ولفت عون في سياق متصل الى أنّ "العلاقة بين تونس ولبنان قوية وقائمة على قيم مشتركة تحترم حرية المعتقد وحق الاختلاف وليس الخلاف، وحرية الرأي وفق ما تنص عليه الاصول الديمقراطية"، مشيراً إلى أنّ "هناك أوجه تشابه عدّة بين لبنان وتونس، ومنها القدرة على التخلص من آثار الحرب، والوعي الذي تميّز به التونسيون من خلال تسليم المعارضة بالديمقراطية رغم الصعوبات والنكسات، إلّا أنّ تونس بقيت على الطريق القويم".
وتابع: أنّ "الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة نصح الفلسطينيين عند التفاوض مع الاسرائيليين ان يأخذوا ما يمكنهم اخذه وان يطالبوا بعدها بالباقي، ولكن من الصعب الاخذ بها اليوم لاننا خسرنا كل شيء، فالقدس ضاعت والجولان أيضاً يضيع، ونخشى من ان يأتي الدور على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانيتين".
وقال إنّ "فلسطين عزيزة وغالية عند الجميع ولم نرفض عيش اليهود في فلسطين ولكننا نرفض الصهيونية ، داعياً إلى توحيد الكلمة كعرب في ما خص الصراع العربي-الاسرائيلي، او على الاقل التنسيق حول قضية فلسطين والقدس"، ورأى ان "الجرح السوري هو أبلغ الجراح لأنّ سوريا كان يطلق عليها اسم قلب العروبة النابض فماذا فعلنا بهذا القلب؟ إذا كنت ضدّ النظام، لا يمكنك قتل الشعب، فالشعب السوري هو الضحية".
واعتبر عون أنّه "غالباً ما كان يقال ان لبنان هو مفتاح الشرق. وانا بحكم اقامتي في أوروبا أيضاً، قلت عن لبنان انه قلب للغرب وعقل للشرق. ذلك اننا في لبنان اخذنا من العقلانية الاوروبية واعطيناها من عاطفتنا الشرقية، والتوازن ضروري بين هذين العاملين، فلبنان متفوّق ثقافياً والدليل تعدد الجامعات من عربية وأميركية وفرنسية على أرضه ، اما من الناحية الاقتصادية، فلبنان عايش ثلاث ازمات كبرى: الركود العالمي، والحروب في المنطقة التي عملت على تطويقنا بالنار والحديد وهي كانت صعبة جداً، اضافة الى ازمة النازحين السوريين الذين بات عددهم في لبنان اكثر من مليون ونصف المليون، ونحاول اليوم مع الدول الصديقة والشقيقة إعادة النازحين إلى سوريا في ظلّ الأجواء الآمنة في كل المحافظات السورية ما عدا ادلب".
وأضاف: "منذ اسبوعين تقريباً، زارنا وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، ويبدو انه بات مقتنعاً بوجوب عودة النازحين، وهو ما قاله في شهادته امام الكونغرس الاميركي، خاتماً بالتأكيد ان الولايات المتحدة وروسيا بات رأيهما الأكثر ترجيحاً في ميزان القوة الدولية".