أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، “تفاؤلاً معتدلاً” بإمكان توصّل إسرائيل وحماس لاتفاق حول إطلاق سراح قسم من الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية في غزة، مؤكداً أنه “طلب من إسرائيل أن تكون حذرة للغاية في عمليتها العسكرية في مستشفى الشفاء في القطاع”.
وخلال مؤتمر صحافي، في ختام قمة استغرقت أربع ساعات مع نظيره الصيني شي جين بينغ في وودسايد بولاية كاليفورنيا، قال بايدن رداً على سؤال عن مدى قرب التوصل لاتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن: “لا أريد أن أستبق الأمور لأنني لا أعرف ما الذي حدث في الساعات الأربع الماضية، لكن كان لدينا تعاون كبير من جانب القطريين”.
وأشار بايدن إلى “الهدنة التي وافق عليها الإسرائيليون قبل أن يقطع كلامه ويقول سأتوقف، لكنني متفائل باعتدال”.
ردّاً على سؤال حول العملية العسكرية التي نفّذها الجيش الإسرائيلي في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة، قال بايدن إنه “طالب إسرائيل بأن تكون حذرة للغاية في تحركاتها العسكرية في هذا المستشفى الأكبر في القطاع”.
قال: “دعوني أكن دقيقاً، لقد ناقشنا ضرورة أن يكونوا حذرين للغاية”.
قال بايدن إنه “أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن احتلال غزة سيكون خطأ كبيراً”.
ويتّهم الجيش الإسرائيلي وكذلك واشنطن حركة حماس باستخدام مستشفى الشفاء قاعدة لإدارة عملياتها العسكرية في القطاع، فيما تنفي الحركة ذلك.
هذا وقالت شبكة “سي إن إن” CNN إن “الرئيس الأميركي اتهم حركة حماس بارتكاب جريمة حرب من خلال إدارة ما تقول الولايات المتحدة وإسرائيل إنه مركز قيادة أسفل مجمع مستشفى الشفاء في غزة”.
قال بايدن خلال المؤتمر الصحافي: “الملابسات تشير إلى ارتكاب حماس أول جريمة حرب من خلال إخفاء مركز قيادة عسكري أسفل مستشفى. وهذه حقيقة، هذا هو ما حدث”.
أعادت إسرائيل اقتحام مجمع الشفاء الطبي بغزة، أمس الأربعاء، بعد ساعات فقط من الانسحاب منه.
قال التلفزيون الفلسطيني، إن “الوحدات الإسرائيلية اقتحمت المجمع من المدخل الجنوبي، وذلك بعد ساعات من انسحابها من داخل المجمع، وإن ظلت الدبابات تحاصر المجمع من الخارج”.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن “الوحدات الإسرائيلية لا تزال تحاصر المجمع بالدبابات والقناصة المنتشرين على المباني المحيطة به، إضافة إلى الطائرات المسيرة التي تحلق فوقه بشكل دائم”.
بحسب الوكالة الفلسطينية، “اعتقلت الوحدات الإسرائيلية عددا من النازحين وذوي القتلى والجرحى الموجودين داخل المستشفى بعد احتجازهم لعدة ساعات في الساحة، وما زالت تمنع إدارة المجمع من دفن القتلى الموجودين في الساحة”.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن “العثور على مركز قيادة عمليات وأسلحة ومعدات تكنولوجية داخل المجمع”،
مؤكداً على “استمرار العمليات ضد حماس”.
أشار الرئيس الأميركي إلى أن “الولايات المتحدة دعت إسرائيل لتوخي الحذر الشديد عند استهداف حماس بمنطقة المستشفى”
لكنه قال إن “ما تفعله مبرر”.
ووفق الأمم المتحدة، يوجد في المجمّع الطبي حوالي 2300 شخص بين مرضى ومقدّمي رعاية صحية ونازحين.
يشار إلى أن الولايات المتحدة، اتهمت الثلاثاء، حماس، استناداً إلى معلوماتها الاستخباراتية الخاصة باستخدام مستشفيات في غزة لتنفيذ عمليات عسكرية، خصوصاً مستشفى الشفاء.
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن “حركتي حماس والجهاد تستخدمان مركز قيادة ومراقبة انطلاقاً من مستشفى الشفاء في قطاع غزة”، حسب فرانس برس.
كما أضاف كيربي للصحافيين: “إنها جريمة حرب”.
في المقابل، نفت حماس الاتهامات التي وجهتها إليها الولايات المتحدة باستخدام مستشفيات في غزة لغايات عسكرية، مضيفة في بيان أن “هذه الأكاذيب هي بمثابة ضوء أخضر أميركي لارتكاب إسرائيل مزيداً من المجازر بحق المستشفيات”.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى الشفاء، فجر الأربعاء، حيث لا يزال داخله نحو 2300 شخص، وفقاً للأمم المتحدة، بينهم مرضى ونازحون، وذلك بعد معارك عنيفة في محيط المنشأة.
ثم انسحب من المستشفى في المساء، لكنه نشر دباباته حول المجمع الضخم.
غير أنه اقتحم المجمع مجدداً، ليل الأربعاء الخميس. وقال قائد القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان، إن “الجيش ينفذ عملية بمستشفى الشفاء”.