أبدت مصادر سياسية خشيتها من ردات الفعل وتدهور الأوضاع، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف كوادر من الجهاد الإسلامي وابرياء في قطاع غزة، وإمكانية تمدد التصعيد الإسرائيلي، ليطال المناطق المحاذية لإسرائيل، وتحديدا جنوب لبنان، وما يمكن ان يجره من تداعيات ومخاطر، تنسحب على الداخل اللبناني، وتزيد من التصادم السياسي الداخلي حول ملف الانتخابات الرئاسية وتداعياته السلبية على الوضع اللبناني المتردي أساساً.
وتعزو المصادر لـ”اللواء”، مخاوفها من التصعيد والتأزم المحتمل للعدوان الإسرائيلي الى جملة عوامل ابرزها، اختيار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، توقيتا حساسا جدا، يتزامن مع قرار الجامعة العربية بإعادة سوريا إليها مؤخرا، وثانيا حصول الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية لأول مرة بمعزل عن الدول الغربية الداعمة لإسرائيل وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية، اما لاختبار ردات الفعل الإيرانية باعتبار الجهاد الإسلامي تلوذ بالفلك الإيراني، ومدى مخاطرها، في حال استهداف المفاعلات النووية الإيرانية لاحقا، ولإرسال رسالة اعتراض للمملكة، مفادها رفض إسرائيل لمثل هذه الاتفاقات التي تعيق خطط إسرائيل للاستكمال تطبيع علاقاتها مع الدول العربية ولاسيما بالخليج العربي.
اما العامل الثالث والمهم، فهو شدشدة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بعدما ترهلت بفعل الاعتراضات والانقسام على التعديلات المقترحة على صلاحيات السلطة القضائية، وبداية تفسخ الحكومة الإسرائيلية، وإعادة تجميع القوى السياسية وراء الحكومة المتطرفة، من خلال تكبير حجم المخاطر والتحديات التي تواجه إسرائيل، وهو ما كانت تلجأ اليه الحكومات الإسرائيلية للخروج من مأزقها الداخلية باستمرار.