لم يتسلٌّم المحقق العدلي في تفجير المرفأ، القاضي فادي صوّان، بعد، تقارير الخبراء الفرنسيين والبريطانيين والأميركيين الذي أتوا إلى لبنان للمساعدة في التحقيق في انفجار محتويات العنبر الرقم 12 في مرفأ بيروت يوم 4 آب 2020.
أنهى المحققون الغربيون ما جاؤوا من أجله ثمّ غادروا. أبلغوا القضاء والأجهزة الأمنية بتقديرات وخلاصات أولية لمعاينتهم مسرح الجريمة، واعدين بتقارير تفصيلية يُرتقب صدورها في غضون أسابيع. وقد حدّدوا مدة شهرين منذ مغادرتهم التي تمت قبل نحو أسبوعين. حصلت «الأخبار» على خلاصة محاضر الاجتماعات التي عقدها خبراء من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي مع أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية. أحد الاجتماعات ضمّ خبراء متفجرات في فرع المعلومات وعضو فريق الـFBI، خبير المتفجرات كريستوفر ريغوبولوس، ترافقه مسؤولة مكتب الـ FBI في السفارة الأميركية في بيروت. وعُقد اجتماعٌ ثانٍ بحضور عضو آخر في فريق مكتب التحقيقات الفيدرالية.
خلاصات المحاضر التي حصلت عليها "الأخبار" لا تكشف مساهمة كبيرة من الـ"FBI" في التحقيقات، بقدر ما أن المحققين الأميركيين وافقوا على الخلاصات التي توصل لها المحققون اللبنانيون، كما على استنتاجاتهم. في اللقاءين، اعتبر ريغوبولوس أنّ موقع إهراءات القمح تكفّل بحماية نصف بيروت من الدمار، لكونها شكّلت ساتراً ارتدّ عصف الانفجار عليه.
واستدلّ على ذلك من كون شعاع الدمار خلف الإهراءات أقل بكثير من الشعاع في باقي الاتجاهات. وأبلغ الخبير الأميركي الضباط اللبنانيين أنّه اتصل بالمكتب المركزي في الولايات المتحدة الأميركية حيث يُجري زملاؤه دراسات بيّنت وجود مواد مشتعلة كفيول تُضاف إلى نيترات الأمونيوم لتحوّلها إلى (Ammonium Nitrate Fuel Oil) الأشدّ انفجاراً. وردّاً على سؤال الضباط اللبنانيين عن تقديره لقوة الانفجار لتحديد كمية المواد التي انفجرت إذا ما كانت 2755 طنّاً فعلياً، أجاب بأنّ الاعتقاد السائد عن أنّ نيترات الأمونيوم لا تنفجر من دون مواد أخرى تضاف إليها هو اعتقاد خاطئ. عندها سُئل عن قدرة المفرقعات على تشكيل موجة الصدم الأولية استناداً إلى معطيات فنية تُفيد بأنّ المفرقعات المكدّسة تُحدث موجة صدم شبيهة بمتفجرات RDX، فأجاب بأنّ ذلك صحيح، كاشفاً أنّ مادة الـ Flash powder التي تدخل في تركيب المفرقعات النارية تُحدث هذه الموجة الكافية لتفجير نيترات الأمونيوم في حالتها الخام. واعتبر أنّ تكديس النيترات يؤدي إلى انفجارها بشكل كُلّي.
وتحدث الخبير الأميركي عن تفجير "أوكلاهوما سيتي" الذي استعملت فيه متفجرات من مادة ANFO (نيترات الأمونيوم مع فيول) ووضعت العبوة بطريقة ممددة، كما عن الأضرار التي أحدثتها، معتبراً أنّها شبيهة بطريقة تمدد نيترات الأمونيوم في العنبر الرقم 12. ورأى أن موجة العصف الصدمية الناتجة عن الانفجار صدرت بطريقة متقطعة، الأمر الذي يفسر التواء المعادن من جراء موجة العصف.
أثناء الاجتماع، قدّم الضباط اللبنانيون شرحاً تفصيلياً لتسلسل الأحداث بداية أعمال الصيانة من تلحيم للأبواب إلى الانتهاء ومغادرة العمال، ثم تلقي فوج الإطفاء البلاغ عن وجود حريق داخل العنبر ووصولهم الى المرفأ وقيامهم بفتح باب العنبر ما سبّب اشتداد النيران عن طريق دخول كميات كبيرة من مادة الأوكسجين، وصولاً الى حصول الانفجار. وعُززت الراوية المقدمة بصور وفيديوات متداولة في حينه.
لقؤاءة المقال كاملاً اضغط هنا.