وافق مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بالإجماع على التوصية المشتركة للجيش وجهاز الأمن بالامتثال لطلب الولايات المتحدة بالسماح بدخول شاحنتي وقود يوميا إلى قطاع غزة، بحسب ما نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر سياسي.
وأوضحت الصحيفة أن “هذا الوقود ضروري لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى الحفاظ على البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في القطاع”.
وقال المصدر إن “قرار مجلس الوزراء يمنح إسرائيل مساحة المناورة الدبلوماسية اللازمة لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس”.
ودخلت الجمعة، شاحنات وقود إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح من الجانب المصري، وفقا لما أكده مراسل “الحرة” في القاهرة.
وأفاد المراسل بدخول شاحنات محملة بنحو مئة وخمسين ألف لتر من الوقود، لتكون هذه المرة الثانية التي تسمح فيها إسرائيل بدخوله إلى القطاع، بعد فرض حصار مطبق منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي.
وقال المراسل إن هذه الدفعة موجهة إلى المستشفيات والمنظمات الإغاثية العاملة بالقطاع، ومنها الأونروا، خصوصا بعد توقف جهودها الإنسانية وقدرتها على استقبال وتوزيع المساعدات الإنسانية التي تدخل إليها.
وأعلن من جانب آخر، مدير شؤون الأونروا في غزة، توماس وايت، الخميس، عن توقف 76 بئراً ومحطتين رئيسيتين لمياه الشرب، بالإضافة إلى 15 محطة لضخ مياه الصرف الصحي عن العمل بسبب نفاد الوقود.
وأوضح وايت، في منشور على “أكس”، أن الآبار والمحطات توجد في المحافظات الثلاث الجنوبية لقطاع غزة، وهو ما يؤثر على نحو 100 ألف شخص.
أضاف أن عدم وجود وقود يعني نقص في مياه الشرب، وزيادة بنسبة 40% في حالات الإسهال لدى الأشخاص الذين لجأوا إلى مدارس الأونروا.
وأكد أن “مياه الصرف الصحي تتدفق في شوارع مدينة رفح بسبب نفاد الوقود من جميع مضخات الصرف الصحي”.
وقالت الأمم المتحدة إن الوقود الذي دخل إلى غزة، الأربعاء، عبر معبر رفح “ليس كافيا على الإطلاق” لتغطية احتياج القطاع من الوقود، لمواصلة الأنشطة المنقذة للحياة.
ذكرت في وقت سابق، الأربعاء، وسائل إعلام مصرية ومصدران أمنيان، أن شاحنة محملة بالوقود دخلت إلى قطاع غزة المحاصر، عبر معبر رفح الحدودي.
وقال شهود إن “شاحنتين أيضا اصطفتا في انتظار العبور بعد الشاحنة الأولى”، وفقا لما ذكرت وكالة رويترز.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت، الاثنين، من أنها ستضطر إلى وقف عملياتها في القطاع خلال 48 ساعة ما لم تتمكن من إعادة تزويد شاحناتها بالوقود لنقل المساعدات إلى أكثر من مليون شخص نزحوا داخل القطاع.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ترد إسرائيل منذ ذلك الحين، بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 11500 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة نحو 29 ألف شخص، إضافة إلى أكثر من 2700 مفقود تحت الأنقاض، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الأربعاء.
