لبنان ضحية إهمال المسؤولين وغبائهم!

لبنان ضحية إهمال المسؤولين وغبائهم!
لبنان ضحية إهمال المسؤولين وغبائهم!
بيروت الجريحة عاجزة حتى عن الصراخ. فقط صوت الانين يصل الى السماء. جرح اعمق من كل الجراح حوّلها في دقائق الى مدينة منكوبة. على حصيلة من عشرات الضحايا والآف الجرحى ودمار لا يحصى نامت بيروت، وهي العاصمة التي لا تنام.  

بدأ هول الكارثة يتضح في وضح النهار. هل هي قنبلة نووية ضربت بيروت؟ لم يستوعب اللبنانيون حتى الساعة ما الذي يحصل لهم. ألا يكفيهم ما يمرون فيه من ازمات في هذه الايام؟  

من يتحمل مسؤولية الاهمال الذي حوّل بيروت الى مدينة اشباح، فدّمر المرفأ واهراءات القمح وشركة الكهرباء ومئات لا بل الآف المباني الرسمية والخاصة؟ من يستطيع ان يمحي آثار ما بعد حصول الانفجار؟ هل مكتوب على بيروت ان تستمر في تلقي الضربات، الواحدة تلو الاخرى من دون رحمة ومن دون حتى الحق في طلب الاستغاثة؟ 


كيف نبرر للبناني المطعون مرات حتى الآن في لقمة عيشه وماله واقتصاده ومستقبله والقابع في منزله بسبب خطر فيروس الكورونا هذه الضربة التي فاقت بحجمها كل الضربات ووصلت اليه حتى في غرفة نومه، حيث ينتظر الفرج من فيروس قاتل قرر ان يتوسع وينتشر على رغم كل الاجراءات المتخذة؟ 

نسي اللبناني هموم الكورونا لان ما اصابه هذه المرة لم يكن فيروس كورونا قادرا على الوصول اليه.  

الكارثة حطمت البشر والحجر. ضربت في كل مكان. كل لبناني في اي منطقة شعر بها وكأنها خاصة بمنطقته، ووصلت شظاياها الى مناطق بعيدة، شعروا بها في كل ضواحي بيروت، ولكن ايضا في الجبل والجنوب، ساوت في المصيبة بين الساحل والجبل.  

وللآسف ان الاهمال هو الذي سبّب هذه الكارثة في حق اللبنانيين، الذين بات لسان حالهم: "كلما داويت جرحا سالت جراح". 

آخر رواية عن اسباب الانفجار تفيد بوجود اطنان من مادة النيترات مخزنة منذ مدة في العنبر الرقم 12 في مرفأ بيروت. من خزّن هذه المادة في المرفأ؟ ولماذا بقيت هناك على رغم كل المحاذير وعلى رغم كل التقارير التي تفيد عن حجم الاضرار التي تسببها هذه المادة القابلة للاشتعال في الحرارة كما في الرطوبة؟  

ماذا نقول للبنانيين اليوم؟ كيف سنبرر الاسباب التي دعت الى ابقاء هذه المادة لغما مشتعلا في قلب عاصمتهم التي لم تعد تعرف كيف تعد الضربات؟ ماذا سيقول لهم المسؤولون؟ ماذا سيقول رئيس الحكومة هذه المرة ومن سيتهم؟ كيف سيمسح الخوف والهلع من عيون الاطفال والشيوخ والنساء والرجال الذين فاجأتهم هذه الكارثة في المنازل وعلى الطرقات؟ ماذا سيقولون للبناني الذي يئن من الوجع واليأس القاتل المرسوم في عينيه؟ 

من كان على علم بوجود هذه الاطنان من النيترات؟ ولماذا لم يتم تلفها من قبل؟ هل يعقل اننا لا نزال غير واعين تماما لضرورة حماية شعبنا وصون امنه وحياته ولقمة عيشه؟ الا يستحق اللبناني ان يعيش في سلام وامان، اذا لم يكن العيش في بحبوحة ممكنا في هذه الايام؟ الا يستحق اللبناني الاهتمام من قبل حكومته ومن قبل المسؤولين غير المسؤولين؟  

للاسف، بعيدا من المؤامرة الكونية التي يتحدث عنها المسؤولون والتي تستهدف لبنان برأيهم، فان اللبنانيين في الدرجة الاولى ضحية اهمال المسؤولين فيه، الذين يتناتشون الحصص والمغانم ويتركون الشعب فريسة للقهر والوجع والموت على قارعة الطرقات.  

وبعد، ألا تؤمنون معي بأن الدنيا وجوه وأعتاب؟ هل هناك مصائب يجب أن تحل باللبناني في عهد هذه الحكومة المشؤومة؟ هل يُعقل أن تداوى جراح اللبنانيين بالأعشاب، وهل يُعقل أن يستمر المسؤولون غير المسؤولين متربعين على كراسيهم؟ 

الأ يجدر بهؤلاء أن يستقيلوا على الأقل إحترامًا للدماء التي سالت وللخراب الذي حلّ ببيروت المنكوبة؟ 

ألا يجدر بهم أن ينضبوا وألا يفرجونا صورة وجههم. كفى اللبنانيين ما عانوه على أيدي هذه الحكومة. 

إرحلوا، كبيركم قبل صغيركم قبل أن تدخلوا مزبلة التاريخ. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار معرفي بسبب قرارته “المريعة”