تعهدت لجنة التنسيق اللبنانية-الفرنسية “بالتعاون مع شركائها في الاغتِراب اللُّبناني، انتفاضة 17 تشرين الاستمرار في رفع مطالبها، والدفاع عن أهدافها”. باعتبارها “فرصة تاريخية لاستعادة الكرامة والتأسيس لبناء دولة العدالة والمواطنة” في مواجهة “تحالف المافيا والميليشيا الذي عمل طيلة السنوات الاربعة الماضية على إسكات كل صوت معترض، من خلال القمع والترهيب”.
جاء ذلك في بيان اصدرته اللجنة في بيروت وباريس في وقت واحد وقصدت بان يكون نداء وجهته إلى اللبنانيين في الذكرى السنوية الرابعة لانتفاضة 17 تشرين وجاء فيه:
أيُّها اللبنانيون في الوطن والاغتراب، تحل الذكرى الرابعة لانتفاضة 17 تشرين، ووطننا يجتاز مرحلة هي من بين الأصعب والأخطر في تاريخه . إضافة إلى تفتت المؤسسات، واستشراء الفساد، والممارسات الخبيثة التي تؤدي إلى إفقار الشعب وتهجير شبابه وبناته، هناك من يحاول جر لبنان إلى حرب مدمرة مع اسرائيل ستؤدي للقضاء على ما تبقى من سيادة الدولة وتدمير البشر والحجر.
إذا كانت انتفاضة 17 تشرين قد شكلت في حينها فرصة تاريخية لاستعادة الكرامة والتأسيس لبناء دولة العدالة والمواطنة، فإن تحالف المافيا والميليشيا عمل طوال الأربع سنوات الماضية على إسكات كل صوت معترض، من خلال القمع والترهيب وحرف اهتمامات الناس وحصرها في السعي للحصول على النذر اليسير من الماء والكهرباء والخبز والدواء. إنَّ التحالف الجهنمي بين منظومة سياسية فاسدة وميليشيا مسلَّحة غير شرعيَّة بأجندة غير لبنانيَّة، تحاول محو تلك الانتفاضة من ذاكرة اللبنانيين، والقبض على كل مؤسسات الدولة وآخرها الفراغ في سدّة الرْئاسة حيث يستغله حزب الله مع حلفائه لفرض انتخاب رئيس للجمهورية خاضع لخياراته. كما أنّ منع الجيش اللبناني من القيام بمهامه في مراقبة الحدود ومنع التهريب، أدى إلى طوفان النزوح السوري فيما يشبه الاجتياح .
أيُّها اللبنانيون في الوطن والاغتراب،
رغم نجاح منظومة السلاح والفساد نسبيًا في ترهيب المنتفضين وسحبهم من الشوارع والساحات واختلاق نزاعات طائفية ومناطقية وسياسية، إلا ان انتفاضة 17 تشرين حققت إنجازًا هو الأبرز في تاريخ لبنان المعاصر، فجاءت عابرة للطوائف والمناطق والفئات الاجتماعية مما أعطاها بعداً وطنيًا أسهم في نزع الشرعية التمثيلية عن أركان السلطة. كما أدّى الاغتراب اللبناني دوره كاملًا في رفع مطالب المنتفضين في عواصم العالم ومساندتهم سياسيًا وماديًا لدعم تحركاتهم وصمودهم. ولعل الإنجاز الأبرز للمغتربين اللبنانيين تمثل بالنجاح في إيصال عدد من النواب المستقلين والتغيريين السياديين إلى البرلمان في انتخابات عام 2022.
إن لجنة التنسيق اللبنانية-الفرنسية بالتعاون مع كُلّ شركائها في الاغتِراب اللُّبناني، تعاهد انتفاضة 17 تشرين الاستمرار في رفع مطالبها، والدفاع عن أهدافها، وتؤكد في هذا الظرف الدقيق تكثيف اتصالاتها بالدول الصديقة وفي طليعتها فرنسا، لتجنيب لبنان حربًا لا مصلحة له فيها ، بل تخدم مشاريع الهيمنة على لبنان والإقليم من قبل ايران وحزب الله.
عاشت انتفاضة 17 تشرين المجيدة. حمى الله لبنان.