كتبت نجلة حمود في “الأخبار”:
منذ الجمعة الماضي، ارتفع منسوب القلق والخوف في القرى والبلدات الشمالية الملاصقة للشريط الحدودي مع سوريا، مع تسارع وتيرة الأحداث الأمنية في الداخل السوري وتناقل الفيديوات التي توثّق سيطرة الفصائل المسلحة على حلب وحماه، وصولاً الى ريف حمص، ما أعاد الى الأذهان الفوضى العارمة التي شهدتها المنطقة الحدودية الممتدة على مسافة تزيد على 25 كلم، عام 2011، عقب سيطرة «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» على عدد من البلدات الحدودية. وزاد الأمور سوءاً انسحاب عناصر الفرقة الرابعة في الجيش السوري المولجة حماية الحدود وتسليمها لعدد قليل جداً من عناصر الهجانة، لا قدرة لها على ضبط الحدود في منطقتَي الدريب الأوسط والدريب الأعلى، وصولاً الى جبل أكروم.
ومع إعلان الأمن العام اللبناني إغلاق المعابر الرسمية الشرعية في الشمال حتى إشعار آخر، بعد استهداف العدو الصهيوني معبر العريضة الحدودي ليل أول من أمس بثلاث غارات، بعدما أعادت وزارة الأشغال العامة والنقل افتتاحه قبل أيام لتسهيل عودة اللبنانيين الذين نزحوا الى سوريا أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، يكون الشمال قد عُزل «شرعياً»، وبشكل كلّي عن سوريا، مع خروج العريضة عن الخدمة وانضمامه الى معبرَي العبودية وجسر القمار في وادي خالد اللذين استهدفهما العدوّ الإسرائيلي في وقت سابق.
انعدام «الحركة الشرعية» قابلها فلتان عبر المعابر الترابية غير الشرعية التي تربط لبنان وسوريا، مع مرور المئات بين مقلبَي النهر وبشكل طبيعي من دون أي إشكالات، مع زيادة نشاط السماسرة والمهربين الذين يعمدون الى تسهيل نقل عائلات سورية الى لبنان. وكذلك الحال بالنسبة إلى حركة العبور في منطقة جبل أكروم عبر حاجز السهلة من دون أي عقبات.
مصادر مطلعة أكّدت لـ«الأخبار» أن المهربين يعمدون الى تمرير الركاب ليلاً عبر الحواجز الأمنية مقابل كلفة مضاعفة، مقارنة بأولئك الذين يعبرون سيراً على الأقدام. وأوضحت أن معظم السوريين الذين عبروا إلى لبنان في اليومين الماضيين قدموا من حماه. ومع اقتراب الفصائل المسلحة من حمص، شهدت المنطقة عبور عائلات من طوائف معينة من مدينة حمص الى الداخل اللبناني، وهؤلاء عادة تكون وجهتهم جبل محسن في طرابلس. وتتوقع المصادر ارتفاع أعداد النازحين في الساعات المقبلة وهم بغالبيتهم من اللبنانيين المقيمين في الريف الغربي لمحافظة حمص، وتحديداً في بلدات الجوبانية ودبين والفتاية والناعم، وهؤلاء تربطهم علاقات وطيدة مع قرى وبلدات وادي خالد.
في المقابل، تتحسب الأجهزة الأمنية اللبنانية لكل السيناريوات، وقد عمد الجيش اللبناني الى تشديد إجراءاته في المراكز الأمنية الحدودية، وتم استقدام تعزيزات من فوج المجوقل ومغاوير البحر الى ثكنة شدرا وتكثيف الدوريات التي يقوم بها فوج الحدود البري الأول على طول المنطقة الحدودية.