ظاهر الأمور انه تم احتواء حادثة تدهور شاحنة السلاح التابعة لـ “الحزب”، عند كوع الكحالة، إنما بقي مصير سلاح هذه الشاحنة معلقاً بانتظار أن تهدأ الأمور والانفعالات التي يمكن ان تنفجر سياسيا خلال الجلسة التشريعية لمجلس النواب المقبلة، وجلستي مجلس الوزراء الأربعاء والخميس لاستكمال مناقشة مشروع الموازنة العامة.
“الحزب” وعلى لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، دعا الى التحقيق بدقة ومعاقبة الذين حاولوا “أخذ البلد الى الهاوية”. وقال في تصريح له، ان الذي حصل في الكحالة هو محاولة احداث فتنة في البلد، واصطناع قضية ليست موجودة بالأصل، ولا يمكن ان تؤدي الى ما قالوه..
الراهن ان البلد مازال على طريق الهاوية التي أشار اليها الشيخ قاسم، بحكم التفكك الحاصل في مؤسسات الدولة، من رأس الهرم الى القاعدة، وليس ما يحمل على التفاؤل الذي يربطه البعض بعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان في أيلول المقبل، وعلى جدول زيارته تجديد المساعي للتوافق على اسم رئيس الجمهورية، بغية وقف انحلال الدولة الحاصل، وذلك يكون من خلال تسوية حقيقية متوازنة وليس تسوية وهمية كما درجت العادة.
لكن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاآني سبق المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لو دريان الى بيروت، مع لفت النظر الى ان حادثة “كوع الكحالة” أتت بعد الزيارة التي تخللتها لقاءات مع قيادة “الحزب”.
وتعتقد المصادر المتابعة، في تصريح لـ”الانباء الكويتية”، ان زيارة قاآني تتعلق بمشروع وحدة الساحات الذي تطرحه إيران، والذي يعني السيطرة على المخيمات الفلسطينية في لبنان. وهذا المشروع الذي كان ربما وراء احداث مخيم عين الحلوة الدامية. وتضيف المصادر ان الوضع في المخيم مستقر لكن القلق يساور الناس، بعد المستجدات الإقليمية المتسارعة، وقياسا على توقيت الاشتباكات بعد اجتماع المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية بين “فتح” و”حماس”، في مدينة “العلمين” المصرية، والذي غابت عنه الفصائل القريبة من “الحزب” وبالتالي إيران، وأبرزها “الجهاد الإسلامي”، ومثلها ربما الاجتماع الفلسطيني – الأردني – المصري أمس الأحد.