ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الخميس، نقلا عن 7 ضباط عسكريين و3 مسؤولين إسرائيليين لم تكشف عن هويتهم، أن “العسكريين والسياسيين في البلاد منقسمون” بشأن التوغل البري في قطاع غزة، رغم جاهزية الجيش.
وقال هؤلاء الأشخاص الـ10، إن “تأجيل التوغل البري الإسرائيلي لقطاع غزة، يهدف إلى منح المفاوضين مزيدا من الوقت لمحاولة تأمين إطلاق سراح المختطفين من قبل حركة حماس في القطاع”.
وذكرت الصحيفة أن “القادة السياسيين والعسكريين مختلفون حول كيفية التوغل، ومتى يجب أن يكون، وحتى إذا ما كان التوغل ضروريا للرد على هجمات حماس”.
وتحتشد القوات الإسرائيلية على حدود القطاع، وهي جاهزة للتحرك متى ما طلب منها ذلك. ويشعر القادة الإسرائيليون أن التوغل البري “يمكن أن يدخل الجيش في حرب مدن صعبة داخل غزة”، وفق الصحيفة.
ويخشى آخرون “نشوب صراع أوسع نطاقا، حيث من الممكن أن تطلق جماعة حزب الله اللبناني صواريخ بعيدة المدى باتجاه المدن الإسرائيلية”.
كما أن هناك جدل حول “ما إذا كان سيتم تنفيذ التوغل البري من خلال عملية واحدة كبيرة، أو سلسلة من العمليات الأصغر”، ثم هناك أسئلة حول “من سيحكم غزة” بعد التخلص من حماس.
وتسيطر حركة حماس المصنفة على قائمة الإرهاب على قطاع غزة منذ عام 2007، لكن القادة الإسرائيليين، الذين تعهدوا بالانتقام من حماس بسبب هجومها في السابع من تشرين الأول، “لم يتفقوا بعد على كيفية القيام بذلك، على الرغم من أن الجيش قد يتحرك الجمعة”، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
ويعتقد محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، “يشعر بالقلق من إعطاء الضوء الأخضر من جانب واحد؛ لأنه مع تراجع ثقة الجمهور في قيادته بالفعل، فإنه يخشى أن يتم إلقاء اللوم عليه إذا فشلت العملية البرية”.
وقال رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي يوهانان بليسنر، وهي مجموعة بحثية مقرها القدس: “كل المؤشرات تشير إلى أنه سيحاول البقاء”.
ورفض مكتب نتانياهو التعليق على هذا التقرير، وأحال أحد المراسلين بدلا من ذلك إلى خطاب ألقاه، ليلة الأربعاء، ووعد فيه بـ”تدمير حماس”، دون وصف طريقة أو توقيت مثل هذه العملية.
وقال نتانياهو في الخطاب: “لقد حددنا هدفين لهذه الحرب: القضاء على حماس من خلال تدمير قدراتها العسكرية والإدارية، وبذل كل ما في وسعنا لإعادة الرهائن إلى الوطن”.
أضاف: “نحن نستعد للتوغل البري. لن أذكر متى أو كيف أو كم عددها، أو الاعتبارات العامة التي نأخذها في الاعتبار، والتي معظمها غير معروف للجمهور”.
يعتبر هذا الغموض وبحسب تقرير “نيويورك تايمز”، فإن ” يعكس الانقسامات في مجلس الوزراء، حول ما إذا كان يجب السماح بتوغل بري كامل لغزة، مما قد يدفع القوات البرية إلى معركة حضرية شاقة ضد الآلاف من مسلحي حماس المختبئين داخل شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض”.
وأشار تقرير الصحيفة الأميركية، إلى أن الوزراء الإسرائيليين “يدرسون أيضا خطة أقل طموحا، تتضمن عدة عمليات توغل محدودة، تستهدف جزءا صغيرا من الجيب الساحلي الفلسطيني في كل مرة”.
وقال أحد كبار المشرعين في الكنيست من حزب الليكود داني دانون، الحزب اليميني البارز الذي يتزعمه نتانياهو، إن لديهم “حكومة ذات آراء مختلفة”.
أردف دانون، وهو عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي: “قد يقول البعض إن علينا أن نبدأ – وبعد ذلك يمكننا التفكير في المرحلة التالية”.
تابع: “لكننا كقيادة وكرجال دولة، علينا أن نحدد الأهداف، ويجب أن تكون واضحة للغاية. لا ينبغي أن تكون (تلك الأهداف) غامضة”.