها تعكس حضوراً سعودياً مباشراً على هذا المستوى في لبنان، منذ أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري في تشرين الثاني الماضي وما رافقها من التباسات في ذلك الوقت.
واذا كانت تقديرات سياسية قد أحاطت هذه الزيارة بتساؤلات حول توقيتها وموجباتها وأبعادها في هذا الظرف السياسي اللبناني بالذات، الذي يشكّل فيه الاستحقاق الانتخابي البند الاول في جدول اعمال البلد ككل، فإنّ تقديرات اخرى أدرجت الزيارة في سياق انفتاح سعودي متجدّد على لبنان، دخولاً من باب التواصل مع كل الفرقاء، وهو ما يؤشّر اليه برنامج لقاءات الموفد السعودي، سواء في جانبه الرسمي الذي شَمل أمس رئيسَي الجمهورية والحكومة العماد ميشال عون وسعد الحريري، وسيستكمل اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، او برنامج لقاءاته السياسية الذي باشره مساء امس من معراب بلقاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع.
واذا كان بعض المراقبين توقّفوا عند الشكل، وتساءلوا عن سر الزيارة السريعة لرئيس الجمهورية التي دامت نحو ربع ساعة، وما اذا كان خلف هذا الوقت القصير رسالة ما يُراد إيصالها الى اتجاهات لبنانية معينة، الّا انّ مراجع سياسية رفضت فصل الشق الشكلي عن الشق الجوهري الذي تقوم عليه الزيارة، واكّدت انّ فترة "الربع ساعة" وإن كانت قصيرة نسبياً الّا انها كانت كافية لإيصال "الرسالة السياسية الاساسية" التي تحملها الزيارة، يضاف اليها الشق الآخر من الرسالة، الذي بَدا جلياً خلال الزيارة اللافتة للحريري، وهي الأولى له على هذا المستوى منذ أزمة الاستقالة، والتي سادها جوّ ودّي جداً، وترافقت مع تسليم الحريري دعوة خَطيّة، هي الاولى من نوعها، لزيارة المملكة كرئيس للحكومة اللبنانية.
وقد وصف الحريري المحادثات بالممتازة، مشيراً الى انه سيلبّي الدعوة الى السعودية في أقرب وقت ممكن، وقال: هدف السعودية الأساسي "أن يكون لبنان سيّد نفسه، وهي حريصة على استقلال لبنان الكامل، وسنرى كيف سنتعاون معها في شأن المؤتمرات الدولية المقبلة".
وترافقت ايضاً مع التفاتة سعودية معبّرة تَجلّت في زيارة العلولا لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتدوينه كلمة ذات دلالة في السجل الذهبي جاء فيها: "سيبقى الشهيد رفيق الحريري رمزاً وطنياً وعروبياً، وسيعود لبنان كما أراده الشهيد حرّاً ومنارة للعالم".
وفيما نظرت جهات سياسية الى زيارة العلولا على أنها زيارة "حزبية" يُراد منها تحشيد بعض الاطراف اللبنانية في زمن الانتخابات ومحاولة نسج تحالفات بين بعض الاطراف، قال مرجع سياسي لـ"الجمهورية": "من غير الجائز إحاطة الزيارة بفرضيّات قد لا تكون صحيحة، وبالتالي من السابق لأوانه الحكم النهائي على النتائج قبل ان تظهر، وفي كل الاحوال يجب النظر الى الرسالة من عنوانها، خصوصاً انّ الاجواء التي رَشحت بعد لقاء الموفد السعودي مع رئيس الجمهورية، أشارت الى ايجابيات جدية والى ارتياح لدى الجانبين وتأكيد على علاقات ودية ووثيقة بين الدولتين".
بعبدا
وعبّرت اوساط قصر بعبدا لـ"الجمهورية" عن انطباعها بأنّ السعودية تعيش أجواء ايجابية ارادت أن تعكسها هذه الزيارة، ذلك انّ ما نقله موفدها وما عَبّرت عنه رسالتها، كان كافياً لجهة حرصها الدائم على دعم لبنان وتعزيز ما يوفّر استقراره ويحمي سيادته وسلامة أراضيه. فهي لم ولن تنسى انّ اولى زيارات الرئيس عون العربية بعد انتخابه كانت إليها.
وأبدى العلولا استعداد بلاده لأوثق العلاقات بين البلدين في كل المجالات بما يعكس حجم الأخوة بينهما، مجدداً التاكيد على التعاطي مع اللبنانيين جميعاً بعين واحدة مع رغبتها بالتوافق بين الجميع حول كل ما ينعكس خيراً على البلاد.
بدوره، أكد عون انّ لبنان لم يَتمنَّ يوماً سوى ان تكون علاقته مع السعودية من افضل العلاقات بين دولتين عربيتين، وأكد انّ عودة السعوديين الى لبنان ضرورية وملحّة، فسلامتهم مُصانة والأمن مستقر الى الحدود القصوى، ولعلّ في شهادة سفرائكم في الفترة الأخيرة ما يمكن تعميمه على باقي الرعايا السعوديين، فكانوا دائماً يتنقّلون حيثما شاؤوا على الأراضي اللبنانية من دون اي عائق او مخاوف أمنية.
ورَدّ الموفد السعودي مؤكّداً ثقة المملكة بما حَققه لبنان من امن واستقرار نتيجة سياسته الحكيمة، واستأذنه القيام بزيارة الرئيسين بري وكذلك الحريري لتوجيه الدعوة إليه لزيارة الرياض، آملاً في ان تكون هذه الزيارة فاتحة خير وبداية للكثير من الخطوات الإيجابية، وفي ان تسلك العلاقات بعدها المسار الذي يرضي اللبنانيين والسعوديين معاً.
وهنا، رَدّ رئيس الجمهورية مُباركاً الخطوات التي سيقوم بها، ومُرحّباً بها آملاً ان تترك هذه الحركة المزيد من الارتياح في الأوساط اللبنانية من الآن وصاعداً، مجدّداً الترحيب بالسعوديين في لبنان. وأكّد العلولا انّ محبّة السعوديين للبنان لم ولن تتغير، وإن شاء الله نحمل الأخبار الطيبة للشعبين ونحقق كل ما يريحهما. فلبنان جبل لا يهتز بسهولة، وسيبقى صامداً مهما عصفت به الأعاصير.
وفي برنامج زيارات الموفد السعودي اليوم لقاء مع الرئيس نجيب ميقاتي، وكذلك الرئيس تمام سلام، وبعد الظهر مع بري، بالاضافة الى لقاءات سياسية قالت مصادر مواكبة للزيارة إنها ستظهر في حينها، وتشمل قيادات في فريق 14 آذار، وربما مع سياسيين آخرين، من دون ان تستبعد المصادر ان يُمدّد الموفد السعودي زيارته حتى نهاية الاسبوع، اذ انّ برنامج اللقاءات يشمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
الحدود والنفط
من جهة ثانية، شكّلت زيارة وكيل الامين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا الى بيروت، مناسبة جديدة للبنان للتأكيد على موقفه الثابت المتمسّك بسيادته وحقوقه، وهذا الموقف عَبّر عنه عون وبري، لناحية التشديد على رفض المساس بالحدود البحرية والبرية للبنان، وعدم التراجع عن ذلك، مع التأكيد على المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوَقف محاولاتها المتمادية للمَسّ بالسيادة اللبنانية وحقوقه في الثروات النفطية والغازية ضمن حدوده ومياهه الاقليمية التي تسعى اسرائيل الى انتهاكها.
وعلمت "الجمهورية" انّ المسؤول الدولي كان مُتفهّماً للموقف اللبناني، معبّراً عن تقديره للعلاقة التاريخية والطيبة التي ربطت اللبنانيين بـ"اليونيفيل"، ومُعبّراً في الوقت ذاته عن استعداد الامم المتحدة للمساعدة في مجال ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل في البر والبحر.
وموضوع الحدود، اشار اليه عون خلال زيارته امس لقيادة الجيش في اليرزة، حيث نَوّه بجهود الجيش "في الحفاظ على استقرار البلاد والدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب"، وأكّد وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان في حدوده البرية والبحرية واستثمار كامل موارده النفطية والاقتصادية، وذلك جنباً إلى جنب مع الحفاظ على استقرار هذه المنطقة بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701.
موازنة 2018
في موضوع مشروع قانون موازنة 2018، تواصل اللجنة الوزارية اجتماعاتها برئاسة الحريري، وركّزت في اجتماعها أمس على الارقام.
وقال وزير المالية علي حسن خليل لـ"الجمهورية" انّ العمل أصبح في مراحله الاخيرة، واللجنة ستكون قادرة على إحالة مشروع قانون الموازنة في المهلة المحددة، اي قبل 6 آذار المقبل، لكي يتمكّن المجلس النيابي من مناقشتها وإقرارها.
وقال الوزير يوسف فنيانوس لـ"الجمهورية": "لا خلاف سياسياً حول ملف البواخر ونحن لا نعمل بهذه الطريقة، هناك عجز يفوق الـ 800 مليار ليرة سيبقى حتى إذا أمَنَّا الكهرباء للمواطن 22 ساعة او 24. ونحن نسأل لماذا لا نترك دائرة المناقصات تقوم بعملها من دون تدخّلات ومن دون ان نضع أمامها شروطاً لأنّ مجلس الوزراء مجتمعاً هو الذي قرّر إحالة المناقصة الى دائرة المناقصات".
وشَكّك فنيانوس في إمكانية الذهاب الى التصويت في الحكومة.
حاصباني لـ"الجمهورية"
وأوضح الوزير غسان حاصباني لـ"الجمهورية" انّ مداولات اللجنة الوزارية تركّز على خفض الارقام ولو بنسَب بسيطة، مؤكداً انّ ترشيق الانفاق في الوزارات ممكن من خلال مراجعة موازنات هذه الوزارات في العام 2017، وبحث أسباب ارتفاع الانفاق وإمكانية خفضه ليكون كما كان في العام الماضي. وكشف انّ الارتفاع الكبير في الإنفاق يعود الى كلفة سلسلة الرتب والرواتب، والتي تبيّن انها مرتفعة اكثر من التقديرات السابقة. وبالتالي، هناك مشكلة على هذا الصعيد.
فرعون لـ"الجمهورية"
وقال الوزير ميشال فرعون لـ"الجمهورية" انّ هناك صعوبة في ان تنجح اللجنة الوزارية في مهمتها، على اعتبار انّ التراكمات الانفاقية كبيرة، ولا يمكن إجراء خفض فعليّ في مهلة زمنية قصيرة.
ورأى انّ غياب الموازنة طوال السنوات الماضية أوجَد أزمة إنفاقية مُزمنة، ومن الصعب تحقيق خفوضات أساسية من خلال خفض موازنات الوزارات، فالأمر يتطلّب اكثر من ذلك.
في النتيجة، هناك حقيقتان واضحتان في ملف الموازنة. الحقيقة الاولى انّ الحكومة ستنجزها وستُحيلها الى المجلس النيابي. الحقيقة الثانية، انّ خفض العجز المقدّر سيكون خجولاً ولا يرتقي الى المستويات المطلوبة لإقناع المجتمع الدولي بأنّ لبنان بدأ عملية الاصلاح، وانه يستحق الدعم والمساعدة .
صحيفة الديار:
العلولا في بيروت.. النتائج "متواضعة" وحزب الله "غير مبال" المودة مفقودة مع "عون".. والحريري يتجنب "الاستفزاز" حسم التحالفات الانتخابية ينتظر حسابات باسيل "المعقدة"
طغت زيارة الموفد السعودي نزار العلولا، يرافقه الوزير المفوض وليد بخاري وسفير السعودية في لبنان وليد اليعقوب على ما عداها من احداث سياسية في البلاد، ووسط ترقب من قبل حلفاء المملكة لما يحمله الموفد السعودي، انعكس "تريثا" في اعلان التحالفات الانتخابية، يبدو حزب الله غير مبال بنتائج الزيارة فيما انتهت جولة العلولا الاستكشافية الاولى الى انطباعات اكثر منها الى نتائج ملموسة حيث تبين انه حافظ على "خطوط التماس" مع الرئاسة الاولى، وابدى رغبة جدية في "طي" صفحة الاحتجاز مع رئيس الحكومة، و"طوب" "معراب" حليفا اول "موثوقا" لدى المملكة.
وفيما ينتظر ان يبقى معلولا حتى يوم الخميس حيث يلتقي عدداً من قيادات 14 آذار، دون استبعاد لقائه مجددا رئيس الحكومة، عكست المحطة الاولى في قصر بعبدا "برودة" العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والمملكة العربية السعودية والتي لم يجهد الجانبان "لكسر" جليدها في هذا اللقاء الذي استمر لعشر دقائق فقط، نقل خلاله الوفد السعودي رسالة شفهية من العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، تؤكد دعم سيادة لبنان واستقراره ومتانة العلاقات اللبنانية السعودية، كما أبلغه أنه سيوجه دعوة للحريري لزيارة المملكة.. ووفقا لاوساط سياسية مقربة من بعبدا، لم يبادر الموفد السعودي الى الحديث عن ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري بكل شوائبها وتعقيداتها امام الرئيس، ولم يتحدث عن هذه المرحلة لا من قريب او بعيد، وكذلك لم يقارب عون الازمة على نحو مباشر، مشددا على ضرورة الحفاظ على علاقات ثنائية بين البلدين يسودها الاحترام والثقة المتبادلة.. ووفقا لتلك الاوساط بادر الرئيس عون الى انهاء اللقاء بعد ان ساد "الصمت" للحظات، لم يبادر خلالها العلولا الى تقديم اي طرح جديد، موحيا ان مهمته في بعبدا انتهت عند هذا الحد "البروتوكولي".
وبرأي تلك الاوساط، لم تترك زيارة الوفد السعودي الى بعبدا اي انطباع بوجود تبدل في موقف المملكة من الرئاسة الاولى، وهي تركت مؤشرات سلبية في القصر الجمهوري، لان "المكتوب" السعودي يقرأ من "عنوانه" وخلاصة "الرسالة" : لا مودة في المملكة تجاه رئيس الجمهورية.
الحريري لا يستفز العلولا..
العشر دقائق في بعبدا، استمرت لنحو 45 دقيقة في القصر الحكومي، وفي هذا الامر دلالة واضحة على رغبة المملكة في اصلاح العلاقة مع الرئيس الحريري الذي حرص ايضا على عدم استفزاز الوفد السعودي، فاستبعد من اللقاء مسشاريه "المغضوب عليهم سعوديا، نادر الحريري وغطاس خوري، وفضل عقد المبحاثات وحيدا حيث تم الاستفاضة بالحديث عن المرحلة السابقة، وابدى الزائر السعودي رغبة بفتح صفحة جديدة مع رئيس الحكومة الذي قبل الدعوة لزيارة المملكة، واكد بعد اللقاء ان هدف السعودية كان ان يكون لبنان سيد نفسه، اشار الى ان المحادثات مع الوفد السعودي الى لبنان كانت ممتازة، مؤكدا تلبية الدعوة في اقرب وقت ممكن.
لا تراجع سعودي
لكن هذا لا يعني برأي اوساط سياسية في 14 آذار، ان المقاربة السعودية للبنان تغيرت خصوصا في مجال التعاون الاقتصادي، وبحسب معلوماتها، لا عودة سعودية الى "زمن" الاسراف في الصرف دون مردود واضح ومحدد بما يتلائم مع مصالح المملكة السياسية والاقتصادية.. وفي هذا السياق لم ولن يقدم الموفد السعودي خلال اقامته في بيروت اجوبة حاسمة ازاء مساهمة بلاده في مؤتمرات روما، وسيدر، وفيينا، لان المملكة تنتظر الحصول على اجابات محددة من المسؤولين اللبنانيين حيال مصير كل المساهمات السعودية السابقة، وكذلك الانفاق المرتقب لاي مشاركة سعودية فاعلة في دعم الاقتصاد اللبناني، وكذلك دعم المؤسسة العسكرية..
ووفقا لتلك الاوساط لم يتغير الكثير حتى الان وملاحظات المملكة التي بموجبها توقفت الهبات المالية لا تزال على حالها، فالجانب اللبناني لم يبادر بعد الى تذليل "الهواجس" السعودية المتعلقة بدور حزب الله "وهيمنته" على الحياة السياسية والعسكرية في البلاد. والمطلوب من الرئيس الحريري خلال زيارته المرتقبة ليس فقط "طي" صفحة زيارته الاخيرة "الملتبسة" الى المملكة فقط، بل تقديم اجابات محددة حيال مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية..
توقيت الزيارة..
وتلفت اوساط سياسية مطلعة الى ان توقيت الزيارة مهم للغاية، والرئيس الحريري الراغب في اعادة "وصل" ما "انقطع" مع المملكة يخشى ان لا يكون قادرا على تأمين مستلزمات عودة "المياه" الى "مجاريها"، فذهابه الى الرياض قبل الانتخابات سيضعه امام امتحان تأمين رغبات سعودية لا يقدر على تلبيتها، فالتحالف مع التيار الوطني الحر اكثر من ضروري لمرحلة ما بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ليس بمقدوره بناء تحالف عريض ومتكامل مع قوى 14آذار، واكثر ما يمكنه تحقيقه في هذا السياق، هو تحالفات على "القطعة"، وقد ابلغ الوفد السعودي بذلك مشددا امامه بان شعار تيار المستقبل هو عدم التحالف مع حزب الله وهذا الامر محسوم، وهذا الامر يدرك الحريري انه مطلب سعودي تم ابلاغه الى كل حلفاء المملكة في لبنان.. وكذلك شرح نظريته "بربط النزاع" مع الحزب في القضايا الاخرى المرتبطة بتشكيل الحكومة وغيرها من الملفات، خصوصا ان قانون الانتخابات الجديد لا يسمح بالغاء احد وسيعطي كل طرف حجمه...وقد سجل الوفد السعودي ملاحظاته..
لقاء ودي مع جعجع.. وتساؤلات
مساء استبقى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الوفد السعودي على عشاء حضرته النائب ستيردا جعجع والوزير ملحم رياشي، ووفقا لاوساط في 14 آذار كان اللقاء وديا جدا مع "الحكيم" الذي طرح كل المواضيع دون مواربة مبديا استعداده "للمصالحة" مع "المستقبل" لكنه "اشتكى" وجود بعض المحيطين بالرئيس الحريري الذين يعملون على احباط المساعي المبذولة لذلك.. وبحسب تلك الاوساط، اقتصرت مداخلات العلولا على طرح اسئلة استفسارية دون تقديم خلاصات واضحة عن زيارته مفضلا استكمال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، حيث من المفترض ان يرفع تقريره الى المسؤولين في المملكة "ليبنى على الشيء مقتضاه".
وبعد استقبال الوفد السعودي اكد جعجع، ان المحادثات كانت صريحة ومباشرة من دون "كفوف" دبلوماسية وطالت المشاكل الرئيسية التي يعاني منها لبنان.. واكد ان موضوع الحدود البحرية كان حاضرا في اللقاء "ووجدنا ان ما طرحه الرئيس عون منطقي جدا ولا نرى حلا الا بالتحكيم الدولي.. لافتا الى ان الحرب تجعلنا نخسر النفط.. وفي ملف العلاقات مع تيار المستقبل، اوضح جعجع ان كل ما قيل خلال غياب الحريري عار من الصحة وانا ورئيس الحكومة اصدقاء، ولكن هناك ما هو ابعد في السياسة واقصى امنياتي كانت ان ننهي النقاش قبل ذكرى 14 شباط وانا حزين لانني لم احضرها. وعن ملف العلاقات بين لبنان والسعودية، اوضح جعجع ان السعوديين غير سعيدين بالحد الادنى من العلاقات وهم يريدون اعادة العلاقات الى ما كانت عليها ولكن المملكة تعتبر ان مبادرة عدائية بدت تجاهها من جهات لبنانية... مضيفا: اقصى تمنياتنا ان نتماسك مع تيار المستقبل لانها خطوة ستؤدي الى خلاص لبنان.
مصادر 8 آذار...
وتلفت اوساط سياسية بارزة في 8آذار الى ان السعوديين جاؤوا الى بيروت بمهمة "استلحاقية"، بعد ان ايقنوا ان امكانية الغاء الانتخابات مسالة لم تعد قائمة، وهم يريدون ترتيب اوضاع الحلفاء لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، وهم حريصون على "تجميل" "صورة" المملكة بعد الندوب التي تركتها عملية احتجاز الرئيس الحريري في السعودية.
وبرأي تلك الاوساط، تقزمت الاهداف السعودية الى حد اختصارها بمسألتين الاولى منع القوى التي "تمون" عليها بعدم التحالف مع حزب الله، والثانية احداث خرق في لوائح حزب الله خصوصا في دائرة بعلبك -الهرمل حيث امكانية الخرق ممكنة في المقعدين الماروني والسني وكذلك مقعد شيعي، وهذا الامر جرى العمل عليه قبل مجيء العلولا والجهود تبذل لتأمين تحالف بين المستقبل والقوات في تلك الدائرة.
حزب الله غير مبال..
وفي هذا الاطار، تلفت اوساط مقربة من حزب الله الى ان الحزب غير مبال بنتائج زيارة الموفد السعودي الى لبنان، ولا يرتقب نتائجها، لان السعوديين باتوا كمن يخوض معركة مع "طواحين الهواء" على الساحة اللبنانية، اولا، هم لم يعودوا قادرين على الغاء الاستحقاق الانتخابي، وهذا الامر المهم، وقد اصطدمت جهودهم السابقة، بمعارضة غربية لا تريد هز الاستقرار اللبناني.. ثانيا، اذا كانت زيارة الموفد السعودي محاولة لجمع حلفاء المملكة على لوائح موحدة لمواجهة حزب الله، فهذا لن يقدم او يؤخر كثيرا في نتائج الانتخابات، هذا مع افتراض نجاح هذا الامر، بعد ان اصبح الرئيس الحريري اسير تفاهمات سياسية تتجاوز هذا الاستحقاق وباتت مرتبطة برئاسة الحكومة المقبلة.
فالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يستبعد في السر والعلن خسارة عدد من النواب، وليس الامر انجازا لخصومه، بقدر ما هو جزء من ثمن اصرار الحزب على تبني النظام النسبي. وهو قال صراحة انه لا يخوض الاستحقاق على خلفية ابتغاء تحقيق أكثرية مطلقة من عدد المقاعد له ولحلفائه من شتى الطوائف، فخارطة المجلس الجديد سياسيا باتت بشكل كبير معروفة.. اما حكومة ما بعد الانتخابات فهي لن تتشكل على أساس من حصد أكثرية المقاعد، بل ستكون أشبه بالحكومة الحالية...والتوازنات الجديدة تعمل لصالحه، خصوصا ان اجندته لم تعد تقوم على فرض سني "ضعيف" لرئاسة الحكومة بعد تجربة حكومة نجيب ميقاتي "الملتبسة"، والحزب "اكتشف" أن وجود الحريري مفيد اكثر، والتجربة الراهنة تعتبر اكثر من ناجحة في ظل سياسية "ربط النزاع" مع ممثل الشريحة الكبرى للسنة في البلاد... ولكل هذه الاسباب لا داعي للقلق من زيارة تسعى من خلالها المملكة الى التكفير عن اخطاء "مميتة" ارتكبتها بحق حلفائها وهي اليوم تسعى لترميم هذه العلاقة..
التحالفات الانتخابية
انتخابيا، لم يعقد بعد اللقاء المنتظر بين نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والوزير جبران باسيل لوضع اللمسات الاخيرة على خريطة التحالفات في مختلف الدوائر، ويتريث رئيس التيار الوطني الحر في عقد اللقاء ريثما يحسم توجهاته "المعقدة" في اكثر من دائرة، وهو يعطل عمليا الحسم النهائي للتحالفات بسبب تعقيدات التحالف مع حزب الله "والمستقبل" "والقوات"، وفيما تبقى دائرة جزين -صيدا موضع نقاش مستمر في ظل اتجاه لدى "التيار" لعدم التحالف مع "المستقبل" لاسباب تقنية، يتجه حزب الله والتيار الوطني الحر الى عدم التحالف "تكتيكيا" في دائرة كسروان -جبيل وذلك لحسابات انتخابية تجعل من حظوظ مرشح حزب الله في هذه الدائرة اكبر بالفوز اذا كان في لائحة مقابلة. وقد اكد مصدر في التيار الوطني الحر ان اعضاء اللائحة في كسروان لم تحسم اسماؤهم بعد، وكل ما يحكى مجرد تخمينات غير دقيقة..
في هذا الوقت حسم التحالف الانتخابي بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر في دائرة طرابلس- المنية- الضنية، وكذلك في عكار وبقيت خيوط التواصل قائمة ما بين المستقبل والوطني الحر والقوات اللبنانية حول امكان انضمام القوات الى هذا التحالف بشخص مرشحها في عكار العميد المتقاعد وهبي قاطيشا..
وفي بيروت الاولى والثانية تتقدم الاتصالات بين "المستقبل" و"القوات"، وبات الاتفاق شبه ناجز بينهما في دائرة بعلبك - الهرمل لخوض مواجهة انتخابية مع حزب الله..في هذا الوقت وصلت الاتصالات بين "القوات" وحزب الكتائب الى خواتيمها بما يخص الترشيحات في البترون، وهي ستتبلور خلال الساعات القليلة الماضية.. فيما لا تزال شروط التيار الوطني الحر "والقوات" تعرقل قيام لائحة ائتلافية واسعة يعمل عليها النائب وليد جنبلاط في دائرة الشوف-عاليه وهو يخشى ان تكون العرقلة مقدمة لحصول تعاون بين الطرفين المسيحيين الاقوى في هذه الدائرة بعيدا عن اللائحة الائتلافية..
صحيفة الأخبار:
المستقبل والتيار الحر يبتعدان عن حليفيهما "القديمين"
يقترب جلاء صورة التحالفات في الانتخابات النيابية، مع تسارع وتيرة الاجتماعات التي تُعقد بين الأحزاب والكتل الأساسية. ومن المفترض أن تُحسم كلّ التفاصيل في ما تبقى من أيام لمهلة تقديم الترشيحات، ولو أنّ إشارات قليلة بدأت تظهر، أهمّها ابتعاد تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ عن حليفيهما الاستراتيجيين "القديمين"، وتفضيلهما التحالف معاً
158 مرشحاً للانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار، وذلك حتى انتهاء الدوام الرسمي، أمس، بينهم ثماني نساء. الرقم لا يعبّر عن حماسة انتخابية، خصوصاً أنه لم يعد يفصل الطامحين لكسب اللوحة الزرقاء، سوى سبعة أيام. التعقيدات الموجودة في طيّات القانون النسبي، و"أزمة" الصوت التفضيلي الواحد في اللوائح، جعلت المعارك تنتقل ليس إلى داخل الصف السياسي الواحد فحسب، بل إلى داخل البيت الحزبي الواحد.
وفي انتظار ما سيتكشف غداة عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية، تُعقد اليوم سلسلة لقاءات سياسية، من شأنها أن تبدّد الغموض الذي يمنع تموضع معظم القوى السياسية في الكثير من الدوائر، خصوصاً أن لعبة الأواني المستطرقة تنطبق إلى حدّ كبير على المشهد الانتخابي، وتحديداً، مسألة التحالفات.
اليوم هو موعد اجتماعات بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل؛ بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ؛ بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية. تأتي هذه اللقاءات استكمالاً للقاءات عُقدت أمس، وأبرزها بين التيار الحرّ وتيار المستقبل، أو في الأيام الماضية. صحيحٌ أنّ الكثير من التفاصيل ما زالت تخضع للبحث الانتخابي، ولكن الخلاصة الأوّلية، وفق معلومات "الأخبار"، تُشير إلى "شبه انعدام" إمكانية التحالف بين "القوات" و"المستقبل"، وبين "القوات" و"التيار"، والتباعد الانتخابي بين العونيين وحزب الله، مُقابل تقدّم حظوظ اللوائح المشتركة بين تيار المستقبل والتيار الحر.
خلال لقاء رئيس "القوات" مع الموفد السعودي نزار العلولا، في معراب، قال سمير جعجع إنّ "العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري أبعد من الانتخابات النيابية"، وأضاف: "أقصى تمنياتي كانت أن تنتهي المباحثات قبل 14 شباط، ويعزّ عليّ أن لا أُشارك في هذه المناسبة العزيزة على قلبي، ولكن لا أستطيع المشاركة في الذكرى دون التفاهم على الأفكار الاساسية. نتمنى أن نتمسك مع المستقبل بالتفاهم على الحد الأدنى من مسلمات 14 آذار". تصريح جعجع مؤشّر على أنّ العلاقة بين الحليفين القديمين، والتي يتولّى إعادة تجبيرها الوزيران غطاس خوري وملحم رياشي، لا تُحقّق تقدماً. الأمر لا ينحصر فقط بمواقف القوات اللبنانية حين كان الحريري مُحتجزاً لدى السعودية، بل بالتقارب الانتخابي بين "القوات" وخصوم تيار المستقبل، لا سيّما الوزير السابق أشرف ريفي.
يتقاطع ذلك مع معلومات بأنّ اللقاء الانتخابي، قبل أيام، بين رياشي وخوري سادته أجواءٌ سلبية، من دون أن يتمكن الفريقان من التوصل إلى تفاهمات. وفي وقت كانت معراب تُعوّل على تحالفات في كلّ من البقاع الأوسط، وعكّار، والشمال الثالثة، والشوف ــ عاليه... لن يكون دربها مع "المستقبل" مُيسّراً إلا في البقاع الشمالي وبيروت الثانية وطرابلس... ولكنّ ذلك مُجرّد احتمال غير مضمون، يُعبّر عن "رغبات" القوات اللبنانية. الأمور "مش زابطة" بين قيادة معراب والعونيين أيضاً. فتقول مصادر الرابية (سابقاً) إنّه "لم نصل مع القوات إلى مستوى البحث في تقاسم المقاعد. فكلّ منا أعدّ دراسة انتخابية، تبيّن على أثرها أن لا مصلحة مشتركة. وكان حزب القوات أول من انسحب من التحالف، وليس نحن".
ما يسري على القوات اللبنانية وتيار المستقبل، ينطبّق أيضاً على تحالف التيار الوطني الحرّ مع حزب الله. لم يصل إلى مسامع قيادة "الحزب"، حتى الآن، أي جواب سلبي أو إيجابي من العونيين. الحليفان بانتظار اجتماع اليوم، الذي سيُحدّد موقع كلّ منهما. الاتجاه، بحسب ما يُنقل عن مسؤولين في التيار الحر، هو لتشكيل لوائح منفصلة عن حزب الله، "المصلحة تقتضي إما تحالفاً مع تيار المستقبل، في عددٍ من الدوائر، أو نكون وحدنا". يُحاول العونيون تقديم الأمر كـ"اتفاق" بينهم وبين حزب الله، بأن "نتعامل مع الدوائر على القطعة. نتحالف حيث نجد مصلحة في ذلك". في المقابل، لم يستبعد قيادي في 8 آذار أن يُبلغ حزب الله قيادة التيار الحر بأنّ مبدأ التحالف على القطعة ليس مقبولاً، وأنّ "أسلوب التعامل مع الانتخابات بالشكل الحاصل لم يعد مُمكناً. ومن غير المقبول أن يُنسب للتيار أنّه لا يُناسبه تحالفٌ مع حزب الله في كسروان ــ جبيل، على العكس من بعلبك ــ الهرمل".
هذه "السوداوية" المُشار إليها، إن كان بين "المستقبل" و"القوات" أو بين "التيار الحر" وحزب الله، لا تجد برّاً لها على جبهة المستقبل ــ التيار الحر. على هذا الخطّ، المُباحثات أكثر "سلاسة" وتأخذ طابعاً إيجابياً. أكثر من يُعبّر عن اقتراب التحالف بينهما هو التيار العوني، في حين أنّ أحد المسؤولين في التيار الأزرق، مُطّلع على ملفّ الانتخابات، لا يزال يؤكد: "غير صحيح أنّ الاتفاق مع العونيين أُنجز في صيدا ــ جزين، أو الشمال الثالثة". المُباحثات تتركز حول هاتين الدائرتين. أما في عكّار، "فيبحث رئيس التيار جبران باسيل في كيفية إيجاد الإخراج اللازم لحفظ ماء مُرشّحه عن المقعد الماروني جيمي جبور، بعد أن بات التحالف مع المستقبل شبه مُنجز". وفي طرابلس، "على الأرجح أن لا نُرشّح أحداً، ونكتفي بممارسة دورنا كمقترعين". خلال الاجتماع أمس، بين باسيل ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري ومسؤول الماكينة الانتخابية في "التيار" نسيب حاتم، تناول النقاش مختلف الدوائر وسيُستكمل في اجتماع اليوم.