شارك عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي في مؤتمر المدارس الكاثوليكية السنوي التاسع والعشرين، الذي انعقد في مدرسة سيدة اللويزة في ذوق مصبح، تحت عنوان “التربية المتكاملة… قوة تغيير المجتمع” بدعوة من اللجنة الاسقفية والامانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان.
وأكد حبشي في مداخلة له أن التعليم سعى دائماً إلى تطوير الشخصية الإنسانية بأكملها، منذ العصور اليونانية القديمة الى يومنا هذا. ووفقاً لفرانسوا كزافييه كليمانFrançois-Xavier Clement فإن التحدي الرئيسي للتعليم المتكامل هو القدرة على التمييز بين المهم مثل النجاح في العام الدراسي، والضروري مثل بذل الذات والتواضع، والمقدس مثل احترام حياة الانسان وكرامته.
وأضاف أن التعليم المتكامل هو عملية تعليمية تأخذ بعين الاعتبار جميع العناصر التي تساهم في نمو الطفل الجسدية والعاطفية والعقلية. وهو مفهوم يهدف إلى تطوير جميع أبعاد الإنسان، والفكرة الاساسية التي تقوم عليها هي أن كل طفل لديه إمكانات فريدة يجب دعمها وتحقيقها. وبالتالي هو يقدم نفسه كنموذج تعليمي جديد يسمح بدمج المتعلّم في المجتمع.
وتابع: “كوهن Kuhn يعرّف هذه الفكرة بأنها تتوافق مع تنظيم المبادئ المشتركة التي تشكل نظرية ناتجة عن ثورة علمية. ومع ذلك، فإن الثورة مهما كانت علمية، تفترض مسبقًا فكرة الازمة التي حددها اندريه بيجين André Bejin وادغار مورين Edgar Morin بأنها تحدد لحظة الحقيقة لنظام متأرجح. وإذا طبقنا هذا التعريف للأزمة على عالم التعليم، نجد أن النظام المتعثر ليس سوى نظام التعليم التقليدي، الذي يقتصر على نقل المعرفة والتخصصات على حساب تكوين الشخصية والثقافة العامة. بينما التعليم التكاملي يضع الإنسان في المركز ويهدف هذا النموذج التعليمي الجديد إلى تكوين مواطن ذكي، يُظهر حكمًا شخصيًا عميقًا، قادرًا على تمييز الخير من الشر، وله حرية اختيار الخير لنفسه وللآخرين، ويهدف إلى تدريب المواطن المنخرط في مجتمعه، وجعله مواطن راضٍ ومتوازن وقادر على إقامة علاقات إيجابية وإدارة عواطفه”.
وختم حبشي مداخلته بتحديد ثلاثة محاور لما سبق، الأول معرفي، والثاني هو المدني والثالث هو الاجتماعي العاطفي.