صحيفة النهار:
صعوبات تعترض "التحالف الثلاثي"… ومهمة "مكتومة" لساترفيلد
انتقل الاستحقاق الانتخابي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى يريفان عاصمة أرمينيا التي شكلت المحطة الثانية في جولته الخارجية الحالية بعد بغداد اذ حضّ عون ابناء الجالية اللبنانية هناك على المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة. وتجدر الاشارة الى أن في ارمينيا جالية لبنانية كبيرة تسجل منها 311 لبنانياً فقط للاقتراع في الانتخابات المقبلة وسيقام لهم صندوق اقتراع في يريفان. ودعا رئيس الجمهورية ابناء الجالية، لدى لقائه إياهم، الى ممارسة حقهم في الانتخاب، إما في لبنان وإما في أرمينيا ان كانوا قد تسجلوا ضمن المهلة المحددة. وقال لهم:" لبنان يغتني بكم، واللبنانيون من أصل أرمني أثّروا ايجاباً في لبنان على مختلف الصعد، الاقتصادية والسياسية والثقافية". واشار الى ان اللقاء مع اللبنانيين خلال زياراته للخارج صار تقليداً يحبه كثيراً، وحجم الانتشار اللبناني في العالم يؤكد ما سبق له ان قاله من "ان لبنان بلد كوني ".
لكن المعطيات الداخلية المتصلة بالتحالفات الانتخابية واعلان اللوائح تشير بوضوح الى ان صعوبات كبيرة لا تزال تعترض بلورة الصورة الاجمالية للمعارك الانتخابية والمنافسات في مختلف المناطق نظرا الى تريث بل تباطؤ القوى السياسية والحزبية الكبيرة في انجاز مشاوراتها الحاسمة حول التحالفات واماكنها المحتملة، الامر الذي يتوقع ان يتمدد معه الغموض الذي يكتنف المشهد الانتخابي الكبير.
وتحدثت مصادر على خط الاتصالات بين الافرقاء السياسيين في الملف الانتخابي، عن استمرار البلبلة وعدم الوضوح في ضوء تضارب الحسابات بين الافرقاء حول ما ينتظرون من نتائج الانتخابات. وبدا حتى الان انه، الى ثبات التحالف الثنائي الشيعي، ثمة ثابتة أخرى هي التحالف بين "تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي، وثابتة ابتعاد حزب الكتائب عن الدخول في تحالفات مع اي فريق آخر لاعتبارات عدة ليس أقلها عدم الود القائم بين الحزب ومجموعة من الافرقاء الآخرين، في حين تبدو كل التحالفات الاخرى مضعضعة الى حد كبير. لكن ابتعاد الكتائب عن التحالفات المحتملة يبدو العنصر الابرز في سياق التطورات الاخيرة، علماً ان وفداً من الحزب التقدمي الاشتراكي زار رئيس الكتائب النائب سامي الجميل في الساعات الاخيرة ولكن لم يصدر ما يوحي بامكان التوافق على تحالف بين الجانبين في عاليه خصوصا لجملة اعتبارات تتصل بعلاقة التقدمي مع الافرقاء المسيحيين.كما ان الساعات الاخيرة شهدت محاولات جدية لبت امكان قيام تحالف ثلاثي بين "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" وتولى التحرك المكوكي في الاتجاهين وزير الاعلام ملحم الرياشي. وبدا من المعطيات المتوافرة عن هذين التحركين انهما لم يحسما بعد ايضا الاتجاهات النهائية للتحالفات، وان ثمة شكوكاً ليست قليلة في امكان توصل الافرقاء الثلاثة الى تحالفات في مناطق عدة.
"سيدر" والموازنة
وسط هذه الاجواء اتخذت الاتصالات والاجتماعات التي تشهدها السرايا الحكومية تحضيراً لمؤتمرات الدعم الدولية للبنان طابعاً كثيفاً بحيث يحرص رئيس الوزراء سعد الحريري على ايلاء هذه الاستعدادات الاولوية ومنها استعجال اجتماعات اللجنة الوزارية لدرس مشروع موازنة 2018 وانجازه في اسرع وقت. وكانت الاستعدادات لمؤتمر سيدر -1 (باريس 4) في السادس من نيسان المقبل محور لقاء أمس جمع الحريري والسفير المنتدب من الرئاسة الفرنسية بيار دوكان المكلف الاعداد للمؤتمر بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية ومستشار الحريري نديم المنلا. وأوضح الموفد الفرنسي "اننا في مرحلة وضع اللمسات الاخيرة على لائحة المدعوين"، نافياً وجود شروط على لبنان "بل هناك حوار حول السياسات العامة واشارات يجب اعطاؤها قبل الانتخابات، خصوصاً ان هناك أموراً يجب القيام بها بعد الانتخابات كالاصلاح في قطاع الطاقة". كما التقى الموفد الفرنسي وزير المال علي حسن خليل وجرى عرض للتحضيرات الجارية لمؤتمر سيدر -1.
وشدد الموفد على أن تتم الاصلاحات قبل الذهاب الى المؤتمر نظراً الى الانعكاس الايجابي على لبنان. ووصف اجتماعه بخليل بأنه كان "في غاية الاهمية بحيث اطلعنا منه على الرؤية الاستراتيجية للمالية العامة وعرضنا معاً للتحضيرات الجارية لمؤتمر سيدر".
وساطة ساترفيلد
الى ذلك، عاد أمس نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت من اسرائيل في اطار الوساطة المكوكية التي يتولاها بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي في شأن الحدود البحرية وملكية البلوك 9.واجتمع على التوالي بكل من وزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزف عون والرئيس الحريري. ووسط تكتم لبناني واميركي على طبيعة الطروحات التي عاد بها ساترفيلد الى بيروت حول النزاع الحدودي البري والبحري، نسبت وكالة "رويترز" الى مصدر كبير في الحكومة اللبنانية أن جعبة ساترفيلد خلت من أي خطط جديدة وأن المحادثات لا تزال تدور حول "خط هوف" في إشارة إلى خط ترسيم للحدود البحرية اقترحه الدبلوماسي الأميركي فريدريك هوف عام 2012 ويتضمن حصول لبنان على نحو ثلثي مساحة مثلث مائي متنازع عليه مساحته نحو 860 كيلومتراً مربعاً ومنح نحو الثلث لإسرائيل. وقال مصدر في وزارة الخارجية إن ساترفيلد ناقش مسألة المنطقة محل النزاع وكيفية حفاظ لبنان على حقوقه وعدم تأثر عمليات الاستكشاف والتنقيب. وقالت "وكالة الانباء المركزية" نقلاً عن أوساط الخارجية أن البحث تركز على قاعدة الحفاظ على حقوق لبنان، وأن باسيل لم يطرح اي تنازل، بل ان الحديث تناول كل ما يحفظ حقوق لبنان وحرصه على ألا تتأثر عمليات التنقيب. وفي ما خص البلوك 9، أوضحت أن لبنان أكد موقفه الثابت أن لا تنازل او اعادة نظر فيه. وأضافت ان الديبلوماسي الاميركي عاد بطرح جديد من تل أبيب، الا انها اشارت الى انه "لا يمكننا الحديث عن تقدم او تراجع ".
وغادر ساترفيلد لبنان ليلا وترددت معلومات انه توجه الى جنيف.
وقالت السفارة الأميركية في لبنان إن ساترفيلد "يواصل الحوار" في شأن قضايا إقليمية ومساعدة لبنان على تنمية موارده بالاتفاق مع جيرانه.
صحيفة المستقبل:
لبنان "ثابت على الإحداثيات" النفطية.. وفرنسا مرتاحة لخطوات الحكومة تحضيراً لمؤتمر "سيدر" لوائح "المستقبل": الأولوية للناس لا للتحالفات
على وقع توالي طلبات الترشيحات إلى وزارة الداخلية والبلديات وبلوغها حتى الأمس 90 طلباً مع ارتفاع تصاعدي لبورصة المرشحين كلما اقتربت ساعة إقفال باب الترشح ليل السادس من آذار، تتسارع الاجتماعات والاتصالات على أكثر من خط بيني ومتقاطع في صفوف الأحزاب والتيارات السياسية تمهيداً لبلورة خارطة الترشيحات النهائية في بيروت والمناطق، بينما "طبخة" التحالفات لا تزال قيد النضوج على نار تشاورية هادئة بين مختلف الأفرقاء، وسط قاعدة رئيسية تحكم آلية إعداد لوائح "تيار المستقبل" لاستحقاق السادس من أيار إعلاءً لأولوية صوت الناس فوق أي مصلحة انتخابية أخرى حسبما أكد الرئيس سعد الحريري أمس قائلاً: "الناس تتعطش للتغيير، ولذلك لوائح "المستقبل" ستشمل تمثيلاً مميّزاً للشباب والمرأة وسنقوم بكل ما يخدم مصلحة أهلنا والتيار والمناطق التي نمثلها بغض النظر عن تحالفاتنا السياسية"، مع تشديده في الوقت عينه على أهمية "الاستقرار السياسي والأمني في سبيل تحقبق الازدهار الاقتصادي".
وعلى الطريق نحو تثبيت الاستقرار وصولاً إلى الازدهار، تتواصل الاستعدادات والتحضيرات اللبنانية والفرنسية لانعقاد مؤتمر "سيدر" في باريس مطلع نيسان المقبل، وهو ما شكّل أمس محور المحادثات التي أجراها "سفير الإليزيه" بيار دوكازن في بيروت حيث عبّر عن ارتياح باريس للخطوات التي تتخذها حكومة "استعادة الثقة" عشية انعقاد المؤتمر. وإثر اجتماعه في السراي مع رئيس مجلس الوزراء، أوضح السفير المنتدب من قبل الرئاسة الفرنسية والمكلف الإعداد والتنسيق مع الحكومة اللبنانية تحضيراً لـ"سيدر"، أنّ هذا المؤتمر "مخصّص لتطوير لبنان على المديين المتوسط والبعيد وبشكل خاص (معالجة) العجز الذي يعاني منه في البنى التحتية الاجتماعية بما يُشكل عائقاً أمام الاقتصاد"، معوّلاً في هذا السياق على اجتماع 6 آذار التحضيري في السراي ومبدياً ارتياح المجتمع الدولي لإنجاز الحكومة موازنة العام الماضي والتحضير لإقرار موازنة العام الجاري، وقال: "هذه خطوة أظهرت من خلالها الحكومة أنها تسير في الاتجاه الصحيح وليس هناك أدنى شك أنها ستستمر بذلك"، لافتاً انتباه الدول التي قد تغيب عن المشاركة في مؤتمر "سيدر" إلى أنها "ستخسر فرصة مساعدة بلد يُشكل الاستقرار فيه مسألة مهمة للمنطقة والعالم". في وقت شدد الموفد الرئاسي الفرنسي بعد لقائه وزير المالية علي حسن خليل على ضرورة "إدخال إصلاحات على الوضع المالي بمشاركة القطاعين العام والخاص قبل مؤتمر "سيدر" نظراً للانعكاس الإيجابي لذلك على لبنان"، واصفاً اجتماعه مع خليل بأنه "في غاية الأهمية" خصوصاً أنه تطرق إلى "الرؤية الاستراتيجية للمالية العامة".
وكان الحريري قد أعرب عن حماسة الحكومة لانعقاد مؤتمر "سيدر"، لافتاً إلى أنها "أعدت سلسلة مشاريع إنمائية تعتزم طرحها أمام المؤتمر، وتشمل مجالات الكهرباء والمياه والاتصالات والطرقات والنقل الجماعي والمطار، وغيرها من المشاريع التي تُفيد البلد وتؤمن فرص عمل للشباب وتُحدث نمواً في الاقتصاد"، فضلاً عن إشارته إلى كون "موازنة العام 2018 تحمل الكثير من الحوافز لمختلف القطاعات، ولا تتضمن فرض أي ضرائب جديدة".
وأمس، ترأس رئيس الحكومة أول اجتماعات اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع الموازنة في السراي حيث أوضح وزير المالية أنّ "النقاش لا يزال في بداياته ولم يدخل في الأرقام"، على أن تعود اللجنة للاجتماع اليوم لاستكمال البحث في بنود ومواد موازنة 2018.
الوساطة الأميركية.. تابع
في الغضون، استأنفت الوساطة الأميركية النفطية أمس نشاطها في بيروت مع عودة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد ولقائه كلاً من رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
وإذ أفادت مصادر إعلامية غير رسمية أنّ الموفد الأميركي يحمل في جعبته إلى المسؤولين اللبنانيين "طرحاً تسووياً جديداً" حول ملف النزاع الحدودي مع إسرائيل، غير أنّ الأكيد أنّ الموقف الرئاسي والرسمي والوطني عموماً لا يزال غير مستعد للتنازل قيد أنملة عن أي من حقوق لبنان السيادية والنفطية، وأوضحت مصادر الخارجية لـ"المستقبل" أنّ البحث خلال لقاء باسيل - ساترفيلد جرى تحت سقف "الحفاظ على الحقوق من دون أي تنازل أو انتقاص"، وأضافت: "لبنان ثابت على الإحداثيات التي قدمها في موضوع البلوك 9 حيث لا تنازل ولا إعادة نظر في الموقف اللبناني الرسمي إزاء هذا الموضوع"، لافتةً إلى أنّ النقاش مع الموفد الأميركي أمس تطرق إلى "المناطق المُتنازع عليها على قاعدة تحصين الحقوق وتحصيل المكتسبات"، مع الإشارة في المقابل إلى حرص الدولة اللبنانية على عدم تأثّر عمليات التنقيب عن الثروة النفطية في المياه الإقليمية جراء النزاع الحدودي علماً أنّ "أي ضرر يلحق بلبنان في هذا الملف سينسحب حكماً على إسرائيل".
صحيفة اللواء:
تحالفات بلا برامج إنتخابية .. وساترفيلد يفاوض على وقع التهديدات بالحرب بهية الحريري في عين التينة.. وجعجع سيفاجئ الحلفاء وزعيتر على لائحة التيار في جبيل؟
مع ارتفاع الحرارة الانتخابية، على بعد أسبوع من بدء آذار، شهر الاستحقاقات المالية (الموازنة) واللوائح والترشيحات، ارتفعت الوتيرة الدبلوماسية التي تسير على خطين أحدهما يتعلق "بالوساطة النفطية" التي يتولاها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، وثانيهما يتصل بالتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر سيدر في 6 نيسان المقبل في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، وسط تهديدات إسرائيلية متزامنة عن احتمالات متزايدة لاندلاع حرب ضد أكثر من طرف، على خلفية توتر الأوضاع على الحدود الشمالية لإسرائيل.
ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عن الجنرال نيتسان ألون رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي ان "احتمالات اندلاع الحرب على الحدود الشمالية عام 2018 أكبر من أي وقت مضى، وربما تكون على الأبواب، رابطاً ذلك بإنجازات النظام السوري مدعوماً من إيران وحزب الله، الامر الذي زاد من فرص شن حرب جديدة في مرتفعات الجولان".
اقتراحات ساترفيلد
والبارز، على هذا الصعيد، ان الجواب الإسرائيلي حول "البلوك 9" الذي يرفض لبنان مجرّد التفاوض حوله، ان الدبلوماسي الأميركي زار كلاً من الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وقيادة الجيش، حيث التقى قائده العماد جوزاف عون بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وبحضور سفيرة الولايات المتحدة اليزابيث ريتشارد، على ان يزور الرئيس نبيه برّي قبل ان يتوجه إلى جنيف.
وعلمت "اللواء" من مصادر مطلعة ان ساترفيلد أبلغ من التقاهم ان إسرائيل تراجعت عن المطالبة بـ40% من البلوك 9، إلى القبول بـ25% منه.
وكشفت ان الدبلوماسي الأميركي اقترح شمولية التفاوض بحيث يتناول البلوكات 8 و9 و10 دفعة واحدة.
وانتهت لقاءات ساترفيلد في اليوم الأوّل لوصوله من تل أبيب إلى التأكيد على ان "للبحث صلة" وان الدبلوماسية هي الخيار المتاح حالياً.
وحسب مديرية التوجيه في الجيش فإن البحث تناول التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية، وموقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية.
وكان الرئيس برّي التقى "اللواء" إبراهيم للمرة الثانية خلال 24 ساعة، ونقل عنه زواره ان المعادلة الإسرائيلية لا محل لها من الاعراب في ما يتعلق بالنفط، "ما لنا هو لنا وما لكم هو لنا ولكم".. وهذا الأمر سيبلغه برّي إلى ساترفيلد اليوم.
واوضحت مصادر المعلومات ان البحث في وزارة الخارجية بين باسيل وساترفيلد تم على قاعدة حفظ حقوق لبنان برا وبحرا، ولم يُطرح اي تنازل عن حقوق لبنان،بينما طرحت الخارجية ما يراه لبنان "حلا للخط البري الحدودي بما لا ينتقص من سيادة لبنان على ارضه،فيما موضوع الحدود البحرية لا نقاش فيه ولاتنازل عن السيادة اللبنانية على اي متر من حقوق لبنان البحرية، وهو الموقف الموحد بين كل المسؤولين اللبنانيين رؤساء ووزيرخارجية بمن فيهم قائد الجيش".
الموازنة
إلى ذلك، جدد الرئيس برّي التأكيد على ضرورة الإسراع في إقرار مجلس الوزراء لموازنة العام 2018، وإرسالها بالسرعة اللازمة إلى مجلس النواب.
ونقل النواب عنه، بعد لقاء الأربعاء النيابي الذي حضرته النائب السيدة بهية الحريري للمرة الأولى منذ فترة طويلة قوله انه "اذا كان هناك أمن لحدود الوطن، فإن هناك أيضاً أمناً للمجتمع، وأحد ركائزه الموازنة"، لافتاً إلى انه "اذا لم تصل الموازنة قبل 5 آذار المقبل، فإن هناك شبه استحالة لاقرارها، كما ان المؤتمرات الدولية التي ستعقد في الشهرين المقبلين لدعم لبنان ستتأثر بالموضوع".
في هذا الوقت، كانت اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع الموازنة، تعقد أوّل اجتماعاتها في السراي الحكومي برئاسة الرئيس الحريري، وحضور الوزراء وأعضاء اللجنة، والذين لم يغب منهم سوى وزير السياحة اواديس كدانيان الذي يرافق الرئيس ميشال عون في زيارته لكل من العراق وارمينيا، حيث ناقشت على مدى ساعتين ونصف الساعة 21 مادة من مواد مشروع الموازنة البالغ عددها 55، وبقي امامها 34 مادة تتضمن الكثير من الإصلاحات التي تحتاجها الحكومة لتصحيح الوضع المالي توطئة لتقديمها إلى مؤتمر باريس.
واجمع أعضاء اللجنة على وصف الاجتماع الأوّل بالجدي والعملي، وانه اتسم بالايجابية من خلال تجاوب الوزراء مع مقترحات وزارة المال في ما يتعلق بتخفيض موازنات الوزارات.
وتقرر عقد اجتماع ثان للجنة عند الثانية من بعد ظهر اليوم في السراي، من دون استبعاد عقد اجتماعات متتالية الأسبوع المقبل قد تبلغ ثلاثة اجتماعات، بحسب توقعات بعض الوزراء، قبل رفع الموازنة إلى مجلس الوزراء لاقرارها واحالتها إلى المجلس النيابي مع مطلع الشهر المقبل.
واوضح نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني لـ"اللواء" ان البحث تناول المواد القانونية في المشروع في الفصول الاول والثاني والثالث وصولا الى المادة 21، وهي تتعلق بالسياسات العامة وبمشاريع قوانين البرامج والايرادات المتوقعة، ولكن لم يختلف فيها الكثير عما ورد في موازنة 2017، لا سيما حول الغرامات والضرائب. لكننا لم نصل الى مناقشة الارقام بالتفصيل.
واضاف: الجيد في الامر ان العديد من مواد الموازنة واردة في موازنة العام 2017 لجهة النفقات والواردات تقريبا، خاصة ان موازنة العام الماضي اقرت قبل اشهر عدة وبدأت تظهر مفاعيلها علماً ان معظم النفقات هي للرواتب والنفقات الجارية. ونتوقع انتهاء النقاش في اللجنة خلال نهاية الاسبوع المقبل اذا استمرت الاجتماعات على نفس الوتيرة.
وعلمت "اللواء" ان البحث في تخفيض نسبة عشرين في المائة من انفاق الوزارات يشمل اكثر ما يشمل وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والاشغال العامة والتربية. بينما المطلوب زيادة نفقات هذه الوزارات خاصة وزارة الصحة بمبلغ 75 مليار ليرة هي نفقات الاستشفاء والادوية التي لا يمكن الاستغناء عنها. بينما يمكن تخفيض بعض النفقات البسيطة من الوزارات ونفقات السفر وبعض الجمعيات التي لا تؤثر على نسبة العجز الكبيرة والتي تستهلك الكهرباء اعلى نسبة منها، بحيث وافقت اللجنة الوزارية على سلفة خزينة لمؤسسة الكهرباء بقيمة الفين ومائة مليار ليرة.
وفي المعلومات ان وزراء "القوات" أبدوا امتعاضا من تخفيض ما نسبته 20% من وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية واعتبروا ذلك "بمثابة استهداف سياسي".
واتهم وزير المال علي حسن خليل الحكومة بالتقصير، كاشفاً انه قدَّم الموازنة قبل نهاية آب 2018.
وتوقع ان يرتفع العجز إلى أبعد ما هو مقدر باضافة الفي مليار إلى خمسة آلاف مليار هي العجز المعلن.
وقال ان 70% من الميزاينة تذهب إلى الرواتب والأجور وخدمة الدين العام 37% (اجور)، 33% (خدمة الدين).
واضاف: ان 1300 مليار أضيفت إلى خدمة الدين.
وكشف ان 30 مليار دولار تذهب لخدمة الكهرباء التي تأكل نصف الدين العام، الذي بلغ 79،5 مليار دولار.
واستبعد التوصّل إلى إصلاحات هيكلية تؤدي إلى معالجة الموازنة، بما في ذلك خدمة الدين العام.. معربا عن تشاؤمه إذا لم تكن المعالجات ناجعة، واصفاً الوضع بأنه "ذاهب إلى الهاوية؛ وكشف عن نيات حسنة طرحت في اللجنة الوزارية.
مؤتمر باريس
وفي موازاة الجهد الحكومي للإسراع باصدار الموازنة الجديدة، ظهر امام الإعلام للمرة الأولى السفير المنتدب من قبل الرئاسة الفرنسية بيار دوكازن، المكلف الاعداد بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لمؤتمر "سيدر" المزمع عقده في العاصمة الفرنسية مطلع نيسان المقبل، وذلك من خلال زيارتين قام بهما الأولى للرئيس الحريري في حضور مستشاره الدكتور نديم المنلا والثانية لوزير المال علي حسن خليل، رغم انه موجود في بيروت منذ يومين.
وأوضح السفير دوكازن، في تصريحات أدلى بها في السراي، ان مؤتمر "سيدر" وليس باريس- 4 سيكون مؤتمرا اقتصاديا لن نناقش خلاله مواضيع أمنية أو إنسانية (مثل مسألة النازحين السوريين) لأنها ستناقش في مؤتمري روما-2 وبروكسل.
وأشار إلى ان المؤتمر مخصص لتطوير البنى التحتية على المديين المتوسط والبعيد، وبشكل خاص العجز الذي تعاني منه هذه البنى والتي تشكّل عائقاً امام الاقتصاد اللبناني، ونحن لن نتعامل مع هذا الموضوع من منطلق الأزمة أو الضرورة، كما كان الأمر بالنسبة لمؤتمرات باريس السابقة.
وكشف عن اجتماع تحضيري لمؤتمر "سيدر" سيعقد في 6 آذار المقبل في بيروت، على ان يعقد مؤتمر باريس المقبل على مستوى وزاري على الأقل، ويضم المنظمات الحكومية الدولية مع حوالى 50 دولة من الأسرة الدولية، وبدعوة من قبل لبنان وفرنسا، موضحا ان الدعوات الرسمية لم توجه بعد، نافيا ان تكون هناك شروط يجب على لبنان القيام بها قبل اجراء الانتخابات في 6 أيار، لكنه قال هناك حوار حول السياسات العامة كاصلاح قطاع الطاقة مثلا.
انتخابات
وبينما يعود الرئيس ميشال عون اليوم إلى بيروت من العاصمة الأرمينية يريفان التي وصلها أمس من بغداد، بعد ان اختتم زيارته للعراق، بزيارة نصب الجندي المجهول ولقاءين مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب الرئيس العراقي اياد علاوي، بقيت الحركة على الساحة الانتخابية على وتيرة مرتفعة في المقار الحزبية والسياسية لحسم مسألة الترشيحات والتحالفات، حيث سجلت حركة الترشيحات في وزارة الداخلية المزيد من المرشحين، الذين رست "بورصتهم" على 81 مرشحا، بعد ان قدم ثمانية مرشحين اوراقهم رسميا، وهم: النائب هاني حسن قبيسي عن المقعد الشيعي في النبطية، كنزه جبران صوان عن معقد الروم الارثوذكس في طرابلس، النائب علي برّي عن المقعد الشيعي في بنت جبيل، واللواء جميل السيّد عن مقعد الشيعي في بعلبك الهرمل، والنائب أسعد حردان عن المقعد الروم الارثوذكس في دائرة مرجعيون - حاصبيا، وسعد الدين الوزان عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، ونافذ الصمد عن المقعد السني في الضنية، علاء الدين عمر الشمالي عن المقعد السني في البقاع الغربي - راشيا.
باستثناء ذلك لم يطرأ ما يفيد عن حسم مسألة الترشيحات لدى تيّار "المستقبل" أو "القوات اللبنانية" أو حزب الكتائب، عدا إشارات أطلقها الرئيس الحريري للمرة الأولى، أمام وفد من تجار وصناعيي شارع عفيف الطيبي في الطريق الجديدة زاره في "بيت الوسط" أمس الأول، عندما أعلن ان لوائح تيّار "المستقبل" في الانتخابات ستشمل تمثيلاً مميزاً للشباب والمرأة، لكنه أشار إلى ان مسألة التحالفات الانتخابية ما زالت في طور النقاش، واعدا بالقيام بكل ما يخدم مصلحة أهلنا وتيار المستقبل والمناطق التي تمثلها بغض النظر من تحالفاتنا السياسية، في أوّل تلميح يؤشر إلى ان التحالفات قد لا تشمل سائر الدوائر الانتخابية، كما ان اللوائح ستتضمن أسماء جديدة غير النواب الحاليين.
اما الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، فستكون له إطلالة جديدة في الثالثة من بعد ظهر السبت المقبل، خلال الاحتفال الذي ستقيمه حوزة الدراسات الإسلامية في بعلبك- سيتطرق فيها مجددا إلى الحدث عن الانتخابات المقبلة، مثلما وعد في اطلالاته السابقة.
وعلى صعيد "القوات اللبنانية" من المتوقع ان يعلن رئيس حزب "القوات" د. سمير جعجع مرشحي حزبه في دوائر محسومة لحلفائه المتفاهم معهم، أو خصومه الانتخابيين، وحسب أوساط معراب، فإنه الخطوة تعني التعبير عن الرغبة لدى جعجع إبلاغ خصومه وحلفائه بأننا "مازلنا هنا".
وغداً، يعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، أسماء مرشحي الحزب للانتخابات وهم: النائب أسعد حردان عن دائرة الجنوب الثالثة (مرجعيون - حاصبيا- النبطية - بنت جبيل)، وسليم سعادة عن دائرة الشمال الثالثة (الكورة - البترون - زغرتا - بشري)، لور أبي خليل (عن المقعد الماروني في عاليه - الشوف)، وأمل عبود (عن المقعد الارثوذكسي في دائرة عكار، وألبير منصور (عن المقعد الكاثوليكي في دائرة البقاع الشمالي (بعلبك - الهرمل)، فادي عبود عن (المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي)، وفارس سعد عن (المقعد الانجيلي في دائرة بيروت الثانية).
وكشف العميد شامل روكز، ان الاتصالات مستمرة، ولم يستبعد ان يكون مرشّح "حزب الله" في جبيل الشيخ حسين زعيتر على لائحة التيار الوطني الحر.
صحيفة الشرق:
البلوك 9: ساترفيلد يحمل جديدا ولكن… مكانك راوح
عاد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد ، قبل ظهر أمس، آتيا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاستكمال المحادثات مع المسؤولين اللبنانين في موضوع الاقتراحات الأميركية في ما يتعلق بـ البلوك رقم 9.
والتقى ساترفيلد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، ترافقه السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيث ريتشارد، وجرى عرض لآخر المستجدات في لبنان والمنطقة.
وكان ساترفيلد، زار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في حضور السفيرة ريتشارد، وغادر قصر بسترس من دون الادلاء بأي تصريح.
وزار المبعوث الاميركي، قائد الجيش العماد جوزف عون، في حضور السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. وتناول البحث التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية.
وأبلغ عون ساترفيلد موقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية.
صحيفة الجمهورية:
ساترفيلد يعود.. ولبنان يرفض شراكة إسرائيل.. وتحذير من "موازنة مسلوقة"
عاد الموفد الاميركي دايفيد ساترفيلد الى بيروت، وعادت معه علامات الاستفهام لتخيّم في أجواء الحدود البحرية الجنوبية، خصوصاً انّ اي إشارات ايجابية لم تتسرّب عن لقاءات المسؤول الاميركي العائد من اسرائيل، حول ردّ تل ابيب على الموقف اللبناني الرافض للشراكة الاسرائيلية في النفط اللبناني. يأتي ذلك في وقت يشير قطار الانتخابات سريعاً الى خط الترشيحات التي تتزايد يوماً بعد يوم، وكذلك الى خط تحضيرات القوى السياسية وجهودها المتسارعة لتحديد اتجاهات مراوح التحالفات، والتي يبدو جلياً انها تشهد إرباكاً حقيقياً جرّاء الافق الواسع الذي فتحه القانون الانتخابي النسبي، والذي صعّب على القوى السياسية جميعها صياغة تحالفاتها بما تشتهي وبالتالي تركيب اللوائح على اساسها، خصوصاً في ظل الواقع الذي فرض نفسه على الجميع، والذي أظهر انّ لكل دائرة خصوصيتها وتحالفاتها المرتبطة بها.
وصل ساترفيلد الى بيروت، آتياً من إسرائيل التي نقل اليها الموقف اللبناني الرافض للطرح الاميركي الذي سبق ونقله الى بيروت، والذي يقول بتقاسم المنطقة البحرية المختلف عليها جنوباً، على نحو يعطي لبنان مساحة 60% منها أي ما يعادل 530 كيلومتراً مربعاً، فيما يعطي اسرائيل 40% اي ما يعادل 330 كيلومتراً مربعاً، على اعتبار انّ المساحة الممنوحة لإسرائيل تحت عنوان "خطة فريدريك هوف"، تنتزع من لبنان مساحات واسعة فيها، بينما هي حق للبنان وتقع ضمن حدوده ومياهه الاقليمية.
إلتقى ساترفيلد رئيس الحكومة سعد الحريري مساء امس في السراي الحكومي، بعد لقاء نهاري مع وزير الخارجية جبران باسيل، وتلته زيارة الى قيادة الجيش، على ان يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم. وموضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان، كان محل بحث بين بري والمدير العام للامن العام عباس ابراهيم، وكان لافتاً في هذا السياق، مواكبة رئيس المجلس لوصول ساترفيلد بموقف اكد فيه على "انّ موقف لبنان موحّد ومتضامن في الدفاع عن سيادتنا وثروتنا النفطية وحدودنا البحرية والبرية"، مشدداً على "انّ المعادلة الإسرائيلية "ما لنا لنا، وما لكم لنا ولكم"، هي معادلة مرفوضة قطعاً ولن تستقيم أو تمر". وواضح انّ بري يشير هنا الى مساحة الـ40% التي يمنحها الطرح الذي نقله ساترفيلد لإسرائيل.
وفيما اكدت مصادر مواكبة لحركة ساترفيلد لـ"الجمهورية" ان الموفد الاميركي لم يحمل في جعبته ما يمكن اعتباره تراجعاً عن الطرح الذي عرضه على المسؤولين اللبنانيين قبل انتقاله الى اسرائيل، في وقت كانت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ما زالت تعزف على ذات الموقف الذي عبّر عنه وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان حول ملكية البلوك رقم 9. الأمر الذي يبقي النفط اللبناني في هذه المنطقة معلّقاً على حبل التعقيدات الاسرائيلية ومحاولات السطو عليه.
ومن هنا، كان تأكيد قائد الجيش العماد جوزف عون لساترفيلد "موقف الجيش المتمسّك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية"، وكذلك كان موقف وزير الخارجية الذي قالت اوساط قريبة منه لـ"الجمهورية" انه اكد للمسؤول الاميركي تمسّك لبنان بموقفه الثابت من البلوك رقم 9، وحقه فيه، رافضاً التنازل عن هذا الحق او إعادة النظر فيه. وانّ لبنان متمسّك بالاحداثيات التي قدمها. واذ أشارت الاوساط الى ان لا نقاش على البلوك 9 من قبل لبنان، لفتت الى انّ البحث تطرّق الى المناطق المتنازَع عليها، والتي سيحاول لبنان جاهداً تحصيل اكبر قدر من المكتسبات. فيما فَضّلت مصادر السراي الحكومي عدم الدخول في تفاصيل اللقاء بين الحريري وساترفيلد او اكتفت بالقول: "لنحتفظ بالتفاصيل في عهدة المسؤولين اللبنانين".
الجدير ذكره هنا، انّ هذا الموضوع اضافة الى مسألة الجدار الاسمنتي الذي تنوي اسرائيل إقامته على الحدود الجنوبية، سيكونان محور الإجتماع العسكري الثلاثي الذي سيعقد اليوم في مقر قيادة القوات الدولية اليونفيل في الناقورة. وسط توجيهات صارمة لممثّل لبنان في اللجنة بالتأكيد على رفض لبنان لكلّ ما يمسّ سيادته وحدوده البرية والبحرية.
محاولة تجميلية
واذا كان ثمّة من استبشرَ خيراً من حركة ساترفيلد حيال الحدود النفطية البحرية، فإنّ المعلومات التي تلقّتها بعض المراجع اللبنانية، تفيد انّ ما في جعبة الموفد الاميركي، الذي قد ينتقل من بيروت الى جنيف اليوم، لا يَشي بأكثر من محاولة تجميلية للطرح الاميركي المرفوض من قبل لبنان، حيث ان ما تسمّى "وساطة اميركية" لم تخرج عن سياق الهدف الاساس منها، والرامي الى تثبيت الشراكة الاسرائيلية في النفط اللبناني، وهو امر مرفوض قطعاً من قبل لبنان.
وبحسب معلومات احد المراجع السياسية، فإنه على الرغم من الحماسة الاميركية والاستعجال لطَي هذا الملف، فإنّ ما يسمعه لبنان من الموفد الاميركي ليس سوى لغة هادئة ورغبة بالوصول الى حل يرضي الطرفين اللبناني والاسرائيلي، مع إشارة الى استعداد اسرائيل للتفاوض، الّا انّ هذه اللغة الهادئة ليست كافية لطمأنة لبنان، ذلك انّ الكلام الاميركي لا ينطلق من نظرة محايدة للمشكلة القائمة، بل ما زال ينظر من الزاوية التي تحقّق مصلحة اسرائيل على حساب لبنان. وفي خلاصة الامر، انّ ما يحمله ساترفيلد لا يفتح ثغرة في الجدار، ولا يؤدي الى نقلة نوعية تجعل الوصول الى الحلّ المرضي لكل الاطراف مُمكناً.
وعليه، يقول المرجع: "لبنان مُعتدى عليه في هذا الامر، وما عليه الّا التمسّك بموقفه، ورفض ما يمسّ سيادته في البر والبحر، وطبعاً في الجو. لبنان ليس في موقع الضعيف هنا، فلديه من القوة ما يمكّنه من انتزاع حقه، واذا كان الرئيس بري قد عكس الموقف اللبناني لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان 1996 على غرار ما حصل بالنسبة الى الخط الازرق، فإضافة الى ذلك، أن يُصار الى اللجوء الى مظلة الامم المتحدة وتأكيد حق لبنان تحت رعايتها، وليس اللجوء الى مظلات أخرى لا تراعي الّا المصلحة الاسرائيلية.
الموازنة
من جهة ثانية، أعطت الحكومة امس، إشارة الى جديتها في إنجاز مشروع موازنة العام 2018، من خلال انطلاق اجتماعات اللجنة الوزارية المعنية بالموازنة، والتي اجتمعت في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري.
وستعاود اللجنة الاجتماع اليوم، فيما قالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية" انّ هناك توجّهاً عاماً بضرورة إنجاز الموازنة من قبل الحكومة في وقت قريب، وقد بدأنا النقاش في جلسة الامس، وأمكن البَت في ما يزيد عن عشرين مادة في مشروع القانون، واذا ما استمررنا على هذه الوتيرة فإنّ المسألة قد لا تتعدى اياماً قليلة ويُنجز مشروع الموازنة ويُحال الى مجلس النواب.
واشارت المصادر الى انّ الموازنة، كما هو واضح، لا تتضمن اي بنود ضريبية، الّا انّ الاساس فيها هو البند المتعلق بتخفيضات نفقات الوزارات والمؤسسات بنسبة عشرين في المئة على نحو ما طلب رئيس الحكومة، فهذه المسألة قد تستغرق وقتاً للبتّ بها وحسمها، خصوصاً انّ عدداً من الوزارات تجد صعوبة في خفض انفاقها، وهو الامر الذي عبّر عنه اكثر من وزير.
وفي وقت يؤكد وزير المالية علي حسن خليل على وجوب تضمين الموازنة بنوداً إصلاحية حقيقية تمكّننا من تجاوز الوضع المالي الصعب، قالت المصادر انّ ثمّة عقدة ما زالت موجودة، وتتمثّل في كيفية مقاربة الشروط التي طرحها وزراء تكتل الاصلاح والتغيير في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، والتي ربط الوزير باسيل مشاركته في جلسات الموازنة بالتوافق المُسبق عليها.
وعلى رغم السرعة في النقاش التي عكستها جلسة اللجنة الوزارية امس، الّا انّ ذلك لم يشكّل دافعاً لبعض وزرائها لإبداء تفاؤل جدي في إمكان الانتهاء منها قريباً، ذلك انّ التجارب مع مثل هذه اللجان تَشي بتَبدّلات ومفاجآت في اي لحظة من شأنها ان تعيد الامور الى نقطة الصفر، على حدّ ما قال احد اعضاء اللجنة لـ"الجمهورية".
وعلمت "الجمهورية" انّ نقاشاً حصل بين بعض الوزراء رَسم علامات من الشك حول إمكانية إنجاز الموازنة في فترة قصيرة، ذلك انّ عامل الوقت باتَ ضاغطاً بشكل كبير، علماً انّ رئيس المجلس وضع سقفاً للنقاش الحكومي في الموازنة حدوده 5 آذار المقبل، وهو موعد نهائي يصبح إقرار الموازنة مستحيلاً في مجلس النواب اذا ما تأخّرت إحالتها الى المجلس عن هذا التاريخ، ومن شأن عدم إقرارها ان يؤثّر سلباً على المؤتمرات الدولية المعنية بلبنان، وما يعوّل عليه لبنان منها.
يعني ذلك انّ امام الحكومة عشرة ايام فقط لإحالة الموازنة الى المجلس، وهذا لا يعني بحسب مصادر وزارية، إنجاز الحكومة لموازنة كيف ما كان، او موازنة مسلوقة، ذلك انّ آثار موازنة كهذه على البلد اكثر سلبية من عدم وجود موازنة.
ويتقاطع ذلك مع تشكيك مصادر نيابية بإمكان الانتهاء من الموازنة قريباً، او إمكان إقرارها من قبل المجلس قبل نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي، وحتى لو تَمّت إحالتها اليه اليوم، خصوصاً انها تتطلّب جلسات مكثّفة من قبل اللجنة المالية ولِما يزيد عن شهرين.
الإنتخابات
في هذه الاجواء، يتسارَع النبض الانتخابي في مختلف الارجاء اللبنانية، والتحضيرات قائمة على قدم وساق، فيما اللافت الهمس الذي ما زال يُسمع في بعض الاوساط الداخلية حول مصير الانتخابات، على رغم التأكيدات المتتالية للمراجع السياسية بأنّ الانتخابات حاصلة في موعدها ولا شيء قادر على تعطيلها او عرقلتها.
وسجّلت حركة الاتصالات امس، نشاطاً ملحوظاً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وكذلك على مستوى الثنائي الشيعي وحلفائه حيث دخل عملياً الى حسم التحالفات على طريق حسم اللوائح النهائية، والحال نفسه بالنسبة الى تيار المستقبل الذي زَيّت ماكيناته بأقصى طاقتها في أماكن نفوذه في العاصمة والشمال والبقاع. فيما دخل الحزب التقدمي الاشتراكي في حركة اتصالات مع كافة الفرقاء، مستنداً على التحالف المبدئي مع تيار المستقبل والرئيس نبيه بري.
وكشفت مصادر اشتراكية لـ"الجمهورية" انّ الاعلان الرسمي لمرشّحي الحزب سيتم في وقت قريب، وخلال احتفال يرعاه النائب وليد جنبلاط، حيث بات محسوماً ترشيح كل من: تيمور جنبلاط، مروان حمادة، اكرم شهيّب، وائل ابو فاعور، هنري حلو، نعمة طعمة، فيصل الصايغ، بلال عبدالله.
صحيفة الأخبار:
الوساطة الأميركية بين بيروت وتل أبيب: مكانك راوح
"مكانك راوح". بهذه العبارة يلخّص مرجع لبناني معني بملف الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، نتائج الجولات المكوكية التي يقوم بها مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد بين بيروت وتل أبيب
مع عودته إلى بيروت، التقى مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد، أمس، كلاً من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش جوزف عون، على أن يلتقي، اليوم، الرئيس نبيه بري قبل أن يقرر ما إذا كان سيعود مجدداً إلى فلسطين المحتلة. ولوحظ أن المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، الذي شارك في لقاء ساترفيلد ـ قائد الجيش، انتقل من وزارة الدفاع إلى عين التينة، حيث وضع بري في أجواء اللقاء مع الموفد الأميركي.
لا تبدل في الموقف الأميركي حتى الآن. هم يتمسكون بخط فريديرك هوف. وفي المقابل، سمع الموفد الأميركي موقفاً لبنانياً متمسكاً بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه. بري سيكرر أمام ساترفيلد ما ردده، أمس، في لقاء الأربعاء: "المعادلة الإسرائيلية ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم، هي معادلة مرفوضة قطعاً ولن تستقيم أو تمرّ". زد على ذلك تمسك بري باقتراح الترسيم البحري الثلاثي.
وعلمت "الأخبار" أن ساترفيلد كان قد التقى قبل عودته الأسبوع الماضي إلى تل أبيب، بشكل مفاجئ مجموعة من الخبراء النفطيين اللبنانيين، حيث بادرهم إلى القول إن البلوك رقم 9 ليس ملك لبنان، وهو بالتالي لا يحق له أن ينقّب فيه. لكن الخرائط اللبنانية كانت حاضرة لتؤكد لـ"الوسيط" الأميركي أنه حتى لو تبنى المنطق الإسرائيلي، فإن المنطقة التي تدّعي إسرائيل ملكيتها لا تتعدى مساحتها، داخل هذا البلوك، 150 كلم مربع فقط، وبالتالي فإن أغلبية مساحة البلوك ليست ضمن المنطقة المسماة "متنازعاً عليها". وهو الأمر نفسه الذي سبق لشركة توتال الفرنسية أن أكدته في بيانها، الذي أشارت فيه إلى أن البئرين اللتين ستحفرهما تقعان في المياه اللبنانية.
الانطباع السائد بين المعنيين بالملف، أن إسرائيل بحاجة لإيجاد حل لأزمة الحدود البحرية. فهي تدرك أن قدرة المناورة لديها محدودة، خاصة أن أي تطور عسكري، ستكون كلفته عليها عالية، وليس أقلها أن تكون منصاتها في البحر هدفاً سهلاً في أي مواجهة، ما يمكن أن يضيّع عليها مليارات الدولارات. الاعتراض على التوتر المائي، كانت إسرائيل قد سمعته أيضاً من شركة Energean اليونانية التي حصلت على حقوق الاستكشاف في خمسة بلوكات في شمال المنطقة الاقتصادية في فلسطين المحتلة، إضافة إلى تطوير حقلي كاريش وتانين. حتى إن حديث وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتس لصحيفة يديعوت أحرونوت منذ نحو أسبوعين عن أن "الفجوة على ترسيم حدود المياه الاقتصادية مع لبنان هي بنحو 7 كلم بين حدودنا وبين ما يطلبه اللبنانيون"، فُسِّرَت لبنانياً على أنها خفض للسقف الإسرائيلي. كذلك، يبدو لافتاً أن الشركة اليونانية العاملة في "إسرائيل" تضع على موقعها الإلكتروني خريطة لعملها، تظهر بوضوح أن خط الحدود ليس الخط المعتمد من قبل إسرائيل، لا بل ترسم خطاً جنوب الخط الذي يطالب به لبنان، فترسمه على مقربة من حقل كاريش. علماً أن الخرائط الإسرائيلية ظلت تعتمد الترسيم اللبناني للمنطقة الحدودية منذ رسّمت البلوكات النفطية في عام 2009، أي بعد الاتفاق اللبناني القبرصي، ولسنة مضت، قبل أن تعمد إلى رسم بلوكات داخل المناطق المتنازع عليها.
يحذر أحد الخبراء، الذين تابعوا في عام 2012 الوساطة التي قام بها الوسيط الأميركي فريدريك هوف، من الخلط بين خط هوف وخطة هوف. الأميركيون حالياً يتحدثون عن خط هوف الذي يقرّ للبنان بنحو 65 بالمئة من حقه في مياهه مقابل إعطاء 35 بالمئة لإسرائيل. لكن أحداً لا يتحدث عمّا وصلت إليه خطة هوف، التي قضت بالتسليم بحق لبنان بالـ65 بالمئة من مياهه، لكن من دون التسليم بإسرائيلية المنطقة الباقية، حيث اتفق حينها على أن يستمر التفاوض بشأن تلك المنطقة.