كشفت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أمس الأربعاء، تفاصيل الضربة الجوية التي استهدفت منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني شرق سوريا، مؤكدة أنها “تشكل رسالة لإيران، لتصبح هذه الضربة الأميركية الثاني في سوريا خلال ثلاثة أيام”.
في هذا السياق، قال مسؤول في البنتاغون أن “المنشأة المستهدفة في سوريا مخزناً للأسلحة وربما كانت تحوي صواريخ ومسيرات وذخائر تستخدم ضد قواتنا”.
أكد المسؤول أن “هدف الضربة هو تعطيل وتقليص قدرات الجماعات المسؤولة بشكل مباشر عن مهاجمة القوات الأميركية في المنطقة من خلال استهداف المنشآت المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني على وجه التحديد”.
أعلنت القيادة المركزية في القوات الأميركية “سنتكوم” عبر منصة “إكس”، عن “تنفيذها أمس الأربعاء، وللمرة الثانية خلال ثلاثة أيام ضربة استهدفت منشأة واحدة يستخدمها الحرس الثوري والجماعات الموالية له لتخزين الأسلحة في شرق سوريا”.
أكدت “سنتكوم” أنه “سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا ضد المسؤولين عن الهجمات وسنرد في الوقت والمكان الذي نختاره”.
قالت “سنتكوم” القيادة إن “المهمة تقع ضمن منطقة مسؤوليتها، ونشرت صورة في تغريدة أخرى ذكرت فيها أنها أطلقت قاذفة من طراز بي 1 لا نسير، ورافقتها مقاتلتان أميركيتان من طراز أف 16، ومقاتلة فرنسية من طراز ميراج”.
قال المسؤول في البنتاغون إن “ضربة أمس الأربعاء، استهدفت منشأة واحدة تابعة للحرس الثوري الايراني والمجموعات التابعة لها”.
أضاف “إجراءاتنا الدفاعية أثبتت فعاليتها في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها قواتنا ونظل قلقين بشأن احتمال التصعيد”.
تابع: “اننا نسعى إلى إيصال رسالة واضحة إلى إيران بأننا نحملها مسؤولية الهجمات على القوات الأميركية. ونتوقع أن تتخذ إيران إجراءات لتوجيه وكلائها للتوقف عن مهاجمتنا”.
وشدد على ان “الولايات المتحدة تتوقع من إيران اتخاذ إجراءات لتوجيه وكلائها بوقف الهجمات والرئيس الأميركي جو بايدن سيأمر بضربات إضافية إذا رأى ضرورة لذلك”.
ونوه إلى أنه “في ضوء التوترات الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس اتخذت الولايات المتحدة إجراءات إضافية للتواصل مباشرة مع إيران والمجموعات المتحالفة معها في العراق ولبنان لإيضاح بأن الخطوات العسكرية الأميركية لا تمثل تغييراً في التعامل مع النزاع بين إسرائيل وحماس”.
أضاف: “لا نية لدى الولايات المتحدة لتوسيع الصراع في المنطقة”.
وفيما يخص نتيجة الضربة، قال المسؤول إنه “لا نستطيع تأكيد تواجد إيرانيين في المنشأة لحظة استهدافها”.
قال: “أظهرنا مرة أخرى الليلة استعدادنا لاستخدام القوة العسكرية، ولا ينبغي لأحد أن يشكك في استعداد وزارة الدفاع وخياراتها للدفاع عن قواتنا بما يخدم مصلحتنا”.
وتابع: “استخدمنا قناة منع الاشتباك لإعلام الروس بشن الضربة”.
كما أشار المسؤول إلى أنه “ليس هناك تغييراً في موقفنا من الحرب بين إسرائيل وغزة”.
يذكر أن الولايات المتحدة أكدت مراًراً أن “تواجد قواتها في المنطقة لا علاقة له بالصراع الدائر بين إسرائيل وحماس”، ونوهت في مناسبات عدة إلى أن “قرارها برفع عدد القوات أتى لحماية القوات المتواجدة من الهجمات التي تشنها الجماعات الموالية لإيران والتي زادت حدتها منذ بدء الصراع”.
ونفذت الولايات المتحدة بين الحين والآخر ضربات انتقامية على القوات المدعومة من إيران في المنطقة بعد أن هاجمت القوات الأميركية.
وفي 26 تشرين الأول المنصرم، استهدفت القوات الأميركية منشأتين يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات التي يدعمها.
وتواجه القوات الأميركية في الشرق الأوسط تصاعداً في الهجمات على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس التي اندلعت بعدما نفذت الحركة هجوماً غير مسبوق من غزة في 7 تشرين الأول المنصرم، يقول مسؤولون إسرائيليون إنه “أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص”.
وترد إسرائيل بقصف على قطاع غزة أدى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وينتشر حوالى 2500 عسكري أميركي في العراق وحوالي 900 عسكري في سوريا في إطار تحالف ضد تنظيم “داعش”.